موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
في مطلع العام الجديد أصدرت المنظمة غير الحكومية Open Doors، أو "أبواب مفتوحة"، المعنيةُ بمتابعة أوضاع المسيحيين المضطهدين حول العالم، أصدرت تقريرها السنوي والذي قُدم في روما خلال مؤتمر صحفي عُقد في مقر مجلس النواب الإيطالي.
قدّم التقريرُ صورةً قاتمة جدًا عن أوضاع المسيحيين حول العالم، إذ بين أنه خلال العام 2020 قُتل ما لا يقل عن 4761 مسيحيًا بسبب انتمائهم الديني، هذا فضلا عن تشديد القيود المفروضة على الحريات الدينية في العديد من الدول والمناطق، في وقت أكد فيه مدير المنظمة أن المسيحيين يريدون أن نتذكرهم في الصلاة وألا تنساهم الدبلوماسيةُ الدولية. وتحدث التقرير عن وجود أكثر من 340 مليون مسيحي في العالم، أي مسيحي واحد من أصل ثمانية على وجه الأرض، يعانون من الاضطهاد والتمييز، ووُصف الوضع بالخطير فيما يتعلق 309 مليون مسيحي يتوزعون على خمسين بلدًا.
ولفت التقرير إلى أن جائحة كوفيد 19 قدمت ذريعة للسلطات في العديد من المناطق كي تفرض المزيد من القيود على الحريات الدينية وتضيّق على المسيحيين بنوع خاص. كما بينت الدراسة ارتفاعًا مقلقًا في عمليات القتل التي ذهب ضحيتها المسيحيون في نيجيريا، وبلدان أخرى أفريقية ما دون الصحراء، فيما وصل عدد المسيحيين الذين أوقفوا بدون محاكمة إلى 4277، أما عدد المخطوفين فبلغ 1710، في وقت تراجعت فيه الهجمات والاعتداءات ضد الكنائس والمدارس المسيحية.
وأجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع مدير منظمة "أبواب مفتوحة – إيطاليا"، كريستيان ناني، الذي أوضح أن الاضطهاد الذي يتعرض له المسيحيون لا يقتصر على أعمال العنف وحسب إنما يشمل مختلف جوانب حياة المسيحي المضطهد. وهذا ما ينعكس سلبًا على حياته الخاصة وعلاقته الحميمة بالإيمان والحياة العائلية وطريقة عيش إيمانه في كنفها. وهناك أيضا الحياة الجماعية والمدنية، بما في ذلك عالم العمل، فضلا عن الحياة الوطنية وحياة الكنيسة التي يمكن أن تخضع هي أيضا للضغوط والتضييقات.
وأوضح بأنّ المسيحيين يتعرضون للاضطهاد والتمييز على يد مجموعات تحمل صبغة إسلامية أو قومية دينية أو عرقية أو قبلية وهي ظاهرة موجودة خاصة في القارة الأفريقية. هذا فضلا عن قيام بعض المجموعات أو الطوائف المسيحية بالتضييق على مجموعات أو طوائف مسيحية أخرى، ناهيك عن العلمنة غير المتسامحة المنتشرة في البلدان الغربية التي تتمتع بهامش أكبر من الحريات، وممارسات عصابات الجريمة المنظمة في دول شأن كولومبيا والمكسيك.
ولفت إلى أنه خلال العام 2020 تنامى عنف المجموعات الإسلامية الراديكالية في أفريقيا، بالإضافة إلى تشديد الأنظمة الدكتاتورية قبضتها على الأقليات المسيحية، دون أن ننسى النزعات القومية المرتكزة إلى الانتماء الديني في بلدان كتركيا والهند على سبيل المثال. وذكّر في ختام حديثه بأنّ الإيمان الديني، وعلى الرغم من كونه عاملا للهشاشة، باستطاعته أن يكون عنصرًا هامًا في حل الصراعات المدمرة وموجات النزوح لأن الكنائس والجماعات المسيحية المحلية يمكن أن تكون موردًا أساسيًا للاستقرار والأمل.