موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
دعا بطريرك القدس السابق للاتين ميشيل صبّاح في كلمته خلال "مؤتمر القدس: صمود وتنميّة"، العالم إلى "صناعة شيء لخلاص القدس، وخلاصنا"، ولكي يجد "الوسيلة الفاعلة التي تبدّل وجه القدس اليوم، وتعيدها كما صنعها الله سبحانه، مدينة سلام ومحبة لأهلها وللعالم".
وفيما يلي نص الكلمة:
أصحاب الجلالة والفخامة ملوك ورؤساء الدول المحترمين،
السيد أمين عام جامعة الدول العربية، السيد أحمد ابو الغيط المحترم،
وزراء الخارجيّة، وممثلي الدول، والحضور الكريم
تحية وبعد.
أنا صوت من القدس، أنا إنسان في القدس، ومن أجل القدس، أنا عربي فلسطيني ومسيحي، وبطريرك القدس مع سائر بطاركتها. كلنا خدام الإنسان في القدس، ندعو ونعمل من أجل أن تبقى القدس كما أرادها الله أن تكون مدينة سلام، ومدينة مقدسة للديانات الثلاث، وللشعبين فيها.
القدس، كما صنعها الله، هي اليوم أيضًا مكان سكنانا، فلسطينيين عربًا مسيحيين ومسلمين، وهي عاصمة إيماننا، وعاصمة وطننا الذي ينتظر أن يولد. تعلمون إلى ما آلت إليه القدس اليوم. فهي مدينة لشعب واحد ،ظَلَمنا، واعتدى على مقدسات المسلمين والمسيحيين معًا.
القدس اليوم مدينة آلامنا، وحيث المحاولات العديدة لإزالتنا، إلى أن لا تبقى قدس عربية، ولا إسلامية، ولا مسيحية. القدس اليوم بحاجة إلى أن تعود إلى طبيعتها كما صنعها الله في تاريخها الطويل، لتكون مدينة سلام وخلاص للبشرية.
والذي أريد أن أقوله هو: ما زالت القدس، حتى اليوم، وديعة، لم تخرج من مسؤوليتنا، من مسؤوليتكم. مهما قال وقرر وظلم كبار هذا العالم. لأن قرار الله هو الأول. ولله لا شيء مستحيل ولكل مؤمن بالله لا شيء مستحيل. وكلنا مسيحيين ومسلمين موؤمنون بالله. فخلاص القدس ليس بالمستحيل، ولا سيما أن خلاصها يعني إعادتها إلى ما أرادها الله أن تكون: مدينة مقدسة له سبحانه وتعالي، وللديانات الثلاث، وللشعبين فيها، وعاصمة روحية للعالم كله.
اجتمعتم في هذا المؤتمر للقدس لتقرروا وتعملوا. كل طالب سلام للقدس، وأهل القدس، من وسط صراعهم اليومي، يطلبون منكم أن اصنعوا شيئاً لخلاص القدس، وخلاصنا. اصنعوا شيئاً حتى تصير القدس بعد مؤتمركم هذا، غير ما كانت قبله. واسأل الله لكم جميعاً أن يلهمكم ما يلزم لإعادة القدس إليه تعالى، وإلى أهلها.
بكى السيد المسيح على القدس، لأنها رفضت أن تعرف خلاصها. وما زالت اليوم في موقف الرفض نفسه. وقال السيد المسيح أيضًا: اطلبوا تجدوا. اقرعوا الأبواب تفتح لكم. اسأله تعالى أن يأخذ بيدكم لتجدوا الوسيلة الفاعلة التي تبدل وجه القدس اليوم، وتعيدها كما صنعها الله سبحانه، مدينة سلام ومحبة لأهلها وللعالم".