موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
قال البابا لاون الرابع عشر للحجاج خلال المقابلة اليوبيلية يوم السبت: "لقد بلغتم هدف حجكم، ولكن الآن، مثل تلاميذ يسوع، يجب أن نتعلم أن نسكن في عالم جديد."
وأشار قداسته إلى أنّ "اليوبيل جعلنا حجاج رجاء لهذا السبب تحديدًا: فكل شيء يجب الآن أن يُرى على ضوء المصلوب. ففي هذا الرجاء نلنا الخلاص." وفي الوقت نفسه، دعا إلى السماح ليسوع بأن "يُهذّب نظرتنا"، حتى نتعلم، بالرغم من "كثرة التناقضات وصدام الأضداد" التي نعيشها، أنّ "المحبّة قد انتصرت."
واستشهد البابا بمثال الكاردينال نيكولاوس من مدينة كيوز الألمانية، موضحًا أنّ الرجاء يبقى قائمًا حتى عندما لا نعرف كل الإجابات. وأوضح أنه في ظل الاضطرابات في القرن الخامس عشر، لم يكن نيقولاوس يرى وحدة الكنيسة ولا إمكانية السلام في زمن كانت فيه المسيحية مهدّدة من قِبَل قوى خارجية.
ومع ذلك، أضاف البابا، بقي نيكولاوس يرجو، متمسكًا بإيمانه بالإنسانية، ومدركًا أنّ "هناك أضدادًا يجب الحفاظ على توازنها، وأنّ الله سرّ تتوحّد فيه التوترات." وكان نيكولاوس "يدرك أنه لا يعرف، وبهذا وصل إلى فهم أعمق للواقع."
وقال البابا: "يا لها من هبة عظيمة للكنيسة! يا لها من دعوة لتجديد القلب!".
وتابع: "من نيكولاوس نتعلّم أن نوسّع المساحة، وأن نحتضن الأضداد، وأن نرجو ما لم يُر بعد."
وانتقل البابا للون لتطبيق هذا التعليم على واقع الكنيسة اليوم، التي يواجهها العديد من الأسئلة: أسئلة الشباب، والفقراء، والنساء، وأولئك الذين أجبروا على الصمت أو أدينوا لأنهم مختلفون عن الغالبية. وقال: "يا له من زمن مبارك! اكم من الأسئلة!"، مضيفًا: "تصبح الكنيسة خبيرة في الإنسانية عندما تسير معها، وتحمل في قلبها صدى أسئلتها!".
ومع الإقرار بأننا لا نملك إجابات لكل شيء، شدّد البابا على أنّ "الرجاء لا يعني المعرفة… ولكن لدينا يسوع. نحن نتبع يسوع. ولذلك نرجو ما لم نره بعد." وختم بالقول: "فلنواصل السير كمستكشفين في العالم الجديد للقائم من بين الأموات. إنّ هذه المسيرة ليست للكنيسة وحدها، بل للبشرية جمعاء - إنها مسيرة رجاء".