موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
التقى رئيس الديوان الملكي الهاشمي، معالي السيّد يوسف العيسوي، صباح اليوم الأحد الموافق 20 تشرين الأوّل 2024، وفدًا من المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام والمجلس الاستشاري، برئاسة الأب الدكتور رفعت بدر.
وخلال اللقاء، قال رئيس الديوان الملكي الهاشمي أمام الوفد الضيف أن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، بمواقفه الثابتة والشجاعة تجاه قضايا أمته، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، يجسد رسالته العروبية الراسخة، التي لن يحيد عنها.
وأكد أن الأردن بقيادته الهاشمية الحكيمة، سيبقى المدافع الأول عن قضيته المركزية فلسطين، التي حمل لواءها الهاشميون، ودافعوا عن عدالتها، وضرورة إيجاد الحل الشامل لها في جميع المحافل، مشيرًا إلى أن الأردن يوظف كل إمكانياته وجهوده لنصرة ومساندة الأشقاء الفلسطينيين، في قطاع غزة والضفة الغربية، في مواجهة الاحتلال والعدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع، وما تشهده الضفة من انتهاكات وممارسات عدوانية.
وأشار العيسوي إلى الخطاب التاريخي، الذي ألقاه جلالة الملك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي عبر عن موقف ثابت وصارم إزاء معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وكشف عن حجم الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة والضفة الغربية. وقال: إن جلالة الملك وضع قادة العالم ومنظماته الدولية، أمام اختبار الضمير والإنسانية، وأمام مسؤولياتهم الأخلاقية، تجاه مأساة ومعاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، وضرورة العمل على وضع حد لتمادي إسرائيل في انتهاكاتها وممارساتها واعتداءاتها، على شعب وأرض، ومقدسات إسلامية ومسيحية.
ولفت إلى أن جهود جلالة الملك متواصلة لتحقيق الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة، مشيرا إلى أن جلالته في جميع مباحثاته ولقاءاته مع زعماء وقادة المجتمع الدولي، يشدّد على ضرورة التحرك الجاد لإرغام إسرائيل على وقف عدوانها الهمجي. وأكد أن الأردن، بتوجيهات ملكية، يواصل إرسال قوافل المساعدات الإغاثية، وإرسال المستشفيات الميدانية، وتنفيذ عمليات إنزال جوي، لمساعدات طبيّة ودوائيّة عاجلة، وشارك جلالة الملك فيها، رغم المخاطر التي تحيط بمثل هذه العمليات.
وبيّن أن مبادرة "استعادة الأمل"، التي أطلقت بتوجيهات ملكية، تهدف إلى مساعدة أكثر من (14) ألف مصاب، بينهم أطفال، تعرضوا لبتر في الأطراف، من خلال تركيب أطراف اصطناعية لهم، لمساعدتهم على مواصلة حياتهم. ولفت إلى توجيهات جلالة الملك، بتجهيز وإرسال، مستشفى ميداني أردني "التوليد والخداج"، في منطقة خان يونس بقطاع غزة.
وبخصوص ما يتعرض له لبنان الشقيق، قال العيسوي إن جلالة الملك، شدد على وقوف الأردن مع لبنان وسيادته، ووجه جلالته بتقديم جميع المساعدات الممكنة له. كما تطرق العيسوي في حديثه إلى مواقف وجهود جلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، في الوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين، وكشف حجم المأساة والمعاناة الإنسانية التي يمرون بها.
ووجه الأب رفعت بدر كلمة شكر فيها معالي السيّد يوسف العيسوي على حسن استقباله في بيت الأردنيين جميعًا. وقال: نأتي اليوم مع أسرة المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام، ومع مجلسه الاستشاري الذي يضم نخبة من أبناء وبنات الوطن العزيز، الذين يعبّرون لمعاليكم عن صادق المحبة والتقدير، ومن خلالكم يرسلون رسالة الولاء والانتماء والاعتزاز بقيادتهم الهاشمية الحكيمة.
وأشار إلى أنّ المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام تأسّس قبل 13 عامًا، من قبل البطريركيّة اللاتينيّة، وهو يقدّم، من خلال موظفيه، ومجلسه الاستشاري، خدمة نقل الكلمة الإعلاميّة الحرة والأصيلة، وتعزيز الحوار الإسلامي المسيحي في العالم أجمع. ويركز من خلال قنواته الإعلامية على كلّ ما يقوله جلالة الملك في المحافل المحليّة والعربيّة والدوليّة، لاسيما بما يتعلق بالقضيّة الفلسطينيّة ومطالبات الشعب الفلسطيني التائق إلى الحرية والعدالة والإنصاف منذ عقود.
وقال: القدس هي في ضمير الهاشميين، أمانة يحملها جلالة الملك عبدالله الثاني، مثل والده رحمه الله الملك الحسين بن طلال، وأجداده الهاشميين، بوصاية هاشمية معترف بها دوليًا، على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف، ومع جلالته الملك، ندعو للحفاظ على الوضع الراهن في القدس الشريف، لتكون عاصمة السلام والوئام في العالم أجمع. كما يدعو جلالته للحفاظ على الهوية العربية المسيحية ايضا في المدينة المقدسة ، التي لا يتجاوز اليوم عدد المسيحيين فيها ثمانية الاف شخص فقط.
