موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٤ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٠

الصلاة تنصرنا وتنقذنا

بقلم :
الأب بيوس فرح ادمون - مصر
الصلاة تنصرنا وتنقذنا بمجرد وضع حياتنا في يد المسيح

الصلاة تنصرنا وتنقذنا بمجرد وضع حياتنا في يد المسيح

 

يستطيع الإنسان أن يعرف مقدار القوة والفاعلية التي تتحقق بالصلوات المقدسة عندما ينظر ويلاحظ مقدار الخيرات التي يتمتع بها كل يوم بل كل ساعة أولئك الذين ألقوا بأنفسهم أمام الله، حتى من يجهل نور الشمس والنجوم والقمر والأهوية الحسنة وغذاء الفكر والحياة وأمور كثيرة التي يمنحها الله للأبرار والأشرار بسبب محبته الكبيرة للجميع؟

 

إذًا لو أن أولئك الذين لا يتضرعون ولا يطلبون يرحمهم الله ويخفف عنهم، فكم بالحري أن يتمتع بالخيرات أولئك الذين يقدمون الصلوات والتضرعات لله كل أيام حياتهم؟ كم من الأبرار إستطاعوا بصلواتهم أن ينقذوا شعوبًا ومدنًا وكل المسكونة من الأذى!

 

هكذا فعل القديسين

 

عندما نتحدث عن الصلاة فإن أول من يستحق الذكر هو القديس بولس الذي لا يكف عن الصلاة إلى الله حارس كل المسكونة، فبصلاته وبتضرعه المستمر أنقذ كل الأمم، فهو يقول لنا "... بسبب هذا أحني ركبتي لدى أبي ربنا يسوع المسيح الذي منه تسمى كل عشيرة في السموات وعلى الأرض لكي يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطل ليحل المسيح بالإيمان في قلبوكم" (أف3:4-17).

 

وأيضًا فإن العظيم بطرس خرج من السجن بنور من السماء. ومن المؤكد أن هذا بسبب فضيلته وبسبب صلوات الكنيسة لقد فتحت أبواب السجن المحكمة على الفور، لأن لوقا لم يضف مصادفة أن الصلاة قد صارت من كل الكنيسة من أجل بطرس بل لكي نتعلم نحن أيضًا فاعلية الصلاة عند الله حتى أنها خلصت بولس وبطرس من الأخطار، وهما أعمدة الكنيسة.

 

نرى هنا كيف أنقذ موسى العبرانيين. لم يستلم أسلحة أو قيادة جيش، بل وجّه جموع بصلوات مكثفة. هكذا عرفنا أن لصلوات الأتقياء قوة أعظم بكثير من الأسلحة والأموال والمعسكرات، لهذا فإن جيشًا ومدنًا بأكملها صار لها خلاص بصلوات موسى النبي، لأنه حين كان موسى يصلي كان شعب إسرائيل ينتصر، وعندما كان يتوقف عن الصلاة كان ينتصر محاربوه. وهكذا نحن أيضًا عندما نصلي نهزم الشيطان بسهولة ولكن عندما نهمل الصلاة يقوى علينا الشرير.

 

الصلاة هي سبب ولادة النبي القديس صموئيل لأن الطبيعة حرمت أمه أن تلد، ولكن بواسطة الصلاة تغير عقم الطبيعة، هذا هو ثمرة الصلاة، هذا هو النبي الذي نما بالصلاة هكذا صار صموئيل معروفًا في السماء وأعلى من أي إنسان متشبة بالملائكة لأنه كان يجب أن يظهر كثمرة، بمعنى أن يفوق الجميع من جهة الصلاح وطرق الفضيلة وأن يفوق من سبقه من القديسين كما تتميز وتنفرد السنابل الناضجة في حقول القمح.

 

بالصلاة صدّ داود حروبًا كثيرة دون أن يحرك أسلحة أو يطلق رماحًا، ولكن الصلوات فقط هي التي سندته. كما للصلاة قوة روحية وفاعلية حتى إن أهل نينوى بينما كانوا يعيشون حياة الخطيئة والشر حتى ذلك الحين، لكنهم بمجرد أن انتشرت الصلاة في المدينة غيرت كل شيء ونشرت الوداعة والبر والمحبة والوفاق ورعاية الفقراء وكل الأمور الحسنة الأخرى.

 

لنصلي: أُبَارِكُ الرَّبَّ فِي كُلِّ حِينٍ. دَائِماً تَسْبِيحُهُ فِي فَمِي. بِالرَّبِّ تَفْتَخِرُ نَفْسِي. يَسْمَعُ الْوُدَعَاءُ فَيَفْرَحُونَ. عَظِّمُوا الرَّبَّ مَعِي وَلْنُعَلِّ اسْمَهُ مَعاً. طَلَبْتُ إِلَى الرَّبِّ فَاسْتَجَابَ لِي وَمِنْ كُلِّ مَخَاوِفِي أَنْقَذَنِي. نَظَرُوا إِلَيْهِ وَاسْتَنَارُوا وَوُجُوهُهُمْ لَمْ تَخْجَلْ. هَذَا الْمِسْكِينُ صَرَخَ وَالرَّبُّ اسْتَمَعَهُ وَمِنْ كُلِّ ضِيقَاتِهِ خَلَّصَهُ. مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ وَيُنَجِّيهِمْ. ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ. اتَّقُوا الرَّبَّ يَا قِدِّيسِيهِ لأَنَّهُ لَيْسَ عَوَزٌ لِمُتَّقِيهِ.