موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢١ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٥
رئيس أساقفة بيروت للموارنة: حضور البابا بيننا يكفينا

أبونا :

 

في ظل ما يعيشه لبنان من أزمات اجتماعية واقتصادية وسياسية متعاقبة على مدى العقود الأخيرة، يستعدّ اللبنانيون لاستقبال البابا لاون الرابع عشر من 30 تشرين الثاني إلى 2 كانون الأول. ومن المتوقّع أن تُنعش هذه الزيارة آمال الشعب اللبناني الذي عانى طويلاً، وأن تعيد وضع لبنان في دائرة الاهتمام الدولي.

 

وفي مقابلة مع موقع «فاتيكان نيوز» الإلكتروني، يشير رئيس أساقفة بيروت للمورانة المطران بولس عبد الساتر إلى أنّ البابا لاون الرابع عشر، ومنذ الأيام الأولى لحبريته، عبّر عن قربه من لبنان واهتمامه العميق به، معربًا عن إيمانه بأنّ مجرد وجوده في البلاد سيكون كفيلًا لتشجيع الشعب اللبناني ورفع معنوياته وسط الظروف القاسية التي يعيشونها.

 

 

ما الرسالة الأساسية التي تأمل أن ينقلها البابا لاون الرابع عشر للمؤمنين في لبنان خلال زيارته؟

 

أعتقد أنّ قداسته سبق أن وجّه هذه الرسالة بالفعل. إنّها رسالة رجاء وسلام ومحبة. فمنذ الأيام الأولى لحبريته، تحدّث عن لبنان وصعوباته، وأظهر منذ البداية مدى اهتمامه ببلدنا وبالرسالة التي يحملها المسيحيون اللبنانيون في هذه المنطقة.

 

بلا شك ستكون هذه الزيارة رسالة محبة قوية لكل الحاضرين ولكل الذين لن يتمكّنوا من الحضور. كما ستمنحنا مزيدًا من الرجاء لنواصل رسالتنا في هذه المنطقة، ولنستمر شهودًا للمحبّة تجاه كل إنسان. وأنا شخصيًّا أعتقد أنّ زيارته سيكون لها تأثير كبير في كل واحد منا.

 

 

كيف يمكن لهذه الزيارة أن تُسهم في تعزيز الرجاء لدى الشعب اللبناني في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الراهنة؟

 

لا أعتقد أنّها بمثابة دواء نتناوله فتتغيّر قلوبنا فجأة. فالرجاء هو واقع نعيشه يوميًا، وهو مبنيّ على محبة الله والمسيح لنا، وعلى محبة قداسته لكل واحد منا. فعندما يشعر الإنسان بأنّه ليس وحيدًا في هذا العالم، وأنّ صعوباته هي أيضًا موضع اهتمام الآخرين، وأنّ هناك من يفكّر به ويصلّي من أجله يوميًا، ويبذل ما بوسعه للتخفيف من معاناته، عندها يشعر بمحبة عميقة. وهذه المحبة بالتأكيد تُولّد الرجاء في القلب.

 

نحن لا نتوقّع من قداسته أن يقدّم لنا حلولاً لمشاكلنا. يكفينا حضوره بيننا، ولا أتحدّث هنا باسمي وحدي، بل باسم جميع المؤمنين الذين التقي بهم وما نتشاركه بشأن زيارة الأب الأقدس. نحن نعيش فرحًا كبيرًا لمجرّد أنه يأتي إلى لبنان، ليكون معنا، ويصلّي معنا. وهذا بالنسبة إلينا أكثر من كافٍ. سنواصل مسيرتنا بقوة كبيرة، لأننا نعلم ونؤمن بأننا لسنا وحدنا. نحن مدعومون من جميع الكاثوليك في العالم، ومن كل الذين يؤمنون بلبنان، وبالشعب اللبناني، وبالرسالة التي يحملها.

 

 

إلى أي مدى تعتقد أن زيارة البابا يمكن أن تعيد تسليط الضوء الدولي على لبنان ومعاناته؟

 

ستجذب الزيارة اهتمام المجتمع الدولي بقدر ما يرغب قادته في ذلك. فبفضل الإعلام ووسائل الأخبار اليوم، يمكن لصغير الأحداث أن يبدو كبيرًا، ويمكن لكبيرها أن يبدو صغيرًا. لذلك، فإن الأمر يتوقّف على قادة العالم، وعلى دور وسائل الإعلام. كما تقع على عاتق الجميع في المجال الإعلامي مسؤولية تسليط الضوء على ما يحدث في لبنان، وعلى الظلم الذي يعانيه شعبه. فالمجتمع الدولي، في المقام الأول، يتحمّل جزءًا كبيرًا من المسؤولية عن الوضع الذي وصلنا إليه.

 

 

ما هي رسالتكم للمؤمنين ولجميع اللبنانيين كي يُعدّوا أنفسهم لاستقبال البابا في لبنان؟

 

أقول لجميع المؤمنين في لبنان: تعالوا لتشاهدوا البابا، تعالوا لتصغوا إلى كلماته، تعالوا لتُظهروا له مدى تقديرنا لزيارته، ومدى محبّتنا له، وامتنانا لكل ما يقوم به من أجلنا. ثّم، بعد ذلك، اذهبوا إلى كل مكان وتحدثوا عن محبّة يسوع المسيح، وعن الرجاء الذي يسكن قلوبكم بفضل حضور المسيح.