موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
امرأة بوسنية مسلمة تزور النصب التذكاري لضحايا الإبادة الجماعية في سريبرينيتسا في بوتوكاري، البوسنة والهرسك، 8 يونيو 2021
بأغلبية 84 مؤيدًا، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس لصالح تخصيص يوم عالمي لتذكر مذبحة سربرنيتشا التي وقعت عام 1995، رغم المعارضة الشديدة من قبل صرب البوسنة وصربيا.
ونال القرار الذي صاغته ألمانيا ورواندا 84 صوتًا مؤيدًا و19 صوتًا معارضًا مع امتناع 68 دولة عن التصويت.
وبذلك، سيكون يوم 11 تموز "اليوم الدولي للتأمل والتذكر لإبادة 1995 في سربرنيتشا".
وهذه المبادرة يعارضها خصوصًا صرب البوسنة الذين أعلنوا أنهم لن يعترفوا بها. وقال زعيم صرب البوسنة ميلوراد دوديك قبل ساعات من التصويت "لم تحدث إبادة جماعية"، محذرًا المجتمع الدولي خلال مؤتمر صحافي من سربرنيتشا من أنه "لن يقبل" القرار، مضيفًا "نقول لكم إننا لن نقبله. لن يتم إدراجه في المناهج الدراسية ولن نحيي ذكرى 11 تموز الواردة في مشروع القرار".
ويذكر أنه في الحادي عشر من تموز 1995، قبل أشهر قليلة من انتهاء الصراع الأهلي الذي احتدم في البوسنة لمدة ثلاث سنوات، سيطرت قوات صرب البوسنة بقيادة راتكو ملاديتش على مدينة سربرنيتشا. وفي الأيام التالية، تم إعدام حوالي 8000 رجل وشاب مسلم.
وقد وصفت المذبحة، وهي الأسوأ في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، بأنها إبادة جماعية من قبل المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة ومحكمة العدل الدولية. لذلك فهي "حقيقة" لا تقبل الجدل، كما يشدد مؤيدو مشروع القرار الذي أعدته ألمانيا ورواندا والمطروح للتصويت الخميس.
وفي حين يدحض العديد من الزعماء السياسيين والدينيين الصرب بقوة هذا التوصيف، يدين النص أيضًا "دون تحفظ أي إنكار لتاريخية الإبادة الجماعية المرتكبة في سربرنيتسا" و"الأفعال التي تمجد الأشخاص الذين أدينوا" بارتكاب هذه الجرائم.
ومشروع القرار "الضروري والذي يأتي في الوقت المناسب" هو "فرصة حاسمة للتوحد من أجل تكريم الضحايا"، حسبما قالت ألمانيا ورواندا في رسالة قبل أيام إلى جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة واطلعت عليها وكالة الأنباء الفرنسية.
"ليس له مكان في أوروبا"
وأمام الانتقادات، أضاف البلدان بناء على طلب من مونتينغرو، جملة تنص على أن مسؤولية بعض الأفراد لا يمكن أن تعزى "إلى مجموعة عرقية أو دينية أو مجموعة أخرى ككل".
لكن هذا التعديل لم يقنع صربيا والدول الحليفة لها.
وفي رسالة بعثها الأحد إلى جميع الوفود، حذّر القائم بالأعمال الصربي لدى الأمم المتحدة ساسا مارت من "العواقب غير المتوقعة" التي قد يخلفها هذا القرار "الذي ينكأ الجروح القديمة" على "عملية المصالحة الهشة" والاستقرار في منطقة البلقان.
كما انتقدت روسيا النص "الاستفزازي" الذي "يهدد السلام والأمن" في البوسنة وفي أنحاء المنطقة.
وقال السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا "نعتبر أنه من غير المنطقي على الإطلاق، بل ومن غير الأخلاقي، أن يمحو أعضاء حلف شمال الأطلسي من التاريخ الأدلة على قصفهم في يوغوسلافيا السابقة في عامي 1995 و1999 من خلال إلقاء المسؤولية الكاملة على الصرب"، متهما الغرب بـ"رهاب الصرب".
أما الزعيم السياسي لصرب البوسنة ميلوراد دوديك، فاعتبر أن الإبادة الجماعية في سربرنيتشا "زائفة"، رافضًا مشروع القرار الذي تظاهر ضده آلاف الأشخاص في نيسان الماضي في بانيا لوكا، عاصمة كيان صرب البوسنة. في هذا السياق المتوتر، حذّر الاتحاد الأوروبي من أن "كل من يحاول التشكيك في (الإبادة الجماعية في سربرنيتشا) ليس له مكان في أوروبا".
أما أهالي ضحايا المذبحة، فرغم أنهم لم يسامحوا مرتكبيها، فإنهم يأملون أن يقبل الصرب "الحقيقة".