موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
«بسم الله وعلى بركة الله نفتتح هذا المؤتمر»، بهذه الكلمات افتتح سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، المؤتمر والمعرض الدولي المنعقد في الأردن: «التقدّم والابتكار والتكنولوجيا بالأمن السيبراني C8–2025». ومثّل حضور سموّ ولي العهد دعمًا وتشجيعًا لكل الجهود الأردنية المبذولة على مدار السنوات الماضية، والتي وضعت الأردن على خارطة العالم المتقدم تكنولوجيًا في مواجهة التحديات الرقمية وحماية أمن وسلامة المواطنين. فكلّ التحيّة لصاحب السموّ الملكي الأمير الحسين بن عبدالله، راعي مبادرات الشباب ومعزّزها، وليس أفضل تعبيرًا ممّا وصفته به النائب الشابة رند الخزوز، حيث تحدّثت عن سموّه في البرلمان قبل أيام قائلة: «وليّ العهد… الشاب الأقرب إلى نبض جيلنا وصانع مستقبل الشباب الأردني».
وكما أكد مدير المركز الوطني للأمن السيبراني، المهندس النشط محمد الصمادي، فإنّ المؤتمر يعدّ «منصّة عالمية تجمع العقول لتشكيل مستقبل أكثر أمنًا واستدامة في الفضاء الرقمي». اللافت في هذا الحدث كان الحضور الكثيف للشركات العالمية والمؤسسات المحلية، حيث يشارك فيه مدراء الأمن السيبراني من مختلف الجهات، ما يعكس أهمية التعاون وتبادل الخبرات بين القطاعين العام والخاص.
كما استضاف المؤتمر نخبة من المتحدثين الأكفاء الذين سلطوا الضوء على المستجدات في العالم الرقمي، مؤكدين ضرورة تعزيز الشراكات مع الدول والمؤسسات الرائدة في هذا المجال. وما حضور عدد كبير من السفراء العرب والأجانب إلاّ تأكيد على أهمية الحدث من جهة، وأهمية الشراكات بين الدول من جهة أخرى.
وقد لفت نظري بين المتحدثين في اليوم الأول السيدة تريزيا بايتون Theresa Payton وهي أول امرأة تتبوأ إدارة الأمن السيبراني في البيت الأبيض في واشنطن على زمن الرئيس جورج بوش الابن، وقد أشادت بالدور الأردني المتنامي في مجال الأمن السيبراني، وقدّمت أربع نصائح من بينها عدم الخوف من المستقبل، والتشديد على التعاون بين مختلف القطاعات. أما المتحدث الثاني الذي أبهر الحضور أيضًا فكان ثيوبيت ماير Thiebaut Meyer مدير الأمن السيبراني في شركة غوغل العالمية.
ومن بين العديد من الشخصيات المتحدثة والمميّزة، يبرز اسم الصديق الأستاذ الدكتور خالد بقاعين، الذي كان من أوائل المهتمين في الجامعات الأردنية بتطوير علم الحاسوب ودرايته، ومن جامعة مؤتة انطلق إلى ألمانيا، ومن ثم بريطانيا، ليستقر الآن كمؤسس ورئيس لجامعة الكويت للعلوم والتكنولوجيا. رحلة شاقة بين البحث العلمي والتطبيقات العملية، لكنه اليوم واحد من أهم رؤساء الجامعات في العالم، بشهادة جامعة أكسفورد التي منحته عام 2018 جائزة سقراط العلمية، وأطلقت عليه لقب أفضل رئيس جامعة في العالم. وفي مداخلة له في البحر الميت، قال: «إنّ وجودي اليوم هنا هو لعمل ندوة نقاشية حول الطرق المثالية، لتأهيل من يقوم على الحماية من الأمن السيبراني، والتفاعل مع خروقات الأمن السيبراني بعد حدوثها، وهو موضوع كمن يبني خط دفاع أوّل للمؤسّسات وللدولة في مقابل الأمن السيبراني».
وبعد، فقد تشرّفت بتلبية الدعوة وحضور هذا المؤتمر الذي يأتي في وقت حيوي وحاسم للإنسانية جمعاء، حيث يمثل الأمن السيبراني محورًا لا غنى عنه في حماية المجتمعات من التهديدات الرقمية. ومع تزايد التحديات، تبرز أهمية الأردن كمنصّة عالمية لتبادل الخبرات، وبناء شراكات استراتيجية، وتطوير حلول مبتكرة تضمن مستقبلًا أكثر أمانًا واستدامة في الفضاء الرقمي. فكلّ التحيّة للمجلس الوطني للأمن السيبراني بإدارة النشمي إيهاب الحناوي، وتحيّة للمركز الوطني للأمن السيبراني بإدارة النشمي أيضًا المهندس محمد الصمادي، وجميع القائمين معهما على هذا المرفق الأمني والحيوي الهام. فقد استطاعوا بتوجيهات سموّ ولي العهد، وبمثابرتهم، أن يقدّموا للعالم، أعلى الرسائل وارقاها، من جوار البحر الميت، أي من أخفض بقعة في العالم. حماك الله يا أردن!