موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
شدد المطران فرنانديز على أهمية أن ينمو اللاهوت ويتعمق في إطار الحوار بين اللاهوتيين ومع العلم والمجتمع، شرط أن يضع هذا اللاهوت نفسه دومًا في خدمة الكرازة بالإنجيل، لافتًا إلى أنّ هذه هي المهمة التي أسندها إليه البابا فرنسيس عندما عينه عميدًا لدائرة عقيدة الإيمان.
وأشار إلى الرسالة التي وجهها البابا فرنسيس بالتزامن مع قرار التعيين، موضحًا بأنها تضمنت نقاطًا تدعو إلى التفكير والتأمل وتندرج في سياق الدستور الرسولي Praedicate Evangelium، فهي تشدد على أهمية أن يكون اللاهوت ناضجًا وأن ينمو ويتعزز من خلال الحوار بين اللاهوتيين ومع العلم والمجتمع، وكل ذلك خدمة للكرازة بالإنجيل.
في إطار حديثه عن معنى حفظ الإيمان، قال المطران فيرنانديز إنّ هذه المهمة تتطلب السهر على الإيمان طبعًا، لكن ينبغي أن ندرك أن عقيدة الإيمان تُحفظ قبل كل شيء من خلال النمو في فهمها، ولفت إلى أن الأوضاع التي تتطلب التصدي لهرطقة معينة تقود إلى نمو جديد للاهوت يساعد فهمنا للعقيدة على النضوج، وهذه هي الوسيلة الأفضل لحفظ الإيمان. وأضاف أنه إذا تمكنت الينسينية من الاستمرار لفترة طويلة، ذلك لأنها تعرضت للإدانة، ولم تلق أي أجوبة على بعض النوايا المشروعة التي كانت تختبئ وراء الأخطاء، ولم تشهد تلك المرحلة أي نمو لاهوتي ملائم.
ردًا على سؤال بشأن إعلان الإنجيل ونقل الإيمان في مجتمعاتنا المعلمنة، قال سيادته إن هذا الأمر يتحقق من خلال السعي الدائم إلى إظهار جمال الإنجيل، دون أن يُشوه ويُلوّث بالمعايير الدنيوية، إذ لا بد من إيجاد العناصر الملائمة لجعل إعلان الإنجيل مهمًا وثمينًا لدى المستمع. وأكد المسؤول الفاتيكاني في هذا السياق أنه بدون الحوار مع الثقافة يمكن أن تفقد رسالة الإنجيل أهميتها، وعبر عن امتنانه للفترة التي أمضاها كعضو في المجلس البابوي للثقافة، حيث تعلم الكثير على يد الكاردينال جانفرانكو رافازي.
ولم تخل كلمات المطران فيرنانديز من الحديث عن البابا الراحل بندكتس السادس عشر الذي كتب في رسالته العامة "الله محبة" أن كون الإنسان مسيحيًا ينبع من اللقاء مع شخص يمنح الحياة آفاقًا جديدة ووجهة مقررة، وقال إنه لا بد من التذكير بهذه الكلمات اليوم، مؤكدًا أنه لا توجد عقيدة دينية واحدة بدلت العالم إن لم يتحقق حدث إيماني، ولقاء يعيد توجيه حياة المؤمن. وهذا الأمر لا يقتصر على المسيحية وحسب إنما يعني تاريخ الديانات كلها. وختم بالقول إنه بدون اللقاء مع المسيح الحيّ الذي يحب الإنسان ويخلصه لا نستطيع أن نكون مسيحيين، وكلمات البابا راتزنغر تحثنا على إرساء أسس لاهوت يصب في هذا الاتجاه.