موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٩ مارس / آذار ٢٠٢٣
البطريرك بيتسابالا: الكنيسة في الأرض المقدّسة لن تخاف من المتطرّفين
البطريرك بيتسابالا مغادرًا كنيسة القيامة بعد الصلاة التي ترأسها في كنيسة القيامة، 26 آذار 2023 (إعلام البطريركيّة اللاتينيّة)

البطريرك بيتسابالا مغادرًا كنيسة القيامة بعد الصلاة التي ترأسها في كنيسة القيامة، 26 آذار 2023 (إعلام البطريركيّة اللاتينيّة)

أبونا وفاتيكان نيوز :

 

وسط الاحتجاجات المستمرّة في إسرائيل على الإصلاح القضائي المثير للجدل لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والتوترات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين في الضفة الغربيّة وغزة، لا يزال المتطرّفون يستهدفون المجتمعات المسيحيّة.

 

 

الكنيسة المارونيّة في الناصرة

 

وقعت الحادثة الأخيرة يوم الأحد 26 آذار، في مدينة الناصرة، حيث دخل شاب ثلاثي الكنيسة المارونيّة قبيل الاحتفال بالقداس، وطلب بنبرة عاليّة التحدّث مع كاهن الرعيّة، وعندما رفض الكاهن ذلك بسبب انشغاله بتحضيرات القدّاس، خرج الشاب إلى الساحة ووقف عند مدخل الكنيسة وأخذ يقرأ مقاطع من القرآن تتحدّث عن "الكافرين وعقابهم"، حتى تمكنت مجموعة من الحاضرين من إقناعه بالمغادرة.

 

 

مدرستان كاثوليكيتان في الناصرة

 

وقبل ذلك، وتحديدًا في 23 آذار الحالي، دخل خمسة رجال ملثمين، مسلحين بالهراوات، بالقوّة إلى مدرسة الراهبات الساليزيان في الناصرة، طالبين من الراهبات أن يردّدن "رمضان كريم". إلا أنّ الراهبات رفضنّ، ونجحنّ في إخراج الرجال من المبنى.

 

ووقع هذا الحادث بعد أكثر من أسبوع من استهداف مدرسة كاثوليكيّة تديرها الراهبات الفرنسيسكان في الناصرة بطلقات ناريّة أطلقها رجلين مجهولين، ولحسن الحظ لم يتسبب الحادث في وقوع ضحايا. كما وأتى بعد أيام قليلة من هجوم رجلين إسرائيليين متطرّفين على كنيسة رقاد العذراء للروم الأرثوذكس، في الجسمانيّة، بمدينة القدس الشرقيّة المحتلة.

 

 

اعتداءات على الكنائس ورجال الدين

 

وأصبحت الهجمات التي تستهدف الكنائس والمقابر والممتلكات المسيحيّة، بالإضافة إلى الإساءة الجسديّة واللفظيّة ضد رجال الدين المسيحيين، وخاصة من قبل المستوطنين الإسرائيليين المتطرّفين، أمرًا شبه يومي في الآونة الأخيرة. وقد ازدادت بشكل ملحوظ منذ تشكيل الائتلاف اليميني المتطرّف الجديد، حكومة بنيامين نتنياهو، في كانون الأوّل 2022.

 

وتشمل أهداف المتطرّفين المباني الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة. وقعت إحدى الحوادث الأخيرة يوم رأس السنة الجديدة عندما قام رجلان بتحطيم شواهد القبور والصلبان في المقبرة الأنغليكانيّة التاريخيّة، قرب البلدة القديمة بالقدس. كما أعرب العديد من الكهنة والرهبان الأرمن والسريان عن تعرّضهم لمضايقات متكررة وعنف لفظي.

 

 

لا نخاف من المتطرّفين!

 

وتعليقًا على هذه الأحداث، قال البطريرك بييرباتيتسا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، إنّ الكنيسة قلقة، ولكن لا يخيفها المتطرّفون، مشيرًا إلى أن ليس كل المسلمين متعصبين، ولا أيضًا اليهود. وقال: "لن نسمح لعدد قليل من المجرمين المختلين بإملاء أجندتنا".

 

وأضاف: "لدينا شيء أكبر من كره هؤلاء الناس. التطرّف هو نفسه، لكننا لسنا خائفين. نحن ندرك جيدًا أن المناخ العام سلبي نوعًا ما، ونحن نتجه نحو تصاعد العنف، ولكن يجب ألا نخاف". وجدّد غبطته على الحاجة لاستمرار التعاون بين الأديان. وقال: "بصفتنا مجتمعًا مسيحيًّا، يجب أن نعمل ونتعاون لبناء مجتمعات تضامن، دون أن نخاف من بعض المتطرفين".

 

من جهته، قال المطران رفيق نهرا، النائب البطريركي للاتين في إسرائيل، في حديث لإذاعة راديو مريم: "المسيحيون هم مجتمع صغير في هذا البلد، في مواجهة العديد من الحركات الأصوليّة من جميع الأديان". وأضاف: "لدينا رسالة هنا، وهي أن نشهد بشجاعةٍ لإنجيل السيد المسيح في المصالحة. يجب علينا جميعًا القيام بدورنا في العيش معًا بشكل جيّد".

 

 

تحذيرات متكرّرة

 

على مدار الأشهر الماضيّة، حذر رؤساء الكنائس في الأرض المقدسة، مرارًا وتكرارًا، من أن مجتمعاتهم مهددة بالطرد من المنطقة من قبل الجماعات المتطرفة الإسرائيلية. وبعد الهجوم الأخير على كنيسة رقاد العذراء، طالبت بطريركية القدس الأرثوذكسيّة "اتخاذ إجراءات قانونيّة ضد جميع المتورطين في جرائم إرهابية ضد أي مكان مقدّس"، داعيّة إلى التدخّل الدوليّ لحماية المسيحيين في القدس وأماكنهم المقدّسة.