موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
الرِّسالَة
عجيب هو الله في قديسيه
في المجامع باركوا الله
فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل غلاطية (غلاطية 1: 11-19)
يا إخوةُ، أُعلِمُكم أنَّ الإنجيل الذي بشَّرتُ بهِ ليسَ بحسبِ الإنسانِ، لأني لم أتسلَّمْهُ أو أتعلَّمْه من إنسان،ٍ بل بإعلانِ يسوعَ المسيح. فإنَّكم قد سمعتُم بِسيِرتي قديماً في مِلَّةِ اليهودِ أني كنتُ اضطَهِدُ كنيسةَ اللهِ بإفراطٍ وأدمِرُها. وأزيدُ تقدُّمًا في ملَّةِ اليهودِ على كثيرينَ من أترابي في جِنسي بِكوني أوفرَ منهم غَيرةً على تَقليداتِ آبائي. فلمَّا ارتضَى اللهُ الذي أفرزني من جوفِ أمي، ودعاني بنعمتِه، أنْ يُعلِن ابنَهُ فيَّ لأُبشِرَ بهِ بينَ الأُمم،ِ لساعتي لم أُصغِ إلى لحم ودم،ٍ ولا صَعِدْتُ إلى أورشليم،َ إلى الرسلِ الذين قبلي، بل انطَلَقتُ إلى ديارِ العربِ. وبعدَ ذلكَ رَجَعتُ إلى دِمشق. ثمَّ إني بعدَ ثلاثِ سنينَ صَعِدتُ إلى أورشليمَ لأزورَ بطرسَ. فأقمتُ عندَهُ خمسةَ عَشَرَ يوماً، ولم أرَ غيرَهُ من الرسلِ سوى يعقوبَ أخي الربّ.
الإنجيل
فصل شريف من بشارة القديس متى (متى 2: 13-23)
لمّا انصرف المجوسُ إذا بملاكِ الربّ ظهر ليوسفَ في الحُلم قائلاً: قُمْ فخُذِ الصبيَّ وأمَّهُ واهرُبْ إلى مصرَ، وكُنْ هناك حتى أقولَ لك، فإنَّ هيرودسَ مُزمِعٌ أنْ يطلبَ الصبيَّ ليُهلِكهُ، فقام وأخذ الصبيَّ وأمَّهُ ليلاً وانصرف إلى مصر، وكان هناك إلى وفاة هيرودس، ليتمَّ المقول من الربّ بالنبيّ القائل: من مصر دعوت ابني. حينئذٍ لمَّا رأى هيرودس أنَّ المجوسَ سخروا بهِ غضب جدًّا، وأرسل فقتل كلَّ صبيانِ بيت لحم وجميعِ تخومها من ابنِ سنتينِ فما دونَ، على حسب الزمان الذي تحقَّقهُ من المجوس. حينئذٍ تمَّ ما قالهُ أرمياءُ النبيُّ القائل: صوتٌ سُمع في الرامةِ، نوحٌ وبكاءٌ وعويلٌ كثيرٌ. راحيلُ تبكي على أولادها، وقد أبتْ أنْ تتعزَّى لأنَّهم ليسوا بموجودين. فلمَّا مات هيرودسُ إذا بملاكِ الربِ ظهر ليوسفَ في الحلمِ في مصر قائلاً: قُمْ فخُذِ الصبيَّ وأمَّهُ واذهبْ إلى أرض إسرائيلَ، فقد مات طالبو نفسِ الصبيّ. فقام وأخذ الصبيَّ وأمَّهُ، وجاءَ إلى أرض إسرائيل. ولمَّا سمع أنَّ أرْشيلاوس قد مَلك على اليهودية مكانَ هيرودس أبيهِ، خاف أنْ يذهبَ إلى هناك، وأُوحيَ إليهِ في الحلم، فانصرف إلى نواحي الجليل وأتى وسكن في مدينة تُدعىَ ناصرة ليتمَّ المقول بالأنبياء إنَّهُ يُدعَى ناصرياً.
بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين.
ولد المسيح العظيم الذي انتظرته البشرية لقرون عديدة. وهو الذي تنبأ عنه الأنبياء منذ قرون. الذي ولد في مغارة باردة واتكأ في مذود. وباستثناء المجوس والرعاة استقبله الجميع بلا مبالاة. ليس فقط باللامبالاة بل إن حاكمهم الملك هيرودس، عندما جاء إلى العالم، عامله بعداء وخبث.