ورفع الأب بدر الشكر لله على الأمن والاستقرار في الأردن، وأنّ اللحمة الإسلاميّة-المسيحيّة هي مدرسة نموذجيّة، وفي كل الحلّ والترحال هنالك دائمًا إشادة دائمة بما وصل إليه الأردن الكريم بقيادته الهاشميّة إلى كل المحافل، وسطّر كل هذه المبادرات الخيّرة في سبيل أن يبقى الأردن واحة للحوار، ونموذجًا يحتذى في العالم كله.
وقال: نُحيي هذا العام عشرين عامًا على إطلاق رسالة عمّان، كواحدة من المبادرات الحواريّة الرائعة التي أطلقها جلالة الملك في عهده المبارك، وهي أجمل تلاقٍ مع يوبيل جلالته الفضي على العرش الهاشمي المديد قبل ربع قرن تمثل بالعطاء اللامحدود. كما أننا نحيي مرور ثلاثين عامًا على العلاقات الدبلوماسيّة بين حاضرة الفاتيكان والمملكة الأردنية الهاشمية، وهي علاقات تعاون مستمر في التربية والتعليم والدعوات المشتركة للسلام، وقد قال قداسة البابا فرنسيس قبل أيام، في مؤتمر صحفي على الطائرة المقلة له في عودته من سنغافورة، إنني أرى في جلالة الملك عبدالله الثاني رجلاً حقيقيًّا للسلام.
أضاف: نريد فعلاً من مدارسنا وجامعاتنا أن تبقى على هذا النهج الأردني الكريم، وألا نسمع أبدًا، في أي وقت من الأوقات، أن هنالك خلافًا –لا سمح الله وقدّر- على أساس طائفي. وهذا ما لم يحدث منذ أكثر من مائة عام في الأردن. ولكن نريد أن نعزّزه في مدارسنا وجامعاتنا، وبالأخص هذه مهمّة الأساتذة والمربين الأكارم. ومن بينهم من يرافقون المركز في هذا اللقاء الكريم. كما نرجو من الله أن تعود السياحة الدينية الى بلادنا المقدسة، لتدعم اقتصاد بلادنا ونهوضه واصلاحاته. كما نرجو الاهتمام بكثافة في بعض المواقع السياحية الدينية، مثل موقع مار الياس في محافظة عجلون العزيزة .
وخلص الأب بدر في كلمته إلى القول: إنّنا نشدّ على أياديكم، وسنبقى باسم العرب المسيحيين الأردنيين الأوفياء، المفعمين بالولاء والانتماء؛ الانتماء لكلّ ذرة تراب في هذا الوطن، ولكلّ قطرة ماء في نهر الأردن المبارك، والولاء للقيادة الهاشميّة الحكيمة، التي ندعو إلى الله تعالى، أن يحفظكم الرب، وأن يحفظ الأردن، وأن يحفظ جلالة سيدنا وسمو ولي العهد، وأن يمتّع الشعب الأردني، وشقيقه الشعب الفلسطيني مع نهاية هذا العام، بعيد ميلاد جديد سعيد بإذنه تعالى، ترتفع به أدعية المؤمنين في كل مكان، في الأقصى والمهد والقيامة، من أجل رفع الضيم عن الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني، ورفع العدوان عن أهلنا الأحباء في غزة.
وخلال اللقاء، أكد المتحدثون في مداخلاتهم أنهم يقفون خلف جلالة الملك، ويدعمون جميع جهوده، التي تهدف لإنهاء الصراع في المنطقة، وإحلال السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، وكذلك المحافظة على أمن واستقرار الأردن.
ولفتوا إلى حالة التماهي بين الموقفين الرسمي والشعبي، معبرين عن رفضهم لأي كان، المزاودة على الموقف الرسمي، أو يحاول أن يتصدر المشهد من أجل شعبويات من شأنها الإضرار بأمن الوطن. وقالوا إن جلالة الملك، بقيادته الحكيمة، جعل من الأردن، نموذجا، وعاصمة للأمن والإستقرار، ولم تقتصر جهود جلالته على الشأن المحلي، بل طالت القضايا الإنسانية، والقضايا العربية العادلة.
وأكدوا ضرورة أن تنهض وسائل الإعلام بدورها في إبراز مواقف الأردن القوية تجاه قضايا أمته، والدور التاريخي الذي يقوم به، بقيادة جلالة الملك، لإحلال السلام في المنطقة، لافتين إلى أهمية دور الإعلام في التعبير عن ضمير الوطن ورسالته الإنسانية، وأن يضع مصلحة الأردن في مقدمة أولوياته، ويقوم بدوره في تعزيز قيم المواطنة الصالحة لدى جيل الشباب.
كما أكدوا أن مسيحيي الأردن سيبقون أحد أعمدة الوطن، داعمين للقيادة الهاشمية، في جميع مواقفها وجهودها.
وإلى جانب مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، ضمّ الوفد رئيس المجلس الإستشاري السيد عمر النبر، وأعضاء المجلس كلّ من العين جميل النمري، والأب باجس كفوف، والدكتور عدلي قندح، والسيد عزمي شاهين، والدكتورة صفاء الشويحات، والسيد فايق الحجازين، والدكتورة مارسيل الجوينات، والسيد عمر عبوي، والسيد رمزي خوري.
كما ضمّ الوفد الكادر العامل في المركز الكاثوليكي، وهم: السيدة إيفا حبيب، السيد بهاء العلامات، السيدة رانيا منصور، والسيد منير بيوك السيد أسامة طوباسي، بالإضافة إلى أصدقاء المركز السيد نشأت بدور، والآنسة ليلك مرجي، والآنسة كارول علمات.