موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الإثنين، ٢٥ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٣
لاجئون من قره باغ يبدأون حياة جديدة في أرمينيا

أ ف ب :

 

سلكت سفيتلانا إيسخانيان (76 عامًا) طريق المنفى من ناغورني قره باغ الى أرمينيا حاملة فقط حذاءها الأخضر وحقيبة يد وجواز سفرها كأمتعة.

 

تقول هذه المرأة المسنة التي كانت في عداد مجموعة أولى من اللاجئين الذين دخلوا الاحد الى أرمينيا، عند معبر كورنيدزور الحدودي حيث أقامت الحكومة مركز استقبال، "هذا كل ما أملك. ليس لدي أحد ولا أقارب في أرمينيا، ولا أعرف ماذا سأفعل".

 

تبرز جواز سفرها الأرمني الثمين. فهي تحمل على غرار الغالبية الساحقة من سكان ناغورني قره باغ البالغ عددهم 120 ألفًا، جوازي سفر أحدهما أحمر محلي والآخر أزرق للسفر خارج الجيب.

 

وضع حوالى عشرة أجهزة كمبيوتر في مركز الاستقبال في كورنيدزور وخلفها كان متطوعون يسجلون اسماء اللاجئين الواصلين وارقام الاتصال بهم فيما يقوم أعضاء الصليب الأحمر الأرمني بتنظيم لعبة كرة طائرة مع الأطفال أو يوزعون الطعام.

 

 

قبر ابنها

 

تقول سفيتلانا إيسخانيان إن منزلها في ستيباناكيرت، "عاصمة" ناغورني قره باغ تعرض لأضرار بسبب القصف الذي رافق الغزو الخاطف الذي نفذته اذربيجان هذا الأسبوع في هذا الاقليم القوقازي الذي تسكنه غالبية أرمينية.

 

لكنها وصلت من قرية إغتساهوغ الحدودية. وقالت لمراسلي وكالة فرانس برس، "ذهبت الى إغتساهوغ لزيارة قبر ابني الذي قتل خلال الحرب في التسعينات عندما قصفوا القرية".

 

وكان ناغورني قره باغ الذي ألحقته السلطات السوفياتية بالأراضي الاذربيجانية في 1921، مسرحا لحربين بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين أذربيجان وأرمينيا: واحدة من 1988 إلى 1994 (30 ألف قتيل) والأخرى في خريف 2020 (6500 قتيل).

 

هذه المرة، انتهت العملية العسكرية في 24 ساعة اذ لم تكن القوات الانفصالية بثقل باكو نفسه، ورفضت يريفان زج قواتها في نزاع جديد في هذه المنطقة.

 

تؤكد هذه الأرمنية العجوز أن سكان ستيباناكيرت يواجهون صعوبات هائلة في حياتهم اليومية. تقول "لقد تضرر منزلي جراء القصف على ستيباناكيرت. الناس يطبخون في الخارج لأنه لم يعد هناك كهرباء، إنهم يطبخون على نار الحطب. أما هؤلاء الذين أتوا من القرى ولجأوا الى ستيباناكيرت فينامون في العراء".

 

تضيف "سيكون من المستحيل العودة للعيش في ناغورني قره باغ" مع الاذربيجانيين طالما ان الحقد عميق الى هذا الحد بين شعبي هذه المنطقة التي أعلنت استقلالها عن باكو من جانب واحد في 1991 بدعم من يريفان. ودور الدين فيها مهم جدًا بين ارمينيا المسيحية منذ القرن الرابع واذربيجان الشيعية الواقعة على ضفة بحر قزوين.

 

 

15 دقيقة لحزم الأمتعة

 

وسط حشد اللاجئين، غادر شامير وهو مزارع يبلغ 28 عاما قريته القريبة من الحدود مع زوجته.

 

يروي هذا الرجل، "لقد تركت كل شيء خلفي، حيواناتي، كل شيء. في البداية، اعتقدنا أن سكان إغتساهوغ هم وحدهم الذين يمكنهم المغادرة، ثم علمنا أن بإمكاننا أيضا المغادرة. كان لدينا 15 دقيقة لحزم أمتعتنا، لم نتمكن من أخذ شيء".

 

ويضيف "القرية كانت مطوقة من قبل الجيش الاذربيجاني. لم يكن لدينا مشاكل في الطعام، كان لدينا حدائق خضراوات كما ان اللجنة الدولية للصليب الأحمر جلبت لنا الطحين" وذلك بعدما تمكنت أول قافلة مساعدات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر من دخول ناغورني قره باغ السبت.

 

وتابع الرجل الذي ينوي ان يقيم في منطقة من أرمينيا له فيها أقارب "حين أدركت أن آرتساخ (اسم ناغورني قره باغ بالأرمينية) هي أذربيجانية، قررنا المغادرة لأنه لا يمكن لأي أرمني أن يعيش على الأراضي الأذربيجانية". لكنه ترك خلفه قبر ابنته البالغة ثلاث سنوات. يقول "لم أودعها لأنني آمل فعلا في أن أعود الى هناك".