موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
"هَا أَنَا مُرْسِلٌ أَمَامَكَ مَلَكًا (ملاكًا) لِيَحْفَظَكَ فِي الطَّرِيق، وَيأتي بِكَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَعْدَدْتُهُ" (الخروج 23: 20).
"الرَّبُّ إِلهُ السَّمَاءِ.. هُوَ يُرْسِلُ مَلَكَهُ أَمَامَكَ" (التكوين 24: 7).
"هَا أَنَا مُرْسِلٌ أَمَامَكَ مَلَكًا (ملاكًا) لِيَحْفَظَكَ فِي الطَّرِيق، وَيأتي بِكَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَعْدَدْتُهُ" (الخروج 23: 20).
الملائكة كائنات روحايّة تُمثّل خليقة الله الروحانيّة غير المنظورة، وتؤلّف عالماً روحانيّاً سماويّاً. كلمة "ملك" "ملاك" تعني رسول أي حامل لرسالة أو وصيّة. والتسمية تتصل بعمل الملائكة تجاه البشر من حيث أنّهم موفَدون من الله عزّ وجلّ لتبليغ ارادته ومشيئته لهم... والملائكة أرواح خالدة لها ارادة خيّرة، كما أنها لا تحمل أجساماً كثيفة مثل أجسادنا. معنى "روح" في اللغة اليونانيّة أو العبريّة يعني "ريح" أي هواء متحرّك... فالأرجح أن للملائكة أجساماً سماويّة لطيفة جدّاً من النار أو من الهواء، لا نقدر أن نراها، تماماً مثل الهواء الذي نتنفّسه ولا نراه، فهو جسم لكنّه غير منظور بعيوننا. "جعل من ملائكته أرواحاً ، ومِن خدَمِه لهيب نار" (عبرانيين 7:1).
خلق الله الملائكة قبل خَلقه الإنسان في اليوم الأوّل (حيث خلق الله النور والملائكة من نور). وقد سقط بعضهم بخطيئة التكبّر وأصبحوا شياطين، ومنهم "لوسيفر" رئيس الشياطين.
شهر أكتوبر مُكرّس للملائكة الحرّاس في الكنيسة الكاثوليكيّة
بشكل عام شهر تشرين الأول (أكتوبر) هو الشهر المكرّس للملائكة الحرّاس في الكنيسة الكاثوليكيّة وُيدعى بالشهر الملاكي أو الملائكيّ. والهدف من ذلك وجوب التفكير بتلك الأرواح السامية المَقام، التي قد فوّض اليها الله عزّ وجلّ أمر حراسة وحماية وخدمة البشر أجمعين عامّة، والمؤمنين خاصّة، كي نبلغ بفضل معاونتهم لنا –إن أردنا– السعادة السماويّة. وبشكل خاص تحتفل الكنيسة يوم 2 تشرين أوّل من كلّ عام بتذكار الملائكة الحرّاس، ويقوم كلّ مؤمن بإهداء آيات الشكر للملائكة تمجيداً للعزّة الالهيّة المسجود لها في السماوات وعلى الأرض.
وحينما يظهر الملاك في الأرض يستطيع أن يصنع لنفسه جسمًا كي يراه الانسان، وينحلّ هذا الجسم بمجرّد أن ينتهي من رسالته التي جاء من أجلها. لقد ورد ذكر الملائكة في كثير من آيات الكتاب المقدّس والإنجيل الطاهر نذكر منها، على سبيل المثال لا الحصر ما يلي: "ذلك بأنّ ملاك الربّ نزل من السماء وجاء الى الحجر ودحرجه" (متّى 28: 3). وفي أعمال الرسل 1:10 ، 12:7، لوقا 24:4 إلخ...
معونة الملائكة لبني البشر
الملائكة أقدر على معرفة الأشياء وأسرع الى الوصول الى حقائق الأمور من الإنسان. لذلك فهم أعلم من البشر في معرفة الأشياء والحوادث الجارية الماضية والحاضرة. وللملائكة قدرة عجيبة على النفاذ الى طبيعة الأشياء، ويتمتعون بالسرعة للوصول الى ما يريدون أن يصلوا اليه.
كما أن تاريخ البشريّة حافل بتدخّلات الملائكة منذ اليوم الذي خُلق فيه الإنسان. مثال على ذلك الملاك الذي أُرسِل ليبشّر الرّعاة في ليلة ميلاد السيّد المسيح. وكذلك الملائكة الذين ظهروا لسيّدنا إبراهيم في شخص رجال ثلاثة فاستضافهم. وظهر الملَك لزكريا الكاهن، كما وظهر الملَك جبرائيل لسيّدتنا مريم العذراء بشكل منظور.
بالنسبة الى عدد الملائكة، يُشير الكتاب المقدّس الى أنّ عددهم كبير وهم ينتظمون في طغمات لا عدّ لها ولا حصر. وينقسم الملائكة الى ثلاث طغمات وهي كالتالي :
الأولى: الساروفيم – الكاروبيم – العروش
الثانية: القوات – السلاطين – السيادات
الثالثة: الرياسات – رؤساء الملائكة – الملائكة
خاتمة
أيّها الإله العليّ، إنّك بتدبير عجيب ترسل الملائكة القدّيسين لحراستنا، فنسألك أن يكونوا لنا حصناً حصيناً دائماً على طريق الأرض، وأن نتمتع بجوارهم في السّماء إلى أبد الآبدين. آمين.