موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
تُحيي الكنيسة الكاثوليكية في العالم، يوم الأحد الواقع بين عيدي خميس الصعود وأحد العنصرة اليوم العالمي لوسائل الإعلام، وبهذه المناسبة تُقرأ الرسالة السنويّة التي يوقعها البابا في 24 من شهر كانون الثاني ويسلط فيها الضوء على أهم النقاط الرئيسية للاحتفال هذا العام.
الملفت للنظر أن هذه الرسالة التي وقعها البابا الراحل فرنسيس، في بداية هذا العام يحتفل بها في عهد البابا لاون الرابع عشر الذي أتى إلى السدة الرسوليّة، منذ أسابيع قليلة.
تحمل رسالة هذا العام عنوان : "شاركوا بوداعة الرجاء الذي في قلوبكم"، وفيها يقول البابا الراحل "لننزع السلاح من وسائل الإعلام" هذا الأمر الذي فعلاً يلفت النظر ويجعلنا نركز على "انتزاع" كل ما من شأنه الإساءة للآخرين بمجرد كونهم مختلفين، فتدعو الرسالة إلى نبذ الكراهية، وخطابات التجييش، واستخدام الكلمات مثل الشفرة أو السكين الجارح لإهانة الآخرين والحد من كرامتهم المقدسة.
وكعلامة وفاء للبابا الراحل، فإنّ البابا لاون الرابع عشر حينما عقد أول لقاء له علنيّ مع وسائل الإعلام حيث كان هنالك أكثر من 6000 إعلامي وإعلامية سجلوا لمواكبة أخبار الفاتيكان منذ مرض البابا فرنسيس ووفاته وانتخاب البابا الجديد، قال لهم نفس كلمات البابا الراحل: "دعونا ننزع السلاح من وسائل الإعلام"، وأضاف: "لننزع السّلاح من الكلمات، فنساهم في نزع السّلاح من الأرض. فالتّواصل المجرَّد من السّلاح، يُجرِّد من السّلاح، ويسمح لنا بأن نشارك في نظرة مختلفة إلى العالم، وأن نتصرّف بما ينسجم مع كرامتنا الإنسانيّة".
أن نجعل كلماتنا في الإعلام منزوعة السلاح، هي هدف إنساني نبيل، مبنيّ على المحبّة التي تجمّل كلّ شيء. هذه سياسة جميلة جدًا لكي يحقّق هذا العام اليوبيلي شعاره القائل بأننا "حُجّاج الرجاء"، ولكي تستخدم وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تحديدًا في هذه الفترة، فتكون باثة لروح التفاؤل والرجاء الذي هو ليس فقط أملاً بشريًا لتحقيق نجاحات قصيرة، ولكنه الرجاء الذي يبني أفقًا مبنيًّا على الإيمان السليم بالله الواحد الذي يسيّر البشرية ويقودها إلى برّ السلام.
ليكن شعارنا إذًا في هذا العام مع الاحتفال بيوم الإعلام العالمي انتزاع السلاح من وسائل التواصل، وهو خطر يهدّد كل الشعوب وكل الأفراد المستخدمين بهذه الوسائل البديعة، فيتحقق ما نصبو إليه دائمًا بأن يكون هنالك تقدّم تكنولوجي من جهة ولكن تقدّم أخلاقي من جهة أخرى.
وأختم بما قاله البابا الراحل فرنسيس في الرسالة ذاتها وفيها يعبّر عن حلم بديع من أجل الاعلام في زماننا وفي المستقبل، فيقول:
"أحلم بإعلام قادر على أن يجعلنا رفقاء درب للعديد من إخوتنا وأخواتنا، لكي يُضرم فيهم الرجاء مجدّدًا في هذه الأوقات العصيبة. إعلام قادر على التحدث إلى القلب، وعلى أن يثير لا ردود فعل عاطفية من الانغلاق والغضب، بل مواقف انفتاح وصداقة؛ وقادر على أن يُركِّز على الجمال والرجاء حتى في أكثر المواقف التي تبدو بائسة؛ وأن يولِّد الالتزام والتعاطف والاهتمام تجاه الآخرين. إعلام يساعدنا على "أن نعترف بكرامة كل كائن بشري ونعتني ببيتنا المشترك معًا". أحلم بإعلام لا يبيع الأوهام أو المخاوف، بل يكون قادرًا على أن يعطي أسبابًا للرجاء".