في أجواء دافئة غلبت عليها الألفة والبساطة، شارك البابا لاون الرابع عشر نحو 1300 شخص من الفقراء والنازحين والمتروكين على هامش المجتمع مائدة الغداء في قاعة بولس السادس، بمناسبة اليوم العالمي التاسع للفقراء. بين الأطباق الشعبية والنغمات النابوليتانية، جلس البابا يستمع لقصص الضيوف، موجّهًا تحيّة امتنان للبابا فرنسيس الذي أطلق هذا اليوم، وشاكرًا جمعيّة القديس منصور دي بول على تنظيم هذه المناسبة.

استهلّ البابا اللقاء بدعوة إلى الصلاة من أجل ضحايا العنف والحروب والجوع حول العالم، مؤكدًا على ضرورة عيش الأخوّة الحقيقية. وفي أرجاء القاعة، توزّع متطوّعو جمعيّة القديس منصور دي بول -في الذكرى المئوية الرابعة لولادة مؤسّسهم- بابتسامات وخدمة حثيثة، مقدّمين للضيوف وجبات بسيطة وهدايا صغيرة تضمّنت مستلزمات شخصية وقطع بانيتّوني.

جاءت الوجوه من قارات وتجارب مختلفة: أمّهات من بيوت الراهبات في ضواحي روما، عاملات فقدن وظائفهن بسبب المرض أو الإعاقة، ناجون من صراعات، مهاجرون من إفريقيا وأوكرانيا وأميركا اللاتينية، وشهود رجاء لا ينطفئ رغم التعب. وقد تداخلت قصصهم بين الحزن والصمود، وبين جراح الماضي ورغبة قوية في إعادة بناء الحياة.

وفي ختام اللقاء، دعا البابا لاون الرابع عشر ضيوفه إلى أخذ بعض الفاكهة وهدايا صغيرة معهم، كعلامة قرب ومودّة. كان المشهد كلّه احتفالًا بالإنسان الكامن خلف الألم، وبقناعة راسخة بأن التضامن يصنع فسحات جديدة من الكرامة والرجاء.