موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٦ يونيو / حزيران ٢٠٢٣
انطلاق مؤتمر المدارس الكاثوليكيّة والفرانكوفونيّة في كلية تراسنطة بعمّان
بتنظيم من مؤسّسة "عمل الشرق" الكاثوليكيّة الفرنسيّة...
صورة جماعية للمشاركين في المؤتمر (تصوير: سورين خودانيان/ أبونا)

صورة جماعية للمشاركين في المؤتمر (تصوير: سورين خودانيان/ أبونا)

أبونا وبترا :

 

قالت وزيرة الثقافة هيفاء النجار، إنّ المدارس المسيحيّة في الأردن لم تكن لتكون موجودة بهذا الأداء المتميّز، وهذا الإبداع الاستثنائي، إلا لانطلاق رسالتها التربويّة كمواطنين صالحين في المملكة، مشيرة إلى أنّ هذه المواطنة الأردنيّة الصالحة كانت أيضًا نتاج وجود قيادة أردنيّة هاشميّة آمنت بأهميّة دعم الوجود المسيحي ليس في الأردن فحسب، بل في كل العالم العربي.

 

وخلال حضورها افتتاح مؤتمر "التعليم الكاثوليكي والفرنكوفونيّة في الشرق الأوسط"، الذي تنظمه مؤسّسة "عمل الشرق"، بالشراكة مع الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكيّة في الأردن، وبالتعاون مع السفارة الفرنسيّة في الأردن، أوضحت النجار، بأنّ هناك علاقة استثنائية تربط الأردن مع شعبه؛ مسلمين ومسيحيين في إطار عروبي، وبشراكة تكاملية في بناء الحضارة العربية الإسلامية، مؤكدة أن هذه العلاقة مثلت ركنًا أساسيًّا في صمود الأردن "الذي لنا الحق أن نحتفي به ونباهي به العالم".

 

استمرار الشراكة

 

وأشارت في افتتاح المؤتمر الذي يستمر يومين في كليّة تراسنطة في عمّان، إلى أن الأردن يمتلك آلاف السنين من الحضارة تمتد في العمق التاريخي في المنطقة العربية، وإلى المئوية الأولى لتأسيس الدولة الأردنية الحديثة ونجاحاتها، منوهة بأن تأسيس الدولة الأردنيّة تم بناؤه على رؤية الهاشميين بدءًا من المغفور له بإذن الله الشريف الحسين بن علي.

 

وقالت، إنّ الأردن ومن خلال رؤية الهاشميين، وبالتكامل مع الشعب الأردني، قدّم حالة استثنائية من السلم الاجتماعي قائم على التعاضد الإسلامي-المسيحي في المملكة. ودعت النجار هذه المدارس والجميع إلى مواصلة المساهمة بمشروع دولة المؤسسات، وكل ما يتصل بقدرتنا على أن نقدّم أنفسنا كمواطنين استثنائيين نخدم الجميع، وأن نقدّم التنوّع والتعدديّة الأردنيّة كما أراده الهاشميون.

 

وأكدت وزيرة الثقافة، أنّه من خلال الشراكة بين الجميع فإنّنا نحمي التعدديّة والتنوّع، والسلم والأمن الاجتماعي، والصمود الأردنيّ والشراكات التي نبنيها، وكل ما يتصل بمشروعنا المستقبلي في مدارسنا المبني على الإنسان والإبداع والابتكار.

تشاركيّة في القيم

 

وقالت، إنّ محبتنا للأردن وبتقديم أنفسنا نماذج إنسانيّة مُحبّة، وتصميمنا على المحبّة والتشاركيّة الكاملة في الأردن بين القطاعين العام والخاص ومؤسّسات المجتمع المدني، والتنوّع الكامل، يمثل نموذجًا نحتفي به في الأردن، وأن رسالتنا اليوم بحضور وفود من فلسطين وسوريا ولبنان والعراق ومصر وتركيا وفرنسا بأنّ الأردن قادر على أن يجمع العالم على أرضه.

 

وختمت وزيرة الثقافة هيفاء النجار كلمتها مشددة على بأنّ الأردن تأسّس على مفاهيم الحداثة والشراكة والاحتفاء بالتنوّع والمواطنة الصالحة، وهي قيم تتشارك بها أيضًا الدولة الفرنسيّة، وأن الأردنيين متجذرون بعمق في ثرى وروح الأردن، منوهة بالتطوّر الذي يشهده الأردن في قطاع التعليم وعلى مختلف المستويات والقطاعات السياسيّة والاقتصادية والاجتماعيّة والثقافيّة، وهو مصدر فخر لكل الأردنيين، منوهة بالعلاقات الأردنيّة الفرنسيّة على مختلف المستويات.

