موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
أظن أن الصعود هو عيد صعب. فكيف نحتفل بشخص يغادر؟ وكيف، وأين غادر؟
علينا الخروج للحظة من العقلية الماديّة والحسابات الرياضيّة.
ففي عيد الصعود لا يغادر السيد المسيح الأرض التي أحبها، ولا يترك الانسان الذي افتداه. فالسيد له المجد لم يذهب بالمعنى المادي إلى مكان آخر، ولم يصعد بالمعنى الفلكي إلى مجال كوني أعلى، هو فقط دخل أو عاد إلى حالة من الحياة والمجد نسميها "السماء".
وعليه فالصعود، هو عيد الحضور الإلهي الأشمل والأكمل والأقرب... لذلك قال: "هاءنذا معكم كل الأيام"... فبعد أن خرج السيد المسيح من محدودية ظرفي الزمان والمكان، ملأ بمجده وحضوره السموات والأرض، وصار يسكن في أعماق الإنسان والوجود، وصار كما يقول القديس أغسطينوس: "أقرب إلى نفسي من نفسي".
والصعود كذلك هو عيد مصير البشر. فبه لم نصبح أكثر حنينًا إلى السماء فقط... بل صرنا أين سبقنا. ولقد عبّر الكاتب الإيطالي الشهير رومانو غوارديني عن ذلك بقوله: "إن المسيحية قد تجرأت ووضعت الإنسان في أعماق الله".
صعود مجيد