موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٩ يونيو / حزيران ٢٠٢٥

نريد إعلامًا منزوع السلاح، مزروعًا بالمحبّة

الأب رفعت بدر يلقي كلمته خلال المؤتمر الصحفي

الأب رفعت بدر يلقي كلمته خلال المؤتمر الصحفي

الأب رفعت بدر :

 

فيما يلي كلمة الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، ومندوب اللجنة التنفيذيّة لشؤون الإعلام في مجلس كنائس الشرق الأوسط، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده المجلس لإطلاق الفضائيّة والمحطّة الإذاعيّة الجديدتين والعائدتين له:

 

سعادة الدكتور ميشال عبس الأكرم

الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط،

 

تحيّة لكلّ الإخوة والأخوات المتواجدين معك، والمشاهدين؛

 

يُشرّفني باسم اللجنة التنفيذيّة، ومندوبًا عنها للشؤون الإعلاميّة، أن أتقدّم منكم بكلّ عواطف التنهئة الصداقة على الجهد الكبير المبذول لتحسين وتطوير دائمًا الأساليب الإعلاميّة التي في يد كنائس الشرق الأوسط.

 

في الماضي، كنا نسمع عن لجنة إعلاميّة للمجلس الموقّر، وكنت أتابع منذ عشرات السنوات اللجنة الثقافيّة واللجنة الروحيّة واللجنة الإعلاميّة بالاضافة الى مبادرات خدام الرعايا. لربما في سنوات ماضية، أصابنا بعض الفتور وبعض الضعف في بعض اللجان، ولكن –والحق يُقال- منذ أن أتى سعادة الدكتور ميشال عبس، انطلقت اللجنة الإعلاميّة من جديد، وأصبحنا نلاحظ على أرض الواقع، وليس فقط في الخطابات الرنانة، أن هنالك خطة لتطوير الأدوات والأساليب الإعلاميّة التي لا يمكن أن نستغني عنها.

 

لذلك، عندما نقف اليوم وندشّن هذه الفضائيّة الجديدة والتي تُقام على التعاون القائم اصلا ما بين مجلس كنائس الشرق الأوسط وفضائية نورسات وتيلي لوميار، فإنّ هذا يدلّ على التعاون بين المؤسّسات الإعلاميّة التي نعتزُّ أن نكون جزءًا منها.

 

الإعلام هو النور، و"الأريوباغ" الذي تُرسل منه الكنيسة بشارتها. وهذه البشارة لها وجهان متكاملان. الأول هو إعلان البشارة، وإعلان القيم المسيحيّة في عالم اليوم، وهذا حقٌّ للكنيسة، إذ أنّ القديس بولس الرسول يقول: "الويل لي إنْ لمْ أبشّر!". وعندما أرسل السيّد المسيح تلاميذه إنما أرسلهم لكي "يُعلنوا البشارة إلى الخلق أجمعين".

 

لكنّ، الوجه الثاني المُكمّل لهذا الوجه الأول، هو وجه الحوار بين مختلف الكنائس الشقيقة، وبالأخص في هذا العام، بمرور 1700 سنة على مجمع نيقية و على إعلان الإيمان المشترك الذي تتلوه الكنائس معًا، وأيضًا من خلال الأخوّة الموجودة بين العائلات الكنسيّة، وهي الكلمة الأنسب التي تستخدمها مكاتبنا العزيزة "العائلات الكنسيّة".

 

أصدر البابا الراحل فرنسيس رسالة الإعلام لهذا العام، تحت عنوان: "أن نكون شهودًا للرجاء في عالم اليوم عبر وسائل الإعلام"، حيث دعا فيها إلى نزع "السلاح من الكلمات ومن الإعلام". وفي أوّل لقاء للبابا الحالي، لاون الرابع عشر، دعا إلى نفس الكلمات: دعونا ننزع السلاح. نريد إعلامًا منزوع السلاح، إنما إعلامًا مزروعًا بالمحبّة.

 

هذا ما نريد لمجلس كنائس الشرق الأوسط أن يقوم به.

 

وبالنهاية، نريد أن نرى وحدة إعلاميّة كنسيّة شرق أوسطيّة عبر التعاون بين المؤسّسات الإعلاميّة.

 

أُهنىء سعادة الدكتور ميشال عبس على هذا الإنجاز. كما أُهنىء أختنا العزيزة السيّدة ليا معماري التي كان لها الدور البارز في إنشاء هذا الإنتاج الجديد. ونحن على أتمّ الاستعداد، سواء كان في الأردن -الذي نعيش فيه ويعيش فينا- أو في اللجنة التنفيذيّة التي أتشرّف بحمل التمثيل للكنيسة اللاتينيّة فيها، أن يكون لنا دائمًا حضور، من خلال إبراز الأنشطة والتقارير والأخبار والمواقف الكنسيّة المتعدّدة.

 

يوم أمس احتفالنا بيوم العنصرة؛ هي العنصرة التي تُتيح لنا أن نتكلّم بلغات، ولكن الكلّ يفهم على الكل. دعاؤنا إلى الله أن يفهم بعضنا على بعض، وأن نتفهّم بعضنا لبعض، وأن نتعاون لما فيه خير كنائسنا، وخير أوطاننا، وخير الإنسانيّة جمعاء. واليوم نحتفل بالعذراء أم الكنيسة، وندعوها أن تساعدنا أن نكون، عبر الاعلام، خدامًا للكنيسة والمحبّة والروح المسكونيّة.

 

حفظكم الله ورعاكم. وألف مبروك.