ضمّ الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، صوته إلى صوت البابا ليون الرابع عشر، الذي دعا خلال عظته وصلاة "افرحي يا ملكة السماء"، الأحد 18 أيار 2025، إلى إنهاء العنف في المناطق التي مزقتها الحروب في العالم.

السلام يأتي من المسيح

وأكد البطريرك بيتسابالا في مقابلة مع وكالة "سير" الإيطاليّة أنّ "الجواب هو السلام". لكنه شدّد على أن السلام الذي يحتاجه العالم ليس "سلامًا سياسيًا أو مجرد غياب الحرب". بل إنّ السلام الوحيد الذي يمكن أن يُساعد العالم المُبتلى بالصراع والانقسام والكراهية هو السلام "الذي يأتي من المسيح".

وتأمل بطريرك القدس للاتين في عظة البابا ليون الرابع عشر خلال قداس افتتاح حبريّته، مشيرًا إلى كلمات السيّد المسيح لبطرس الرسول: "أتحبني؟"، وقال البطريرك بيتسابالا إن هذا أصبح "نموذجًا للحياة المسيحية، ونتيجته السلام". وأوضح أنه إذا أحب الإنسان الله وقريبه، فإن السلام يأتي فطريًا. وأكد البطريرك أن هذا السلام هو "الذي نحتاجه جميعًا في كل مكان في العالم، وخاصة في الأرض المقدّسة".

فكرة مجردة؟

وأشار البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا إلى أن كلمة "سلام" تكرّرت مؤخرًا. بالنسبة للكثيرين، وخاصةً من يعيشون في مناطق مزقتها الصراعات، يصعب على مفهوم "المحبة الأخوية" تقبّله. وقال إنه "يبدو مجردًا، بعيدًا كل البعد عن الواقع".

ومع ذلك، وصف البطريرك رسالة البابا بأنها "دعوة للمجتمع المسيحي بأكمله - وأفكر بشكل خاص في مجتمعنا" للبقاء متحدّين. ودعا إلى أن ينبع هذا الشعور بالتضامن من محبة المسيح "وليس من الخوف من الآخر". فهذا النوع من المحبة يُحدث تفاعلًا متسلسلًا، حتى في المجال العام.

في خضمّ التفكير بغزة

وفي كلمة بعد تلاوة صلاة "افرحي يا ملكة السماء، تحدّث البابا ليون الرابع عشر عن "الأطفال والعائلات وكبار السنّ الناجين" الذين يموتون جوعًا بسبب نقص المساعدات الإنسانية الواصلة إلى القطاع. وردًّا على ذلك، أكّد البطريرك بيتسابالا أنّه "لا يمكننا تحمّل ترف الاستسلام أو الوقوف مكتوفي الأيدي".

وأكّد أنّ من واجبنا جميعًا مساعدة المسيحيين المحليين، وأصدر توجيهًا واضحًا: "علينا بذل كلّ ما في وسعنا لتقديم المساعدة".