موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
الإعلامية لينا مشربش تكتب خبرتها الشخصية مع كورونا (الحلقة الثانية من ثلاث حلقات)
أتابع باستمرار كغيري من الناس في هذا الكون الواسع تفاصيل إنتشار وباء كوفيد-19 المروع الذي لا يزال يصول ويجول مفترسًا الأجساد الضعيفة والقوية، الأغنياء والفقراء على حد سواء، دون توقف أو رادع، ولأنني عانيت من سطوته على جسدي مدة أسبوعين ويزيد، أجدني أقرب إلى معاناة من واجهوا قسوته أو فقدوا أحباء لهم.
لم أشعر يومًا في أي من زياراتي إلى لندن برغبة جامحة للعودة إلى بلدي واهلي، فقد عشت في لندن سنوات طويلة خلال العمل، وفيها تلقى أولادي تعليمهم وتخرجوا من جامعاتها، أحببتها لذلك، ولأسباب عديدة منها وجود الأصدقاء الذين لطالما شعرت بينهم بدفء الأهل وحنو الوطن. لكن اليوم يمتلكني شعور بالقهر وكأنني في سجن أنتظر لحظة الإفراج والحرية، أنا هنا مجبرة على البقاء لأول مرة دون إرادتي وأريد العودة.
قبل أيام تلقيت إتصالاً من السفارة الأردنية في لندن: نريد أن نطمئن عليك هل أنتِ بخير؟ هل ينقصكِ شيء؟ لا أبدًا حاجتي إلى شيء واحد لا غير، أريد العودة الى الأردن في أقرب فرصة متاحة، أنا عالقة هنا وأتمنى عليكم التواصل معي إذا أتخذ الأردن قرارًا بإجلاء مواطنيه وإعادتهم إلى ديارهم.
الأردن يطمئن على أبناءه؟ كم أنت كبير يا أردن، وكم كبُرت أيضًا في نظر العالم وصرت قدوة وأنت تستشعر الخطر وترصد وتدير الأزمة الكورونية متفوقًا على دول كبرى، وها أنت تقود البلاد والعباد إلى تدابير صارمة لكنها مدروسة بعناية. هذا الأردن العزيز في كل حرف من حروفه الستة لها قيمة وقدر:
الألف: أرض
اللام: لقاء
الألف: أمانة
الراء: رسالة
الدال: دُرر
النون: نعمة
وأنا عالقة هنا في حالة إنتظار وشوق أتابع الإيجاز اليومي لوزيري الصحة والإعلام لعلني أسمع شيئًا مطمئنًا وسط زحام الأخبار وفبركات مواقع التواصل الإجتماعي. تنتابني مشاعر القلق والترّقب، ثم يظهر القائد الهاشمي متقدمًا المعركة فيطمئن القلب ويرتاح الفؤاد لأن الأردن يقوده ربان ماهر يتابع عن كثب كل صغيرة وكبيره، لذلك ستشرق شمسنا من جديد وسيزول الغروب، وسنقول مع القائد: "الشدة زالت والغد أفضل وعودتي قريبة بعون الله".
(يتبع...)