ودعا قداسته المشاركين في المجمع إلى أن "يعيشوا هذه الأيام في جهدٍ صادق للتواصل والفهم"، معتبرًا ذلك "استجابةً سخيّة للعطيّة العظيمة والفريدة من النور والنعمة التي يمنحها الآب السماوي بدعوته لكم أنتم تحديدًا إلى هنا، من أجل خير الجميع".

كما شدّد على أهميّة التواضع، مستشهدًا بالقديس أوغسطينوس الذي رأى في تعدّد الأصوات "دعوة لنا لأن نجعل أنفسنا صغارًا أمام حرّية الله وعمق عمله الذي لا يُدرَك". وبدلاً من أن تخيّل أنّ لديهم "كل الأجوبة"، دعاهم البابا على قبول ما يُلهمهم به الرب بإيمان، لكي يسمحوا للروح بأنّ يعلّمهم ويذكّرهم بكلمات المسيح.

تعزيز الوحدة

وفي ختام عظته، توقّف البابا عند نقطة تأمّل أخيرة من القداس الافتتاحي، ألا وهي قيمة الوحدة. فاستشهد بكلمات القراءة الأولى، من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل تسالونيقي (5: 1-6 ، 9-11)، مذكّرًا الحاضرين بأنهم نالوا مواهب يُوحي بها الروح من أجل خير الجميع.

وقال: "إنكم ستُمنحون، ليس بالضرورة، موهبة فهم جميع اللغات أو التكلّم بها، بل عطيّة الإصغاء، وعطيّة التواضع، وعطيّة تعزيز الوحدة - داخل الرهبنة ومن خلالها، في الكنيسة والعالم أجمع". وتابع: "لتكن الوحدة هدفًا لا غنى عنه لجهودكم، ولكن ليس هذا فحسب: بل لتكن أيضًا المعيار الذي تُقيّمون به أعمالكم وجهودكم المشتركة، لأن ما يوحّد فهو من الله، وأمّا ما يفرّق فلا يمكن أن يكون منه".

وفي ختام عظته، أكّد البابا أنّ القداس الذي يفتتحون به مناقشاتهم يدعوهم إلى جعل الإصغاء والتواضع والوحدة قيمًا أساسيّة لهم، مُجدّدين الصلاة التي رفعوها إلى الرّب في بداية الاحتفال: ليُنِر المعزّي، المنبثق منك أيها الآب، عقولنا، وليقُدنا بحسب وعد ابنك إلى كلّ الحق".