موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
وجّه المطران ارماش نالبانديان، مطران دمشق وتوابعها للأرمن الأرثوذكس، نداءً إلى أرمن دمشق، جاء فيه أنه "كانت الأيام العشرة الماضية مليئة بالألم والقلق العميق بالنسبة للأمة الأرمنية بأكملها. الشعب الأرمني أمام خطر مرة أخرى، وكما في عام 1915، نحن اليوم ننضال من أجل وجودنا وقضيتنا العادلة. يخوض الشعب الأرمني معركة الحياة أو الموت".
وأضاف: "يواجه أبناء شعبنا في أرمينيا وآرتساخ وحول العالم اليوم، نفس التحدي الذي واجهه أسلافنا عبر التاريخ، من حرب فارتان إلى ساردارابات ومعركة تحرير آرتساخ. لذلك، إن فرض علينا عدو الإبادة الجماعية القديم-الجديد حربًا جديدة، فنحن مستعدون لفرض السلام والأمن معًا وفتح صفحات جديدة مشرقة في كتاب تاريخنا، بهدف تسجيل انتصارات جديدة".
تابع: "إننا بلحظة متأزمة وحاسمة. الشعب والجيش الأرمني في آرتساخ الأبطال يحرسون بشجاعة حدود الوطن، لكن المعارك ساخنة والضحايا كثر. إن الأرمن في جميع أنحاء العالم يمدون يد العون للجنود الذين يخوضون معركة الحياة أو الموت على جبهة أرتساخ. يستهدف العدو المدنيين والنساء والأطفال بأسلحة محظورة، مخالفًا لكافة المبادئ الدولية وحقوق الإنسان. إن أطفالنا هم أبطال، هل تعلمون أنهم يواصلون متابعة دروسهم اليومية في الملاجئ تحت قنابل الحرب المميتة؟ إذا كان لدينا مثل هؤلاء الأطفال، فإن النصر لنا. سننتصر. آباؤنا وأمهاتنا هم أبطال، إذ يباركون أبنائهم ويشجعونهم للتوجه إلى الالتحاق بالجيش باسم الدفاع عن الوطن. إذا كان لدينا مثل هؤلاء الآباء، فإن النصر لنا. سننتصر. إن رجال الدين لدينا هم أبطال، في ضوء إتشميادزين المقدسة وقدوة الآباء الغيفونتيين، يقفون في خط المواجهة مع الإنجيل والسلاح في أيديهم، لمباركة الكفاح المقدس والعادل ودعم الجندي الأرمني. إذا كان لدينا رجال الكنيسة من أمثالهم، فإن النصر لنا. سننتصر. جنودنا هم أبطال، وضعوا راحة حياتهم جانبًا ودافعوا عن وطنهم وشرف الأرمن، وصدوا هجمات الإبادة الجماعية التركية-الأذربيجانية. إذا كان لدينا مثل هؤلاء الجنود المتفانين، فإن النصر لنا. سننتصر".
وقال: "إنصاتًا لدعوة قداسة الكاثوليكوس كاركين الثاني البطريرك الأعلى وكاثوليكوس عموم الأرمن سيقام قداس السلام من أجل سلام أرمينيا وآرتساخ مساء كل يوم في كنيسة القديس سركيس بدمشق. لذلك دعونا نجمع صلاتنا مع ذراع الجندي الأرميني الشجاع، ليقوي الله قلوب وأرواح وعقول وإرادة مقاتلينا، والذين هم ضمان السلام والأمن وتقوية دولتنا".
وأوضح بأنّ "أرمن أرتساخ اليوم في حاجة إلى مساعدتنا جميعًا. وعلينا نحن بدورنا أن نقدم المساعدة خاصة للجندي الأرمني والأسرة الأرمنية والطفل الأرمني المعرض للخطر بخاصة. أطلقت رئاسة أبرشية دمشق الأرمنية حملة خاصة لجمع التبرعات دعمًا لمواطنينا الأبطال. لذا، أطلب منكم أن تتخذوا خطوات فعالة في سبيل لخلاص شعبنا. إن دعمكم مهم جدًا بالنسبة لنا. حان الوقت لتذكير الأرمن والعالم بأن أرمينيا ليست وحدها في مواجهة هؤلاء الجلادين. كما أن خلال السنوات العشر الماضية، دعمتنا جمهورية أرمينيا وحكومتها، نحن الأرمن السوريين، عندما تعرضنا للخطر بسبب الحرب وبسبب وحشية الإرهابيين. تواصل أرمينيا أداء خدماتها الإنسانية اليوم، بإزالة الألغام والطبابة العسكرية بشكل سلمي في وطننا السوري. لقد حان دورنا الآن، فالوطن ينادينا".
وقال: "بصفتي مطرانًا لأبرشية دمشق للأرمن الأرثوذكس، أدعوكم، فردًا فردًا، لمساعدة الأسرة الأرمنية والجندي الأرمني بكل الوسائل المالية. يمكنك أنت أيضًا المساهمة في الدفاع عن الوطن وإنقاذ الأرمن من خلال تقديم تبرعاتك المالية. يمكنك تقديم تبرعاتك مباشرة إلى ديوان المطرانية. سيتم تسليم جميع عائدات التبرع إلى صندوق هايستان لعموم الأرمن. إنني أثق بكم وبمبادئكم. وآمل أنكم ستتبرعون إنطلاقا من مشاعركم الإنسانية والوطنية".
وخلص المطران أرماش نالبنديان في ندائه إلى القول: "إن أرمينيا هي وطننا جميعًا. إنها ضمان وجودنا. مسيرتنا الأبدية مشروطة بانتصار أرمينيا وآرتساخ. فشاركوا في بناء هذا النصر بالدعاء والدعم. لذا، لننطلق إلى الأمام للدفاع عن الوطن. لأن النصر لنا. سننتصر".