موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٤ أغسطس / آب ٢٠٢٢

الأحد الثامن بعد العنصرة وتذكار رقاد القديسة حنة أم والدة الإله

بقلم :
الأب بطرس جنحو - الأردن
الأحد الثامن بعد العنصرة وتذكار رقاد القديسة حنة أم والدة الإله

الأحد الثامن بعد العنصرة وتذكار رقاد القديسة حنة أم والدة الإله

 

الرسالة

 

عجيب الله في قديسيه

في المجامع باركوا الله

 

فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل غلاطية (غلاطية 4: 22-27)

 

يا إخوة انه كان لإبراهيم ابنان أحدهما من الجارية والآخر من الحرة. غير ان الذي من الجارية وُلد بحسب الجسد اما الذي من الحرة فبالموعد. وذلك انّما هو رمز لأن هاتين هما العهدان أحدهما من طور سيناء يلد للعبودية وهو هاجر. فان هاجر بل طور سيناء جبل في ديار العرب ويناسب اورشليم الحالية، لأن هذه حاصلة في العبودية مع أولادها. اما اورشليم العليا فهي حرة وهي أمّنا كلّنا. لأنه كُتب: افرحي ايتها العاقر التي لم تلد، اهتفي واصرخي ايتها التي لم تتمخّض، لأن أولاد المهجورة اكثر من اولاد ذات الرجل.

 

 

الإنجيل

 

فصل شريف من بشارة القديس متى (متَّى 14: 14-22 )

 

في ذلكَ الزَّمانِ أَبْصَرَ يسوعُ جَمْعًا كثيرًا فتحَنَّنَ عليهِم وأَبْرَأَ مَرْضَاهُم. ولمَّا كانَ المساءُ دَنَا إليهِ تلاميذُهُ وقالُوا إِنَّ المكانَ قَفْرٌ والسَّاعَةُ قد فاتَتَ، فاصْرِفِ الجُمُوعَ ليذهَبُوا إلى القُرَى ويَبْتَاعُوا لهُم طعامًا. فقالَ لَهُم يسوعُ لا حاجَةَ لَهُم إلى الذَّهَابِ، أَعْطُوهُمْ أَنْتُم لِيَأْكُلُوا. فقالُوا لهُ ما عِنْدَنَا هَهُنَا إِلَّا خَمْسَةُ أَرْغِفَةٍ وسَمَكَتَانِ. فقالَ لَهُم هَلُمَّ بِهَا إِلَيَّ إِلى هَهُنَا، وأَمَرَ بجلُوسِ الجُمُوعِ على العُشْبِ. ثُمَّ أَخَذَ الخَمْسَةَ الأَرْغِفَةِ والسَّمَكَتَيْنِ ونَظَرَ إلى السَّمَاءِ وبَارَكَ وكَسَرَ وأَعْطَى الأرغِفَةَ لتَلَامِيذِهُ، والتَّلامِيذُ لِلْجُمُوع، فَأَكَلُوا جَمِيعُهُم وشَبِعُوا، ورَفَعُوا مَا فَضُلَ مِنَ الكِسَرِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوءَةً. وكانَ الآكِلُونَ خَمْسَةَ آلافِ رَجُلٍ سِوَى النِّسَاءِ والصِّبْيَان. ولِلْوَقْتِ اضْطَرَّ يسوعُ تلاميذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا السَّفِينَةَ ويَسْبِقُوهُ إِلى الْعِبْرِ حتَّى يَصْرِفَ الْجُمُوع.

 

 

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد.أمين

 

يأتي هذا النّصُّ مباشرةً بعدَ حادثةِ استِشهادِ يوحنّا المعمدان. تلاميذ المعمدان "رَفَعوا الجَسَدَ ودَفَنوهُ ثمَّ أتَوا وأخبروا يسوع"، حسبَ رواية متّى. مِن هُنا نَفهمُ أنَّ تلاميذ المعمدان كانوا يشعُرونَ بالأُلفةِ تِجاهَ يسوع، ولذلك تَرَكوا في ما بعد كُلَّ شيءٍ وتَبِعوه.

 

فلمّا سمعَ يسوعُ خَبَرَ موتِ يوحنّا، رَغِبَ في العزلةِ، فانصرفَ في سفينةٍ إلى موضعٍ خَلاء. ولكنّ الجُموعَ "تَبِعوهُ مُشاةً منَ المُدُن". واللافِتُ هُنا أنَّ النّاسَ ازدادوا تَعَلُّقًا بيسوعَ بعدَ موتِ يوحنّا، وأنَّ رغبتَهُم الكبيرة في اتِّباعِ يسوع جعلَتْهم يتجاوزون الخوفَ الّذي اعتراهم إثرَ موتِ يوحنّا. أمّا يسوع فقد كافأهُمْ بأنَّه "تحنَّنَ عليهم وشفى مرضاهم".

 

أمّا التّلاميذ، فرُغم قِيام الرّبِّ بِعجائبِ الشِّفاء الكثيرة في تلك السّاعة، ورغمَ مُعايَنَتِهم قُدرَتَهُ، لم يخطُرْ بِبالِهم أَنَّ عندهُ حَلاًّ لِمُشكلَةٍ أبسطَ بكثيرٍ من شفاء المرضى، أَلا وهيَ إطعامُ النّاس. لذلك طلبوا إليه أن يصرِفَ الجُموع. أمّا هو فعَلّمَهُم أن يَتَعَهَّدُوا جُوعَ النّاسِ، ويَعْمَلُوا ما بوسعِهم لِحَلِّ مُشكلاتهم المادّيّة.

