موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي قداس الأحد 6 آذار في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، تخلله إطلاق حملة المشاركة السنوية لرابطة كاريتاس لبنان، عاونه فيه لفيف من المطارنة والكهنة ومشاركة ممثلين عن رؤساء الكنائس الكاثوليكية، في حضور حشد من الفاعليات الدينية والعامة والمؤمنين، إضافة الى عائلة كاريتاس.
وفي عظته، رفع البطريرك الماروني صلاة الشكر لله "على ما حققت رابطة كاريتاس لبنان، جهاز الكنيسة الراعوي الإجتماعي، في خدمة المحبة الإجتماعية على مختلف المجالات. فقد حققت خلال السنة الماضية أكثر من 89 مشروعًا بقيمة تفوق 20 مليون دولارًا، على مساحة الأرض اللبنانية"، مقدّمًا القداس على نية كاريتاس لبنان، والمسؤولين عنها والعاملين فيها والمتطوعين والشبيبة، والمحسنين من حكومات ومؤسسات دولية وهيئات أهلية وأفراد من الداخل والخارج.
وأكد البطريرك الراعي على أنّ "الكنيسة تنادي باستمرار: لا للحرب! لا للحرب! نعم للسلام! لا للحلول بالسلاح! بل بالتفاوض والطرق الدبلوماسيّة والسياسيّة. فالحرب والسلاح لا يولدان سوى الدمار وقتل الضحايا البريئة، وتهجير شعب آمن، وافتعال جرحى ومعوقين، وهدم الإنجازات، وإفقار المواطنين، وزرع الرعب في قلوب الأطفال، وإتساع رقعة الجوع، وإتلاف جنى العمر. ونتساءل بأي سلطان يفعل ذلك أمراء الحروب الذين يأمرون بها من عروشهم وهم في مأمن عن ويلاتها؟". وأعرب عن ألمه للحرب الدائرة على أرض دولة أوكرانيا المستقلة، مصليًّا "لكي تتوقف الحرب رحمة بالأبرياء ولوضع حد للدمار والقتل والتشريد، وتبريدًا للغضب والبغض، ولكي يجلس الطرفان لحل النزاع بينهما سلميًا".
وقال: "وإذ نشجب ما يحصل في أوكرانيا نؤكد مفهوم الحياد، لاسيما ببعده الإنساني. فالحياد الذي ننادي به ليس منزوع القلب والشعور والوجدان، وليس ضد حقوق الإنسان والشعوب في تقرير مصيرها، وليس ضد القوانين الدولية. فالتعاطف والتضامن والوساطة من دون التورط سياسيًا وعسكريًا هي من صلب قيم الحياد الإيجابي والناشط. وها هي جميع الدول المحايدة في العالم قد سارعت واتخذت موقفًا مؤيدًا لاستقلال دولة أوكرانيا وحرية شعبها. وفيما عززنا علاقاتنا مع دولة روسيا، سبق لنا أن شجبنا كل الحروب التي شنت على شعوب الشرق الأوسط وخرقت الحدود الدولية وتعاطفنا مع جميع الشعوب المتألمة والمضطهدة في المنطقة والعالم بغض النظر عن انتماءاتها السياسية وأنظمة دولها".
أضاف: "نجهد مع ذوي الإرادة الحسنة من أجل حصول الانتخابات النيابية عندنا في موعدها لتعود الكلمة إلى الشعب. وحسبنا أن ينطق الشعب بكلمة الحق في حسن الاختيار، وفي تجديد الطاقم السياسي، فلا يضيع فرصة التغيير. فهذا زمن إنقاذ لبنان لا زمن الحسابات الصغيرة. لا يجوز، تحت أي ذريعة، الالتفاف على هذا الاستحقاق الدستوري الملازم للنظام الديمقراطي. وحري بالذين يجتهدون في اختلاق ذرائع لتأجيل الانتخابات، أن يوجهوا نشاطهم نحو توفير أفضل الظروف الممكنة لإجرائها. ونتمنى أن يتقدم إلى الانتخابات النيابية من يستحق تمثيل المواطنين، ومن يتمتع بشخصية وازنة، وفكر إصلاحي وسمعة عطرة، ومواقف وطنية. فكل البرامج التقنية تبقى ثانوية أمام البرنامج الوطني".
تابع: "الشعب يريد نوابًا شجعان، محصنين بالأخلاق، واثقين من أنفسهم، مستقلين في قراراتهم، حازمين في رفض ما يجب أن يرفضوا، وحاسمين في قبول ما يجب أن يقبلوا به. الشعب يريد نوابًا يدركون التشريع والمحاسبة، قديرين على تحمل المسؤولية ومواجهة الانحراف بكل أشكاله. فبقدر ما يواجه النواب في البرلمان يوفرون على الشعب الاحتكام إلى الشارع. ليست النيابة، هذه المرة، جاها وهواية ومتعة سياسيّة، بل خدمة ونضال ومواجهة ديمقراطية لأننا مقبلون على حسم خيارات كبيرة في الأشهر المقبلة، وفي العهد الرئاسي الجديد. فلبنان لا يستطيع أن يبقى في اللادولة والفوضى والانهيار والضياع. لبنان أمة وجدت لتبقى، ولتبقى حرة ونموذجًا وصاحبة رسالة في محيطها وعلى ضفة البحر الأبيض المتوسط".
هذا وألقى رئيس الكاريتاس اللبنانيّة الأب عبود الكرملي كلمة أعلن فيها رسميًّا إطلاق حملة كاريتاس الوطنية للعام 2022 تحت عنوان "معكن بتبقى الحياة، بدعمكن يستمر لبنان"، مؤكدًا أن "كاريتاس تعمل وما زالت في مساعدة المحتاجين دون تفرقة رغم كل الأزمات، شاكرًا للبطريرك الراعي ومجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان دعمهم المستمر للرابطة "التي تعمل باسم يسوع والكنيسة من أجل الانسان الفقير والمريض والمحتاج". وختم داعيًا اللبنانيين في الداخل وبلاد الانتشار إلى "المساهمة في هذه الحملة في ظل هذه الظروف العصيبة والصعبة التي يمرّ بها الوطن".