عندما سمع هيرودس من المجوس أن ملك اليهود قد ولد، ودعى الكتبة والفريسيين وتأكد من الأمر، انزعج واتخذ قرارًا "بخسارة". إنه لا يريد الاعتراف بالرضيع الإلهي كملك للعالم، بل يريد قتله. إنه يخاف عرشه، وجلاله، وثرواته، التي يتعرض للخطر من قبل الملك المولود ثم يرسل أمر بقتل "جميع الأطفال في بيت لحم وفي جميع تخومها من ابن سنتين فما دون" على أمل أن يكون بينهم الطفل الإلهي الذي كان قد هرب في هذه الأثناء إلى مصر. الشر، حسد الإنسان قد طرد سيد الناس.
يقدم لنا الإنجيل المقدس كل تلك اللحظات الصادمة من اضطهاد هيرودس للطفل الإلهي. ولما انصرف المجوس، يقول الإنجيلي متى، ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم، وقال له: قم وخذ الطفل وأمه العذراء واهرب إلى مصر. ابق هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس يريد أن يقتل الطفل. وفي الحال أخذ يوسف الطفل الإلهي ووالدة الإله ليلاً وانصرف إلى مصر.
عند سماع هذه الأحداث تنزعج قلوبنا. . تبدو غير مفهومة، ولا تصدق، ولم يسمع بها منا أحد. ولكن ربما حتى اليوم لو جاء المسيح إلى العالم، فإن العالم وشعبه سيرحبون به بحماس، وسيقدم له الحكام تكريمًا لا يسبر غوره؟
فلما مات هيرودس ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم في مصر وقال له: قم وخذ الصبي وأمه واذهب بسلام إلى أرض إسرائيل. لأن الذين سعوا لحياة الطفل قد ماتوا الآن. فقام يوسف وأخذ الطفل وأمه وجاء إلى فلسطين. ولكن لما سمع أن أرخلاوس يملك على اليهودية عوضا عن هيرودس أبيه، خاف أن يذهب إلى هناك. ولكن بأمر من الله في حلمه، انطلق إلى نواحي الجليل، حيث كان هيرودس أنتيباس حاكمًا، وكان أقل قسوة من أخيه أرخيلاوس. وبعدما جاء إلى هناك، سكن في مدينة اسمها الناصرة.
ولكن الذي يبقى منتصراً في التاريخ هو الرب يسوع المسيح الناصري. يخرج الفائز منتصر. لأنه ليس في خطر إنسان، بل الله هو الذي يخلص. إنه المنظم لحياة العالم وحياتنا. بين يديه حياتنا، حياة الشعوب والدول. كنيسته وشعبه بين يديه. ويسقط الطغاة والأنظمة. إنه يسحق أي مطارد متمكن تعتقد أنه قد يقف في طريق خطته. لذلك، لا نخاف في كل عصر، من كل اضطهاد مباشر أو غير مباشر، علنيًا أو خفيًا، وجهًا لوجه أو ماكرًا. لنبقى دائمًا مع المنتصر، مع الرب الناصري المنتصر. النصر هو دائما له.
لا يمكن لأحد أن ينكر أن الكثيرين سيستقبلونه بفرح، كما يفعلون، لأن الرب يأتي باستمرار ويقرع باب قلوبنا. ولكن هناك أيضًا من ينكرونه، ويضطهدونه، ويحاربونه، منذ ذلك الحين إلى اليوم. يريدون منك أن "تخسره" حتى اليوم. هؤلاء هم الذين يحاربون إيماننا. أولئك الذين ينكرون المسيح. أولئك الذين، بسلوكهم، بكلامهم، بكتاباتهم، باضطهاداتهم القاسية، يبعدونه عن حياتنا. وقد عرف عصرنا ويعرف الكثير من أعداء المسيح هؤلاء الذين لا يختلفون عن هيرودس. كم يسيل من الدم المسيحي في عصرنا، في أيامنا هذه، من أبطاله. أينما ينظر المرء سوف يراهم. يريدون تطهير كل شيء. كم من المؤمنين في كل أنحاء الأرض لا يشهدون لاسم الرب. نحن نرى ما يحدث بعيدًا عنا قليلاً. يتعرض آلاف المسيحيين كل يوم لتعذيب رهيب، ويقتلون بسبب إيمانهم.
