موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٩ مارس / آذار ٢٠٢٥
البطريرك الراعي: لبنان الجديد حياد إيجابيّ وانفتاح على العالم
بهذه الصفة يكون لبنان وطن لقاء

أبونا :

 

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي قداس الأحد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، "كابيلا القيامة"، أطلق خلاله حملة كاريتاس لبنان السنويّة 2025 تحت شعار: "إيمان، إنسان، لبنان".

 

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى غبطته عظة قال فيها "لبنان الجديد: حياد إيجابيّ وانفتاح على العالم. بهذه الصفة يكون لبنان "وطن لقاء"، وليس "ساحة صراع". وهو ما ينسجم مع تاريخه كدولة قائمة على التعدّديّة والتفاعل الثقافيّ، وعلى الحريّة والحداثة والإبداع. وهي القيم التي يمكن أن تساهم في بناء مستقبل عربيّ أكثر استقرارًا وازدهارًا. فيبقى كما كان لبنان دائمًا "دولة عربيّة أصيلة، وحلقة وصل بين الشرق والغرب".

 

وأوضح بأنّ "الصوم هو زمن المصالحة الشاملة، زمن الشفاء؛ فالربّ هنا بنعمة الفداء لهذه الغاية. في كلّ يوم جمعة من زمن الصوم نحيي تذكار آلام الفادي، للدلالة أنّ شفاءنا ينبع من جرحه الخلاصيّ: "وبجرحه شُفينا" (أشعيا 53: 5). كلّ واحد منّا يعاني من برص ما، روحيّ أو حسّيّ، أو معنويّ أو ماديّ، أو خلقيّ أو اجتماعيّ. وحده يسوع يأتي إلينا، متضامنًا معنا، شافيًا ومصالحًا، فنحمل هذه البشارة الجديدة للّذين ما زالوا في برصهم، كما فعل الأبرص. زمن الصوم يصالحنا مع الله بالتوبة إليه والاعتراف بخطايانا؛ ويدعونا لنكمّلها من كلّ القلب، وتجنّب الغضب والانتقام، والتحلّي بالقدرة على الصفح، والعمل على إحلال العدالة والسلام، ورفع الظلم والتعدّيات، واحترام حقوق الغير، وحفظ كرامتهم. مصالحة الأبرص مع ذاته ومع الله ومع المجتمع هي صورة عن المصالحة الوطنيّة، وهي رسالة واضحة عن لبنان الساعي إلى استعادة موقعه ودوره في العالم العربيّ. لقد آن الأوان لأن يستعيد لبنان دوره العربيّ، ويعود إلى موقعه الطبيعيّ ضمن الجماعة العربيّة، من خلال استعادة شرعيّته الميثاقيّة، والسعي إلى استعادة شرعيّته العربيّة بالتعاون مع الدول الشقيقة، تمهيدًا لعودته الكاملة إلى الشرعيّة الدوليّة".

 

وأشار إلى أنّ كاريتاس تبسط أقاليمها، ومراكزها ونشاطها على كامل الأراضي اللبنانيّة، وتعمل أساسًا على تنفيذ خمسة برامج أساسيّة: الخدمات الاجتماعية الرامية إلى تحسين الظروف المعيشية للأفراد والعائلات المحتاجة؛ خدمات الحماية للفئات الأكثر عرضة للمخاطر، كالأطفال والنساء وكبار السن عبر برامج توعية حول حقوق الإنسان، والمساعدة القانونية، وإعادة تأهيل؛ الخدمات التربوية تؤمّنها كاريتاس في مراكزها التعليمية الأربعة للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة، فتؤمّن لهم مهنة تمكّنهم من دخول سوق العمل. كما تقدّم دعم متابعة الطلاب الذين يواجهون صعوبات في التعلّم؛ الخدمات التنموية وتحسين سبل العيش بحيث تدعم الاستقلال الاقتصادي وتحسين الظروف المعيشية، وتوفّر التدريب المهني للشباب والنساء بهدف تحسين فرص العمل؛ الخدمات الصحية. تعمل على تأمين الخدمات الصحيّة والرعاية الأولية للمحتاجين والأفراد غير القادرين على تحمّل تكاليف العلاج من خلال 11 مركز صحي و7 عيادات نقالّة".