موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
ترأس الكاردينال بييترو بارولين، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، قداسًا في العاصمة الإيطالية روما لإحياء ذكرى ضحايا مجاعة هولودومور (1932-1933)، مشدّدًا على معاناة الشعب الأوكراني الذي يعيش اليوم تحت وطأة الحرب المستمرة.
وبعد القداس، ومع معرض ردّه على أسئلة الصحافة، تناول الكاردينال موضوع الحرب، معلّقًا على خطة السلام المكوّنة من 28 بندًا التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأعرب عن أمله في أن تفتح قنوات الحوار التي تسمح بإنهاء هذه المأساة.
وأشار نيافته إلى صعوبة التوصّل إلى حل وسط بين متطلبات كل طرف، مؤكدًا: "أتصوّر أن مسار التفاوض سيكون تحديًا كبيرًا". وأضاف أن أوروبا يجب أن تُشارك وتُسمع صوتها، وألا تبقى خارج العملية، خصوصًا وأنها شاركت بنشاط في الأزمة الأوكرانية حتى الآن.
أما بالنسبة لمسألة التنازل عن الأراضي، فأكد الكاردينال بارولين أنه "من السابق لأوانه الحديث عنها"، مشيرًا إلى أن أي اتفاق في هذا الصدد سيكون نتاج المفاوضات. وأضاف: "لن يتحقّق السلام إلا إذا كان الطرفان راضيين إلى حد ما عن التسوية، فبالنهاية يجب أن يكون هناك حل وسط".
كما أكد أنّ الكرسي الرسولي لا يزال ملتزمًا بتسهيل تبادل الأسرى وإعادة الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا إلى روسيا، موضحًا: "نواصل العمل في هذا المجال، ويبدو أن الآلية المتعلقة بالأطفال قد جُددت الآن". وتابع: "نحن مستعدون للمساعدة في هذا المجال، لأننا نؤمن بأنّ ذلك، إلى جانب رعاية المتضررين، يُهيىء أيضًا الظروف التي تؤدي إلى السلام".
وتضم الخطة الأمريكية 28 بندًا تشمل نقاطًا جوهرية تتعلق بمستقبل الأراضي الأوكرانية، وترتيبات أمنية، وضمانات سياسية وعسكرية طويلة الأمد. واعتبر البيت الأبيض أن الخطة، التي يجري التفاوض بشأنها مع روسيا وأوكرانيا، "جيدة" للطرفين، رافضًا المخاوف من أنها تلبي كثيرًا من مطالب موسكو. وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت في إحاطة صحافية إن الخطة "قيد التطوير والتعديل"، مؤكدة أن الرئيس ترامب يدعمها وأنها "مقبولة على الأرجح من الجانبين".
وبحسب مسودة اطلعت عليها وكالة الأنباء الفرنسية، تنص الخطة على أن تتنازل أوكرانيا لروسيا عن منطقة دونباس الشرقية بكاملها، وتشمل دونيتسك ولوغانسك، وهما منطقتان لا تزالان حتى الآن تحت سيطرة كييف جزئيا. كما تشمل الخطة الاعتراف بسيطرة روسيا على أراض إضافية تتقدم فيها قواتها حاليًا، ما يرفع مجموع ما ستخسره أوكرانيا إلى نحو 20 بالمئة من مساحتها الإجمالية.
وتفرض المسودة كذلك تقليص عديد الجيش الأوكراني إلى 600 ألف جندي فقط، والتخلي عن الأسلحة البعيدة المدى، إضافة إلى التزام مطلق بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وفي المقابل، ستتمركز طائرات مقاتلة أوروبية في بولندا لحماية المجال الأوكراني، بينما لن تنتشر أي قوات تابعة للناتو على الأراضي الأوكرانية.
وتشمل الخطة أيضًا إعادة تشغيل محطة زابوريجيا النووية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتقاسم إنتاجها الكهربائي بين روسيا وأوكرانيا بالتساوي، وتوقيع "اتفاقية عدم اعتداء" بين روسيا وأوكرانيا وأوروبا، مع رد عسكري منسق وعقوبات دولية في حال تنفيذ أي غزو جديد. كما تتضمن ضمانات أمنية لأوكرانيا، وخطة لإعادة الإعمار، وإجراء انتخابات خلال 100 يوم، إضافة إلى تخصيص 100 مليار دولار لإعادة الإعمار من الأصول الروسية المجمدة.