موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
حدّد المسيحيون الأوائل، قبل مجمع نقية وفي المجمع سنة 325 م وما بعد ذلك، حدّدوا بصواب عيد الفصح يوم أحد، بعد الرابع عشر من نيسان العبري (أي في الأحد الأوّل بعد بدر الربيع). بالتالي عيد الفصح عيد متحرّك غير ثابت.
اختلاف تواريخ عيد الفصح بين الكنائس الشرقية والغربية
ردّ على تساؤلات كثيرة عن اختلاف تواريخ عيد الفصح بين الكنائس الشرقية والغربية... ردّ مختصر مفيد قدر الامكان ودراسة بسيطة كي لا نعقّد الأمور الفلكية. أصلح الفلكي "سوسيجنيس" حساب السنة الفلكية بطلب من الامبراطور الروماني يوليوس قيصر، فزاد على كلّ سنة ست ساعات. وهذا الحساب يسمّى بالحساب أو التقويم "اليولي" نسبة إلى يوليوس قيصر. ويُعرف أيضًا بالتقويم "الشرقي" وتتبع الكنيسة الأرثوذكسية هذا التقويم حتّى يومنا هذا.
وهذا الحساب اليولي (أو اليولياني) يحسب السنة 365 يومًا و6 ساعات. أي يزيد على السنة الفلكية 11 دقيقة و14 ثانية. ومن هذه الزيادة يصل الفرق بين السنة الفلكية والسنة اليوليانية إلى 7 أيام و17 ساعة و50 دقيقة في كلّ ألف سنة.
تبعًا لذلك وفي سنة 1582 أصبح الفرق بين السنة الفلكية الحقيقية والحساب اليولياني (الشرقي) عشرة أيام.
حينئذٍ فكّر قداسة البابا غريغوريوس الثالث عشر بابا الفاتيكان في إصلاح هذا الخطأ بحساب أكثر دقّة من التقويم اليولياني، وأمر بإضافة عشرة أيام على الخامس من تشرين الأوّل عشرة أيام كي يصحّح الخطأ. وهكذا صار اليوم الخامس من تشرين الأوّل/أكتوبر اليوم الخامس عشر منه. وأمر بإضافة يوم كامل كلّ أربع سنوات، (السنة الكبيس). يُعرف هذا التعديل بالحساب أو التقويم الغريغوري نسبة إلى البابا غريغوريوس، لذلك تتبع الكنيسة الكاثوليكية هذا التقويم.
ومع هذا الإصلاح الدقيق يصل الفرق بين السنة الفلكية والسنة الغريغورية نحو 24 ثانية فقط في كلّ سنة فلكية. ومن مجموع هذه الثواني يصبح الفرق يومًا واحدًا فقط كلّ 3500 سنة. ورغم الدقّة في التقويم الغريغوري (الكاثوليكي) الاّ أنّ الكنيسة الأرثوذكسية الشقيقة تتبع التقويم اليولياني إلى يومنا هذا.
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية وشقيقتها الأرثوذكسية بقيامة السيّد المسيح يوم الأحد من كلّ أسبوع، كلّ يوم شمس Sunday. أمّا العيد السنويّ فيقع في فترة الربيع هذه.
خاتمة
خلاصة الكلام أنّ توقيت العيد واحد أي الأحد الأوّل بعد بدر الربيع. لكن تاريخ الاحتفال بعيد الفصح المجيد يختلف بين الكنائس الكاثوليكية وشقيقتها الأرثوذكسية، لأمر حسابي علمي فلكي محض يتعلّق بالتقويمين الغريغوري واليولياني، وتبقى العقيدة بين الكنيستين واحدة وكذلك معاني العيد ورموزه السرية وعبور السيّد المسيح من الموت إلى الحياة ومن ظلمة القبر إلى ضياء القيامة.