رسالة الرئيس الفرنسي

 

وألقى سفير فرنسا لدى الأردن ألكسي لو كوور غرانميزون، الرسالة التي وجهها رئيس جمهورية فرنسا إيمانويل ماكرون للمؤتمر، والتي ثمن فيها إقامة هذا المؤتمر في الأردن الذي تربطه بفرنسا علاقات صداقة قوية، مشيرًا إلى زيارته الأخيرة للمملكة.

 

وقال ماكرون في رسالته، إنّ انعقاد هذا المؤتمر في الأردن يعطي فرصة للترويج والانفتاح. ولفت إلى الجهود الفرنسيّة في المحافظة على الرموز الأثرية والدينية التاريخية في المنطقة، مؤكدًا أنّ المدارس المسيحية في المنطقة تروّج للتنوّع والعيش المشترك بين الجميع.

 

وأضاف: "إن تاريخ علاقتنا مع مسيحيي الشرق لا ينفصل عن ترسيخ الفرانكوفونيّة في المنطقة"، مشددًا "على الدور الأساسي للمؤسسّات التعليميّة ليست كمراكز لنشر اللغة الفرنسيّة فحسب، بل أنها أيضًا تشترك مع فرنسا في ذات المفهوم الشامل للمعرفة، الذي تريد هذه المجتمعات جعله متاحًا لأكبر عدد ممكن من الناس، من خلال تعزيز قيم التسامح والإنسانيّة والعيش معًا".

غوليتش وكلداني

 

وكان المدير العام لمؤسّسة "عمل الشرق" المونسينيور باسكال غوليتش قدّم في مستهل حفل الافتتاح شكره للحكومة الأردنيّة التي أتاحت الفرصة لإقامة هذا المؤتمر، مستعرضًا دور المؤسّسة وأعمالها ونشاطاتها التربويّة في العالم والمنطقة عمومًا والأردن بشكل خاص.

 

من جهته، قال الأب د. حنا كلداني، ممثّل البطريركيّة اللاتينيّة في القدس والنيابة البطريركيّة في عمّان، في كلمة له، إنّ التعليم كان دومًا يشكل جزءًا مهمًّا من مهمات الكنيسة لأنّ الجهل يعيق تطوير الفكر الناضج والمسؤول، لافتًا إلى أهميّة الموضوعات التي سيطرحها المؤتمر، والتي تتناول التحدّيات التي تعيشها المدارس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط والآفاق المستقبليّة.

حلقة مستديرة

 

واشتمل اليوم الأوّل من المؤتمر على عقد حلقة مستديرة تحت عنوان "ما هو المشروع الاجتماعي الذي تشاركه المدارس المسيحية في الشرق الأوسط مع طلابها"، أدارتها مديرة التلفزيون الفرنسي الكاثوليكي فيليبين دو سانت بيير، وشارك فيها مدير مدرسة في تركيا ميشال بيرتيت، ومديرة ثانوية دمشق الأخت جيهان عطاالله، ومدير كلية تراسنطة في عمّان الأب رشيد مستريح، وأمين عام المدارس الكاثوليكيّة في لبنان الأب يوسف نصر، وأمين عام المدارس الكاثوليكيّة في فلسطين الأب يعقوب رفيدي، والمستشارة في مدرسة القديس فانسنت دو بول في الحلمية بالقاهرة السيدة جيزال عسّال.

 

كما اشتمل على كلمة للسفير الفاتيكاني في الأردن المطران جوفاني بيترو دال توزو، وعلى محاضرة ألقاها أستاذ العلوم السياسيّة في الجامعة الهاشميّة الأستاذ الدكتور جمال الشلبي، كذلك قدّم مجموعة من الشباب من مصر والأردن وسورية خبرات حياتيّة أمام الحضور، حول مسيرة تنشئتهم وتعليمهم في المدارس الكاثوليكيّة.

وكان حفل الافتتاح قد استهل بعرض فيلم وثائقي عن مؤسسّة "عمل الشرق" والخدمات التي تقدمها لمسيحيي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، والمدارس الكاثوليكيّة على وجه الخصوص. وتطرّق الفيلم إلى "صندوق دعم المدارس" الذي أطلقه الرئيس الفرنسي ماكرون عام 2020، بتمويل متساوٍ من الدولة الفرنسيّة ومؤسّسة "عمل الشرق"، وذلك لدعم المدارس الكاثوليكيّة الناطقة بالفرنسيّة في المنطقة.

 

ويواصل المؤتمر غدًا أعماله بجلسات صباحيّة ومسائيّة.