 

يسوع أشفق على الناس، لأنه لم يكن لهم ما يأكلون، وقال التلاميذ ليسوع: "اصرفهم، ليشتروا لهم طعاماً"، فقال لهم يسوع: "أعطوهم أنتم ليأكلوا" وكان جوابهم: "لدينا خمسة أرغفة وسمكتان… ما يمكن أن نعمل بها، لهذه الجموع؟" وكانت الجموع تعُدّ خمسة آلاف رجل، ما عدا النساء والأطفال. مع ذلك، قال لهم يسوع: "أعطوهم!"

 

هذه المعجزة هي المعجزة الوحيدة التي يدونها البشيرون الأربعة لأهميتها. فهذه المعجزة، معجزة إشباع الجموع بالخبز هي إشارة لشخص المسيح المشبع الذي به نستغنى عن العالم وهي رمز لسر الإفخارستيا الذي يعطينا السيد فيه جسده على شكل خبز، ويشبعنا كلنا به. لذلك قبل إتمام معجزة إشباع الجمع شفى السيد مرضاهم (متى 14 : 14).

 

أخذ يسوع الخبز والسمكتين وبارك وشكر الله الآب .هكذا يجب أن يعمل كلُّ إنسان قبل تناول الطعام أن يصلّي ،أن يطلب بركة الله، وبعد الأكل أن يشكرَه على نعمه. ليس من العدل أن نتنعم بخيرات الله دون ان نَشكرَه. لم يشأ يسوع أن يُصرفهم كما كانوا أو يؤخرهم أكثر بلا طعام أو يكبدهم شراء طعام لإنفسهم .بل أمر تلاميذه ليقدّموا إليهم طعاما. كما أنَّ ذلك الجمع الغفير إغتذى بحضور يسوع ، علينا أن نستحضرَ الله الموجود في كلِّ مكانٍ ،كي لا نجعلَ اللذة والتنعم غاية طعامنا. بل نتغذي لحفظ الحياة بنعمة الله.

 

وهو لم يتحنّن عليهم فقط بل أغاثهم وشفاهم ، فقد كان الكثيرون منهم مرضى وهو في رحمته وشفقته شفاهم .فتحنّن عليهم وشفى مرضاهم .لأنّه أتى إلى العالم كي يكون الشّافي الأعظم وبعد قليل كان الجميع جائعين وهو في تحننه أشبعهم.

 

من خلال هذه الأعجوبة كشف یسوع للجمیع، للناس وللتلامیذ على ٍّحد سواء أنه ھو إله  العهدين : القدیم والجدید. هو في القدیم َمن اقتاد الشعب العبراني في ّ البریة وأعانهم وأطعمهم طوال أربعین سنة في ّ البریة، وهو في الجدید الخبز النازل من السماء الذي یأكل منه الإنسان فلا یموت. هو نفسه واقف معهم هنا رافعاً رأسه وناظرا إلى السماء دلالة على التناغم والتناسق والوحدة بينه والآب.

 

كانت خمسة أرغفةٍ وسمكتان كافية لإطعام خمسة آلافٍ، ولكن إذا لم يوجد أيّ طعام فهل كان بإمكان الله إطعام خمسة آلاف شخصٍ؟ بالطبع كان بإمكانه! كانت هذه معجزةٌ، ولذلك شعر الناس حتمًا بأن هذا كان أمرًا غير مفهومٍ وشعروا بأنه كان لا يُصدّق وغامض، ولكن عمل مثل هذا الشيء بالنسبة إلى الله كان في منتهى البساطة. وبما أن هذا كان شيئًا عاديًّا في نظر الله، فلماذا يُخصّص للتفسير؟ لأن ما يكمن وراء هذه المعجزة يتضمّن مشيئة الرّبّ يسوع التي لم تكتشفها البشريّة مطلقًا.

 

 

الطروباريات

 

طروباريَّة القيامَة اللَّحن السَّابِع

حَطَمْتَ بِصَلِيبِكَ الموتَ وفَتَحْتَ لِلِّصِّ الفِرْدَوُس، وحَوَّلْتَ نَوْحَ حَامِلَاتِ الطِّيبِ، وأَمَرْتَ رُسُلَكَ أَنْ يَكْرِزُوا بِأَنَّكَ قَدْ قُمْتَ أَيُّهَا المسيحُ الإله، مَانِحًا العَالَمَ الرَّحْمَةَ العُظْمَى.

 

طروباريّة القديسة حنة باللحن الرابع

لقد ولدت أمّ الله النقيّة التي ولدت الحياة، يا حنّة المتألهة اللب والدائمة الغبطة. العقل. ومن ثم إنتقلتِ بمجد مسرورة إلى النهاية السماوية حيث سكنى جميع المسرورين. تستمدين غفران الخطايا للذين يكرمونك برغبة.

 

القنداق باللّحن الثّاني

 يا شفيعَةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازِيَة الوَسيطةَ لدى الخالِقِ غيْرَ المرْدودَةِ، لا تُعرِضي عَنْ أصواتِ طلباتِنَا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصّارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأَسْرِعي في الطِّلْبَةِ يا والِدَة الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائمًا بمكرِّميك.