موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
المطران رفيق نهرا، النائب البطريركي للاتين في إسرائيل
احتفلت البطريركيّة اللاتينيّة، مساء السبت 30 نيسان 2022، بالرسامة الأسقفيّة للنائب البطريركي للاتين في إسرائيل الأب القانونيّ رفيق نهرا، وذلك بقداس احتفاليّ حاشد ترأسه البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، في بازيليك البشارة في مدينة الناصرة.
وشارك إلى جانب البطريرك في الرسامة الأسقفيّة النائب البطريركي العام المطران وليم شوملي، والأسقف المساعد لأبرشيّة باريس المطران تيبو فيرني، بمشاركة القاصد الرسولي في القدس المطران أدولفو تيتو يلانا، ولفيف من الأساقفة والكهنة من مختلف الكنائس، ورهبان وراهبات من جمعيات رهبانيّة متعدّدة، وحشد من المؤمنين من مختلف رعايا مناطق الجليل.
وبعد إعلان الإنجيل المقدّس، رفع المشاركون نشيد الروح القدس. وقرأ القاصد الرسولي في القدس نصّ الرسالة الرسوليّة التي وجهها قداسة البابا فرنسيس وفيها يعيّن الأب نهرا أسقفًا مساعدًا في الأبرشيّة البطريركيّة الأورشليميّة اللاتينيّة، مانحًا إياه لقب أسقف كرسي فيربه الشرفي. ودعا الأب الأقدس المطران الجديد أن يبذل جهده لكي يضيف "الفضيلة إلى الإيمان، والمعرفة إلى الفضيلة، والعفاف إلى المعرفة، والثبات إلى العفاف، والتقوى إلى الثبات، والإخاء إلى التقوى، والمحبّة إلى الإخاء".
وألقى البطريرك بيتسابالا عظة أشار فيها أنّ السيد المسيح أعطى بطرس مهمّة جديدة لقيادة ورعاية القطيع، وأنّ الأساس الوحيد هذه المهمّة هي محبّة يسوع، رغم ضعف بطرس وخيانته. وخاطب الأسقف الجديد بالقول: إنّ الكنيسة تمنحك اليوم ذات الرسالة، أن تكون راعيًا لقطيع الله، مُتحدًا برسالة القديس بطرس والرسل، وأنّ الأمر الأساسيّ في هذه المهمّة هو أن تكون مُحبًا للسيد المسيح.
وأوضح أنّه من الضرورة أن يمتلك الأسقف المهارات الإداريّة، وأن يكون حاضرًا في الميدان السياسي والاجتماعي لقيادة الشعب المؤمن، لكّن البطريرك بيتسابالا دعا الأسقف الجديد إلى أنّ يكون أبًا لجميع الكهنة، لأنّ هويّة الكهنة مرتبطة بهويّة الأسقف، وأنّ الكاهن لا يزدهر لوحده، وأنّ خدمته تنطلق من خدمة الأسقف. كما أشار إلى أنّ الكنيسة تتشكّل من الأسقف والكهنة من حوله، فهم المساعدون الأولون له، وهذا ما يجعل الرسالة المسيحيّة ملموسة. وقال: "أحببهم مثلما أحبك الرب".
كما دعا البطريرك الأسقف الجديد أن يحبّ شعبه المؤمن، وأن يصبح لهم أبًا، وألا يضع الحواجز بينه وبينهم. وقال: هنالك فرق شاسع بين الأبّوة والصداقة، فالأب هو أكثر من صديق. فأن تكون أبًا يعني أن تُعلّم كيف تُولّد الإيمان والحياة في الكنيسة، وأن تُعلّم الكهنة والمؤمنين أن يكونوا بالغين في الإيمان وفي حياة الكنيسة، وأن تُصحّح الأخطاء حينما تحصل، وأن تُعلّم الغفران بأن تغفر للآخرين.
وخلص إلى القول: أنت مدعو أن تخدم في مجتمع خاص، هو المجتمع الإسرائيلي، وكبطريرك وراعٍ لهذه الكنيسة، أعطيك ثلاث تعليمات. أولاً: التنشئة المسيحيّة، مشدّدًا أن الوعي الناضج عن الهويّة المسيحيّة تسبق بناء النسيج الاجتماعي والسياسي، لذلك ساعد المسيحيين أن يكونوا ناضجين ويستطيعون السير ضمن مجتمع يتميّز بالتعدديّة. ثانيًا: الشبيبة المتعطشة لسماع كلمة المسيح، وهي لا تريد تعليمًا، إنما شهود. وأخيرًا: المشاركة، حيث أكد غبطته بأنّ المسيرة السينودسيّة ليست عبارة عن تعبئة استبانات، إنما هي طريقة لعيش الحياة في الكنيسة والتي تتشكّل من الأسقف والكهنة والمؤمنين معًا.
وبدأت مراسم الرسامة الأسقفيّة بتعهّد الأسقف المعيّن أمام البطريرك بممارسة رسالته الأسقفيّة على مثال المسيح، الراعي الصالح، كإعلان الإنجيل، والطاعة للحبر الأعظم، والخدمة، والترحيب بالأشخاص الموكلين إليه والاهتمام بهم. وبينما رفع الحضور طلبة القديسين كعلامةٍ على اتحاد الكنيسة الأرضيّة بالكنيسة السماويّة، قام المطران نهرا بالاستلقاء على الأرض أمام الهيكل، في إشارة إلى استسلامه المطلق لإرادة الله في حياته، على مثال السيد المسيح المائت والقائم من بين الأموات.
ووضع البطريرك بيتسابالا يديه على رأس الأسقف المعيّن نهرا. ومن بعده، فعل جميع الأساقفة الحضور الشيء نفسه. ثم قام البطريرك بتلاوة صلاة التكريس، وطلب فيها نعمة الرّب للأسقف الجديد، ومذكرًا فيها بمعاني الخدمة الأسقفيّة. وطوال فترة الصلاة هذه، تم وضع الكتاب المقدس مفتوحًا فوق رأسه كعلامة على الخضوع الكامل لكلمة الرّب، والتي منها وعلى نورها تمارس الكنيسة والأسقف الجديد خدمتهما.
وقام البطريرك بمسح رأس الأسقف بزيت الميرون، وسلّمه رموز الخدمة الأسقفيّة: الكتاب المقدّس (كونه سيكون مسؤولاً عن الكرازة بالإنجيل)، الخاتم الأسقفي (علامة على إخلاصه للكنيسة)، التاج الأسقفي (علامة على القداسة والكرامة والسلطة، كدعوة لعيش حياة مقدسة ونموذجية على رأس الجماعة)، العصا الأسقفيّة (علامة لخدمته الرعائية كونه تعهّد لخدمة شعب الله وقيادتهم على طريق الخلاص).
من بعدها، جلس الأسقف الجديد رفيق نهرا على كرسي الأسقفيّة، وتبادل قبلة السلام مع جميع الأساقفة الحاضرين كعلامة على انتمائه الجديد إلى الجسم الأسقفي. ثم أستئنفت الليتورجية الإفخارستيّة. وفي ختام الاحتفال، قام المطران نهرا بمباركة شعب الله، الذي شاركه الفرح والسرور وبارك له بعد الاحتفال مقبلاً يد الأسقف الجديد الممسوحة بالزيت بعدما حصل على ملء الكهنوت المقدّس.