موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
ترتبط، بحسب التقليد المسيحي، سبع مواهب بمنح الروح القدس، وهي فكرة متجذرة في الكتاب المقدس. بحسب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، "مواهب الروح القدس السبع هي الحكمة، والفهم، والمشورة، والقوة، والعلم، والتقوى، ومخافة الله. إنها بكمالها تخص المسيح ابن داود. وهي تُتمم فضائل مَن يتقبلوها وتقودها الى الكمال، وتجعل المؤمنين يخضعون بطواعية وسرعة للإلهامات الالهية" (رقم ١٨٣١).
هذه المواهب متجذرة في سفر إشعياء ١١: ١-٣: "ويَخْرُجُ غُصْنٌ مِنْ جِذْعِ يَسّى ويَنْمُو فِرْعٌ مِنْ أُصولِهِ، ويَحُلُّ عَلَيهِ روحُ الرَبِّ، روحُ الحِكْمَةِ والفَهْمِ، روحُ المَشورَةِ والقُوَّةِ، روحُ المَعْرِفَةِ وتَقوَى الربِّ. ويوحِيَ لَهُ تَقْوَى الربِّ، فلا يَقْضِي بِحَسَبِ رُؤْيَةِ عَيْنَيْهِ، ولا يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَماعِ أُذُنَيْهِ." في العبرية، تتكرر عبارة "مخافة الله" مرتين. أما في الترجمة اللاحقة إلى اليونانية (Septuagint) وإلى اللاتينية (Vulgate)، فثمة فرقٌ بين "التقوى" و"مخافة الله".
يفهم المسيحيّون بأن هذه الآيات تصف المسيح المنتظر، وبأن مواهب الروح القدس كامنة فيه تمامًا. تُمنح هذه المواهب إلى المؤمن المسيحي من خلال عمل الروح الذي يبدأ في العمّاد، ويتم تأكيده في سرّ التثبيت، وتجديده في عيد العنصرة بشكل خاص.
يمكن أن نتبين المعاني المختلفة للمواهب السبع كما يلي:
الحكمة: القدرة على إدراك أن الخليقة هي عمل الله الذي يعمل في حياتنا وفي العالم. وهذا مهم لدى السعي إلى العثور على الله في جميع الأشياء، لا سيما في كل ما يحدث لنا وفي كل شخص نقابله.
الفهم: القدرة على التحليل والتفكير بمنطقية، وحل المشاكل، واتخاذ القرارات اللازمة لاتباع المسيح في حياتنا اليومية.
المشورة: القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، وبالتالي اختيار الصواب على الخطأ والتصرف وفقًا لذلك.
القوة: القدرة على تخطي المخاوف، والاستعداد للسير مع المسيح، وعليه مقاومة تجارب الاستسلام للضغوطات أو اتباع الجموع حين تُخطِئ. توصَف الجماعة المسيحية الأولى بالشجاعة في العيش وفقًا لتعاليم المسيح، وإعلانها حتى وإن تعرض أصحابها للتهديد بالموت.
المعرفة: القدرة على معرفة الله ومحبته.
التقوى: القدرة على العيش بتواضع، والسير مع الله في الاحترام التام لأبنائه جميعًا. تجذبنا التقوى نحو الصلاة والعبادة.
مخافة الله: القدرة على الوعي بأننا دائما في حضرة الله. يقول سفر الأمثال: "مَخافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ العِلْمِ والحِكْمَةِ" (الأمثال ١:٧). فمَنْ يخاف الرب، يُدرك مكانته لدى الله، كابنٍ محبوبٍ لآبٍ مُحِبّ.
لنصلّي لنيل مواهب الروح القدس!