موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
قام البابا فرنسيس بعد ظهر الخميس، بزيارة إلى سجن "ريجينا تشيلي" في العاصمة الإيطالية روما. وقد استُقبل البابا لدى وصوله من قبل مديرة السجن، السيدة كلاوديا كليمنتي، وعدد من أفراد الطاقم الإداري، قبل أن يتوجه إلى الرواق الرئيسي حيث التقى بحوالي سبعين سجينًا من جنسيات مختلفة، يشاركون بانتظام في النشاطات واللقاءات الدينية التي ينظمها مرشد السجن.
وبعد كلمة ترحيبية قصيرة ألقتها المديرة، عبّرت فيها عن امتنان جماعة السجن بأكملها لهذه الزيارة الأبوية، تحدث البابا فرنسيس مؤكدًا رغبته العميقة في أن يكون بين السجناء، وقال: "أنا أحب أن أقوم، كل عام، بما فعله يسوع في خميس الأسرار، أي غسل الأرجل، وذلك في السجون". وأضاف: "هذا العام، لا أستطيع القيام بذلك، ولكنني أستطيع -وأرغب- في أن أكون قريبًا منكم. أنا أصلي من أجلكم ومن أجل عائلاتكم".
وبعد وقفة صلاة قصيرة، قام قداسته بمصافحة كل سجين على حدة داخل الرواق، مختتمًا زيارته بكلمة وجهها للحاضرين، دعاهم فيها لكي يصلّوا معه "صلاة الأبانا"، ثم منحهم بركته الرسوليّة. هذا واستغرقت الزيارة نحو ثلاثين دقيقة، تركت أثرًا عميقًا في قلوب من شملتهم بعنايته الأبويّة.
هذا وتُعدّ هذه الزيارة الثانية للبابا فرنسيس إلى هذا السجن القريب من الفاتيكان، إذ سبق له أن زاره في 29 آذار 2018، حيث ترأس آنذاك قداس "عشاء الرّب" يوم خميس الأسرار. وفي العام الماضي، وتحديدًا في 28 آذار 2024، اختار قداسته أيضًا أحد المراكز الإصلاحية في روما للاحتفال بطقس غسل الأرجل، إذ قصد سجن ريبّيبيا والتقى هناك بنحو مئتي نزيلة من قسم النساء.
هذا التوجّه الرعوي المتواصل من البابا فرنسيس نحو نزلاء السجون، الذين يصفهم دومًا بأنهم "الآخِرون بين الآخرين"، يتجلّى في زياراته المتكررة وإيماءاته الرمزية، ومنها افتتاحه الباب المقدّس في سجن ريبّيبيا في 26 كانون الأول الفائت، إيذانًا بانطلاق مسيرة يوبيل سنة 2025.
وتُعدّ زيارة اليوم كذلك أول ظهور علني للبابا فرنسيس خارج حاضرة الفاتيكان منذ خروجه من المستشفى في 23 آذار الماضي، بعد إقامته التي امتدّت 38 يومًا في مستشفى "أوغستينو جيميلي" الجامعي، جراء إصابته بالتهاب في كلتا الرئتين.