موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
ببركة وحضور صاحب الغبطة كريكور بيدروس العشرون كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك، ترأس سيادة المطران جورج أسادوريان، المعاون البطريكي للأرمن الكاثوليك، صباح اليوم الأحد، القداس الإلهي لراحة أنفس شهداء آرتساخ وذلك في كنيسة الصليب الأقدس للأرمن الكاثوليك - الزلقا ببيروت.
وتحدث المطران أسادوريان خلال عظته: "نجتمع اليوم في هذه الكنيسة الحبيبة، من أجل الصلاة بالاتحاد مع كل الكنائس الأرمنية في العالم لراحة أنفس شهداء آرتساخ الأبية. أن أجراس كنائسنا اليوم تقرع ليتذكر الأرمن في كل العالم عطاء وتضحيات شهدائنا الأبرار، الذين سقطوا دفاعًا عن سيادة وحرية أراضينا. إنّ هذه الدماء الطاهرة التي روت أرض آرتساخ لم تكن من أجل كرامة هذه الأرض فقط، بل من أجل أن نحيا في كل العالم أحرارًا مرفوعي الرأس".
أضاف: "هؤلاء الشباب من وطننا أرمينيا، ومن شعبنا الفادي قاوموا بكل بسالة وشجاعة العدو الغاشم على حدود آرتساخ ليدافعوا عن سيادة أرضهم وتراثهم، أمام إرهابيين قتلة مزودين بأحدث الأسلحة المتطورة والتكنولوجيا المتقدمة. فبتضحياتهم برهنوا لنا مرة جديدة أنهم أحفاد الشعب الخالد، هذا الشعب الذي ناضل فيما مضى وحارب على مدى العصور من أجل أن يبقى هذا الوطن شامخًا عزيزًا، ومن أجل أن تبقى أنوار شموع كنائسنا ساطعة، هذه الأنوار التي بقيت منيرة ولم تنطفئ في كل كنيسة وبيت منذ أيام المؤسس والقديس غريغوريس المنور، واليوم من جديد نعلن أن هذه الأنوار ستبقى ساطعة مهما اشتدت الظلمات حولنا".
تابع المطران أسادوريان: "إننا اليوم نصلي من خلال هذه الذبيحة الإلهية ولاحقًا صلاة الجناز لنطلب الراحة الأبدية لتلك النفوس الكبيرة، نصلي ونركع بخشوع ونحني رؤوسنا احتراما واجلالا لنفس كل شاب آمن وأحب هذه الأرض المقدسة حتى أعظم درجات المحبة اي التضحية. نصلي ونعبر عن مدى قربنا من قلوب أمهات كل الشهداء والجرحى، لينالوا التعزية من قلب والدة المخلص أمنا العذراء كي تكون بدورها المعزي لكل العائلات الحزينة والمنكسرة جراء حقد عدو أعمى لا يعرف السلام او المحبة".
وقال: "أجراس الكنائس التي قرعت اليوم هي أيضًا دعوة للمصالحة ولنكون واحدًا، هذه الوحدة تكون قوية بمحبتنا لبعضنا البعض، فوحدتنا هي التي سوف تنتصر بالرغم من ثقل هذه الحرب. نعم أننا اليوم نعيش أيام حزينة وقاسية، ولكن بالرغم من هذا الشعور وعدنا هو أننا سنبقى نقاوم ونستمر في حمل هذه الرسالة لندافع عن إيماننا وتراثنا المقدس، ولكي ننهض من جديد ولنتجاوز هذه الصعوبات طريقنا هو أن نعمل سويةً لمصلحة هذا الوطن، وهذه الوحدة والمحبة هي ضمان استمراريتنا وبقائنا".
وخلص المطران أسادوريان في عظته إلى القول: "اليوم، وبكل كنائسنا الأرمنية ترفع الصلوات والطلبات من أجل السلام في العالم، وهذا العالم لن يعرف السلام طالما هنالك حقوق مغتصبة وأرض مسلوبة، فالشعب الأرمني عاش دائمًا في الإيمان وسيبقى يتمسك بالإيمان حتى تنعم البشرية بالسلام والعدالة".