موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٨ يونيو / حزيران ٢٠٢٥
البطريرك الراعي: مجتمعنا اللبنانيّ بحاجة إلى نفحة الروح القدس

أبونا :

 

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، اليوم الأحد 8 حزيران 2025، قداس عيد العنصرة في كنيسة السيّدة في الصرح البطريركي في بكركي، حيث أكد أنّ الروح القدس "يجعل الإيمان، لا انتماء فحسب، بل حركة تنتقل من الخوف إلى الشجاعة، ومن العزلة إلى الظهور والجماعة، ومن التقليد إلى الروح، ومن الصمت إلى البشارة".

 

وفي العظة، أشار غبطته إلى "ثلاثة عناصر تشكّل العنصرة: الريح الشديدة، والألسنة من نار، واللغات المختلفة. هذه كلّها علامات حلول الروح القدس. يومها خرج الرسل من عزلتهم كالنسور، يحملون بشرى قيامة المسيح إلى العالم كلّه، على هدي الروح القدس المؤيّد لهم إلى الأبد".

 

وقال "العنصرة هي آخر الأعياد السيّديّة الأساسيّة: فالآب الخالق ومدبّر كلّ شيء، أرسل ابنه الوحيد فاديًا ومخلّصًا، وفي العنصرة يرسل الروح القدس ليحقّق نعم الفداء والخلاص في العالم وفي المؤمنين، وهكذا بات زمن العنصرة زمن الكنيسة السائرة على وجه الأرض بهدي الروح القدس، موحّدًا إيّاها، بل هو ميلاد الكنيسة التي نزلت إلى ساحة العالم برسالتها السماويّة الواحدة".

 

وتابع "عيد العنصرة، هو عيد تجلّي محبّة الله. فالروح القدس هو المحبّة المتبادلة بين الآب والإبن، فلا يُعطى إلّا لقلوب محبّة"، كما أنّ "الروح القدس هو الذي يبني الكنيسة، ويُحييها عندما تميل إلى الإنغلاق على ذاتها، وهو يحميها من أن تتحوّل إلى هيكل جامد أو إلى خطاب أجوف".

 

 

الأوضاع في لبنان

 

وأوضح بأنّ العنصرة "ليست حدثًا روحانيًّا منعزلًا عن المجتمع، بل هي حركة تغيير وتجدّد".

 

وقال "نعيش اليوم في لبنان زمنًا مليئًا بالتحدّيات، لكنّه أيضًا زمن فرص جديدة، ورجاء مستمرّ. مجتمعنا اللبنانيّ بحاجة إلى نفحة الروح القدس، تجدّد فينا وفي كلّ مواطن الطاقات، وتنعش فينا المسؤوليّة الوطنيّة الإجتماعيّة"، مشيرًا إلى أنّ "عمل الروح القدس في المجتمع البشريّ والسياسيّ هو بناء الثقة في النفوس بعد خيبات كثيرة، وهو تجديد لغة العالم السياسيّ وأدائه بعيدًا عن الخطاب التقسيميّ الرامي إلى المصالح الفرديّة المقيتة، وهو إحياء الضمير الوطنيّ الذي يرتفع إلى مستوى الخير العام".

 

أضاف "في لبنان يتعطّش المواطنون إلى صدق في القيادة، واستقرار في المؤسّسات، وتعاون صادق بين المكوّنات، وروح متجدّد في المؤسّسات. فشعبنا، رغم الضغوط، ما زال متمسّكًا بالإيمان والإنفتاح، والرغبة في أن يكون لبنان وطن الرسالة في هذا المشرق".

 

وخلص البطريرك الراعي في عظته رافعًا الصلاة "لكي نكون جميعًا رسل العنصرة الجديدة: في العائلة، حيث نبني بالمحبّة ونسامح في العمل، حيث نشهد للحقّ ونزرع الثقة. وفي الشأن العام، حيث يتفانى المعنيّون بتوفير الخير العام. وفي الكنيسة، حيث نخدم بمحبّة وتفانٍ. وفي الإعلام، حيث ننقل بشرى الحقيقة والحياة".