موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
النائب البطريركي للاتين في الناصرة المونسنيور حنا كلداني مترئسًا قداس عيد البشارة (تصوير: أسامة طوباسي)
احتفلت كنيسة قلب يسوع للاتين في تلاع العلي، غرب عمّان، يوم الخميس 25 آذار 2021، بعيد بشارة سيدتنا مريم العذراء، وذلك خلال القداس الذي ترأسه النائب البطريركي للاتين في الناصرة المونسنيور حنا كلداني، بمشاركة كاهن الرعيّة الأب رفعت بدر، والكاهن المساعد الأب سيمون حجازين، والشماس الإنجيلي الدائم جبران سلامة، وراهبات القديسة حنّة، وعدد من المؤمنين.
في بداية القداس، ألقى الأب بدر كلمة رحّب بالأب كلداني والذي شاءت الظروف أن يكون متواجدًا في عمّان، موجهًا تحيته أيضًا لجميع المشاركين سواء بتواجدهم الفعلي داخل الكنيسة أو عبر منصات التواصل الاجتماعي. ولفت إلى أنّ عيد البشارة هذا العام يتصادف مع السنة المخصّصة لإكرام القديس يوسف، داعيًّا إلى الصلاة في القداس من أجل الوطن الحبيب وجميع المرضى والحزانى والمتألمين والخائفين لكي يحمل لهم هذا العيد، في هذا العام، بشارة الخلاص من الوباء، والعزاء والطمأنينة والسلام الداخلي العميق.
وبعد إعلان النص الإنجيلي حول حدث بشارة الملاك جبرائيل للسيدة مريم البتول، ألقى المونسنيور كلداني عظة توجّه فيها بالتهنئة وبكل أماني الخير في العيد، لافتًا إلى أن كلمة البشارة تحمل في اللغة العربيّة معاني الإيجابيّة في القرب والحبّ والتواصل. وأوضح بأنّ البشارة هو يوم احتفال وعيد كبيرين في الناصرة، ثاني أكبر المدن المقدسة بعد القدس، ومن تقاليده أن يأتي البطريرك اللاتيني، ويدخل بازيليك البشارة ويقيم فيها صلاة المساء، وفي اليوم التالي يترأس قداسًا حبريًا يوجّه فيه كلمة إلى مؤمني المدينة والعالم.
وقال: في عيد البشارة السماء تقترب من الأرض، والله يقترب من الإنسان، وهذا الاقتراب لم يكن بشكل مُفاجىء، بل هو اقتراب قديم وتدريجي. فالله اقترب من الإنسان عندما خلقه، وعندما وعده بالخلاص بعد الخطيئة الأولى، وظلّ يقترب من الإنسان في مسيرة العهد القديم من خلال الوحي والأنبياء. فالله كان دائمًا حاضر في شعبه وفي الإنسانيّة. ولكن في البشارة، تمّ هذا الاقتراب بطريقة مباشرة وقويّة وواضحة، حيث أتى الملاك باسم الله وعرض على مريم العذراء مشروع الخلاص، وقال لها: السلام عليكِ يا مريم.
وأوضح بأنّ الله في البشارة لم يقترب من الإنسان بشكل افتراضي، بل حقيقيّ، ولم يكن سلطويَّا إنما لطيفًا وحواريًّا، كما تورد النصوص الإنجيليّة، والتي تظهر أيضًا صورة مريم العذراء التي تُصغي وتتأمل وتعيش ما اكتنزته من إيمان وتفتح قلبها أمام الله وتقول: ها أنا أمة الرّب. كما وضع مار يوسف نفسه تحت التدبير الإلهي ليصبح حاميَّا وحارسًا للعائلة المقدسة. ففي البشارة هنالك استجابة مشتركة لمريم ويوسف من خلال قبولهما لخطة الله في حياتهما. والقبول يعني أن تجعل لله حيزًا في حياتك.
وقال المونسنيور كلداني في عظته: يحمل عيد البشارة رسالة للعائلات المسيحية بأن يكون كل فرد منها على مثال "ظل الآب السماوي"، بالصلاة والرحمة والتضامن والشفقة والابتسامة، فحضور الأب في بيته يجب أن يكون حضورًا والديًا في المتواضع والخدمة والتفاني، على مثال القديس يوسف. وحضور الأم في بيتها كحضور مريم العذراء في الأمومة والرعاية والانتباه. وخلص إلى القول: إنّ عيد البشارة هو مدرسة للعائلات بأن تحمل الظل الخلاصي، الذي قوّي ويعتني ويشفي ويساعد وينمّي ويسير.