موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ٣٠ مايو / أيار ٢٠٢١
متى يظهر "الخبر اليقين"؟!

بقلم أشخين ديميرجيان :

 

قبل أربعة أيام كتب د. م صالح علي السحيقي عن جمهورية اليهود المنسية "بيروبيجان". وانتشر الخبر بشكل كبير وسريع مثل البرق أو مثل انتشار النار في الهشيم (والهشيم هو يابس النبات والشجر).  

 

وبحثت في ويكيبديا الموسوعة الحرّة فوجدت ما يلي:

 

"بيروبيجان هي عاصمة منطقة الحكم الذاتي اليهودية في روسيا، وهي تعتبر من أكبر مدنها. حيث يبلغ عدد سكان المدينة 75,542 نسمة (وفق تقدير السكان لعام 2013). تحدّها من الجنوب والغرب الصين الشعبية ومن الشمال - الغربي أمور أوبلاست ومن الشمال والشمال الشرقي والشرق اقليم خاباروفسك.

 

مساحة المنطقة حوالي 36 ألف كلم². يبلغ عدد سكانها 172,671 نسمة حسب التقدير لعام 2013 .  تأسست سنة 1934 بقرار من ستالين"... لكن الخبر الذي كتبه د. السحيقي ينص على أن الجمهورية: "... تأسست عام ١٩٢٨ بدعم وتشجيع من يهود امريكا أنفسهم".

 

 

الغريب في الأمر

 

والسؤال الذي يدور في خلدي لماذا هذا التوقيت في إعلان الخبر عن جمهورية اليهود الأولى في بيروبيجان، بعد إخفاء الحقيقة لمدة 92 سنة؟ وهي قادرة على حذف الخبر من وسائل التواصل الاجتماعي كما تفعل بكل خبر لا يخدم مصالحها السياسية أو الاقتصادية؟ أين "إنّ وأخواتها" في هذا الخبر؟ وعلى كلّ حال ستُظهر لنا الأيام ما نغفل عنه، ويأتينا بالأخبار مَن لم نسأله. كما قال الشاعر طرفة بن العبد: "سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِـلاً *** ويَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَـارِ مَنْ لَمْ تُـزَوِّدِ.

 

ولكلّ مَن لم يقرأ الخبر فيما يلي ما كتبه د. م صالح علي السحيقي:

 

"جمهورية اليهود الأولى بيروبيجان تقع في جنوب شرق روسيا لا يعلم بوجودها الأغلبية من العالم لأن اسرائيل تسعى جاهدة إلى كتم هذه الحقيقة ومنع الإعلام من زيارتها، وهذه الجمهورية هي الوطن الأول لليهود في العالم كانت هجرتهم إليه قبل فلسطين إلى أن ظهرت الصهيونية وفكرة توطين اليهود في فلسطين، وقد نجح الصهاينة في إبعاد الإعلام عن جمهورية اليهود الاولى التي تأسست بدون حاجة لاغتصاب أراضي من السكان الأصليين، ويعتبر سكانها بالكامل من اليهود.

 

ما تخافه إسرائيل والدول الغربية الداعمة لها هو الترويج لفكرة عودة اليهود إلى موطنهم الاول في هذه الجمهورية واقناع العالم بعودة آمنة لليهود المقيمين في فلسطين الى جمهورية بيروبيجان ليعيشوا بأمان وسلام ينعموا بأجواء الثقافة اليهودية السائدة فيها ويتحدثوا لغة الـ"يديش" لغة يهود أوروبا من دون اَي معاداة للسامية كما تروج له الصهيونية العالمية حاليًا.

 

جمهورية بيروبيجان ذات الحكم الذاتي في روسيا الاتحادية مساحتها تصل مساحتها 41,277كم تماثل مساحة بلد أوروبي مثل سويسرا بكثافة سكانية ضئيلة تصل ال ١٤ نسمة/ميل مربع مقابل ٩٤٥ نسمة/ميل مربع في الكيان الصهيوني وقادرة على توطين كل اليهود بالعالم بمن فيهم اليهود المغتصبين لأرض فلسطين، وفي حال حدوث ذلك يمكن إنهاء مأساة تهجير العرب الفلسطينيين المشردين في اصقاع الارض وتسهيل عودتهم إلى فلسطين.

 

هذه الفكرة تتعارض مع أهداف الصهيونية العالمية والدول الغربية المستفيدة من وجود دولة إسرائيل في الوطن العربي والشرق الأوسط بسبب وجود اسرائيل القائم على تبادل المنافع في حماية المصالح الغربية والاعتماد عليها للقيام بحروب الوكالة في بعض الأحيان ضد من يهددون مصالح الغرب وأولهم العرب.

 

الشيء الذي يجهله العرب أن جمهورية اليهود هذه تأسست عام ١٩٢٨ بدعم وتشجيع من يهود امريكا أنفسهم ممثلين في هيئة كانت تضم في عضويتها عالم الفيزياء اليهودي أينشتاين والكاتب الامريكي المعروف غولدبرغ، وهكذا خدعت الصهيونية العالمية العالم اجمع عندما زعموا إبان الحرب العالمية الثانية أنهم في أمسّ الحاجة الى أرض فلسطين كوطن قومي لهم وانهم مشردون بالارض ولا يوجد لهم وطن قومي ياويهم وتذرعوا بذلك لتشريد الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم.

 

اثناء تفكك الإتحاد السوفياتي كانت هذه الجمهورية مؤهلة لإعلان إلاستقلال عن روسيا الاتحادية مثلها مثل الشيشان، ولكن الصهيونية منعت حدوث ذلك بسبب حساسية ظهور جمهورية خاصة باليهود في مكان غير فلسطين وخطورة رفع الوعي لدى يهود العالم بوجود تلك الدولة وتحويل هجرتهم اليها بدلا من فلسطين، والشيء الغريب أن الغرب دفع بالعرب والمسلمين للجهاد لتحرير الشيشان وفك ارتباطها من روسيا وكان بإمكانهم فعل الشيء نفسه ودعم جمهورية بيروبيجان للاستقلال عن روسيا وجعلها وطن بديل لليهود عن فلسطين.

 

الغريب بالأمر أن العرب لا يتحدثون عن هذه الحقيقة ولا يعرف المواطن العربي شيئا عن هذه الحقيقة بالرغم من زيارة وفد مجلة العربي الكويتية بالثمانينات على ما أذكر وعمل استطلاع كامل عن هذه الجمهورية... حقيقة يمكن الترويج لها كوطن يمكن إعادة ترحيل يهود فلسطين اليها وإعادة الفلسطينيين إلى بلدهم فلسطين... لماذ التعتيم ولماذا يسكت العرب والمسلمين عن هذه الحقيقة"!!

 

 

خاتمة

 

متى يظهر الخبر اليقين؟ أو "المستخبّي"؟! كما يقولون باللهجة المصرية. أرجو أن يكون الأمر الذي سيظهر إنْ عاجلاً أو آجلاً لمصلحة القضية الفلسطينية المعلّقة، ولمصلحة جميع المتألمين والمظلومين في هذا العالم البشع، ويضع حدًّا لانتهاكات الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. "لماذا يا نفس تحزنين؟ وسوء حظّي تندبين؟ اعقدي على الله الرجاء... وهو خلاص وجهي وإلهي" (المزمور 43: 5و6 ). من كتاب سفر المزامير، تعريب الأب العلاّمة د. بيتر مدروس، رحمه الله.