العمل الرئيسي في حياتنا الروحية هو بالتحديد تطهير الروح. محاربة كل أمر خاطئ يهيمن على كياننا كله. معركة مختلف الأعداء الذين يريدون أن يصبحوا أسيادنا ورؤسائنا. إن العالم وآلهته، مهما كانت تسميتهم، فإن الأهواء هي أعداء الروح. عندما يغادر الأعداء، هذا هو بالضبط الوقت الذي يتم فيه تقديم ثمار الروح القدس. ثم يأتي وقت الإزهار الروحي الذي أتى به يسوع المسيح المتجسد إلى الأرض.
مرة أخرى احتفلنا بعيد الميلاد. طار فكرنا بأجنحة الملائكة إلى مدينة بيت لحم، إلى المغارة الباردة، إلى المذود المتواضع. على الرغم من أن قلوبنا مثقلة بالحياة اليومية، فقد تأثرت بهذا الحدث العظيم وقدمت العبادة للطفل الإلهي الذي جاء إلى الأرض ليجلب السلام والمحبة لعالمنا. سجدنا له مع الرعاة. مع الملائكة مجدناه. قدمنا له مع مجوس المشرق هدايا محبتنا وعبادتنا. كل هذا لا ينبغي أن يظل تشويقًا مؤقتًا سيختفي بعد فترة. فلنجتهد أن لا ندع المسيح يبتعد عنا. لقد جاء المسيح إلى العالم ليكون معنا إلى الأبد. وليكن حضوره النافع في حياتنا أبديا. يريد أن يرافقنا باستمرار، ليفيدنا، ويجعلنا مسافرين سعداء إلى الحياة الجديدة، حياته الخاصة. هل نريد ذلك؟ إذا كان الأمر كذلك، فلنقاتل، ونطرد الأهواء والرذائل، ونعتنق الفضائل، حتى نشعر بالميلاد بداخلنا إلى الأبد.
غالبًا ما نتصرف بطريقة تجعلنا نطرد الرب من قلوبنا. روحنا ممتلئة، وتمتلئ يوميًا بالأشياء المتواضعة. لقد أعمتنا النجوم الزائفة والضوضاء. مستعبدين للتعطش الذي لا يشبع للثروة، غارقًا في الحسد والكراهية، نجعل يسوع المسيح الوديع والمتواضع يغادر مرة أخرى، تمامًا كما حدث في مصر. يريد الرب دائمًا أن يكون بالقرب منا، ونحن للأسف نطرده بعيدًا بحياتنا وكلماتنا وببعدنا عن أسرار الكنيسة المقدسة وخاصة المناولة المقدسة.
الطروباريات
طروباريَّة القيامة باللَّحن الرابع
إنّ تلميذاتِ الربّ تَعلَّمن من الملاك الكرزَ بالقيامةِ البَهِج، وطَرَحْنَ القضاءَ الجَدِّيَّ، وخاطَبنَ الرُّسُلَ مفتخِراتٍ وقائلات: قد سُبيَ الموت، وقامَ المسيحُ الإله، ومنح العالَمَ الرَّحمةَ العُظمى.
طروبارية عيد الميلاد باللَّحن الرابع
ميلادُكَ أيّها المسيحُ إلهنُا قد أطلعَ نورَ المعرفةِ في العالم، لأنَّ الساجدين للكواكب به تعلَّموا من الكوكب السجودَ لك يا شمسَ العدل، وأن يعرفوا أنّك من مشارقِ العلوِّ أتَيْت، يا ربُّ، المجدُ لك.
طروباريَّة القديس يوسف باللَّحن الثاني
يا يوسف بشّر داودَ جدَّ الإله بالعجائب الباهرة، لأنكَ رأيتَ بتولاً حاملاً. فمع الرّعاة مجَّدتَ، ومع المجوس سجدت، وبالملاك أوحي اليك، فابتهل الى المسيح الإله ان يخلّص نفوسنا.
قنداق الميلاد باللَّحن الثالث
اليومَ البتول تلدُ الفائقَ الجوهر، والأرضُ تقرِّبُ المغارة لِمَن هو غيرُ مقتربِ إليه. الملائكة مع الرعاة يمجِّدون، والمجوس مع الكوكب في الطريق يسيرون، لأنه قد وُلِد من أجلنا صبيٌّ جديد الإلهُ الذي قبلَ الدهور.