موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
خلال المؤتمر الصحفي اليومي، أشار باولو روفيني، عميد دائرة الاتصالات ورئيس لجنة الإعلام في السينودس، إلى أن الجزء الرئيسي من أعمال السينودس لصباح 8 تشرين الأول، حيث كان في قاعة بولس السادس حوالي 350 شخصًا، تم تخصيصه لانتخاب 7 من بين 14 عضوًا في لجنة صياغة الوثيقة النهائية، وتمّت الإشارة إلى أن اللجنة لا تقوم فعليًا بصياغة الوثيقة النهائية، بل تشرف على مشروع العمل.
ولفت روفيني إلى تقارير الطاولات اللغوية، وهي "الجديد في هذه الجمعية". وبشكل خاص، "أبرز المتحدثون أهمية التنشئة المسيحية، والعلاقات للوصول إلى كنيسة أكثر سينودسية، وأهمية الإرتداد السينودسي الذي يُعدّ ضروريًا، والإرتداد في العلاقات". كما تم تسليط الضوء على "العلاقة بين المواهب والخدمات"، وتم التطرّق إلى "كيفية تجنب النرجسية الإكليركية، والدور المهم للحياة المكرسة، وخدمة الاصغاء، والتمييز المتخصص فيما يتعلق بالخدمات، وربطها بالمهام والسياقات الثقافية والمحلية".
وأفادت شيلا بيرس، أمينة سرّ لجنة الإعلام، أنه "في 18 مداخلة حرة حول موضوع التنشئة المسيحي، بعد الاستراحة، عبّر العديد من المتحدثين عن ضرورة التركيز على العلاقات، والارتداد في العلاقات، كما ورد في مداخلات المتحدثين في الطاولات اللغوية". وأشارت بشكل خاص إلى أن "البعض أبرزوا الحاجة إلى شفاء العلاقات المتضررة من الفضائح في الكنيسة، بدءًا من حالات الاعتداءات الجنسيّة، مع التأكيد على أهمية الثقة لتعزيز المسار السينودسي". وأضافت بيرس: "اقترح البعض تعميق دراسة دور الشماسية لتجديد الكنيسة، بينما أصر آخرون على إكليسيولوجية شعب الله وأهمية المحبة والرسالة. كما تم التأكيد على أن المحبة للفقراء تولد من الإفخارستيا: علينا أن نكون أسخياء، كما يعلمنا الإنجيل، ولاسيما مع المهمّشين، وغير المرغوب فيهم، والذين يشعرون أحيانًا بأنهم مستبعدون حتى من الكنيسة".
كما لوحظ أن "عملية التنشئة المسيحية تصبح أكثر أهمية في العالم المعولم"، بحسب بيرس. و"لكي نكون شهودًا للإنجيل، علينا أن نصبح أنبياء، ويتطلب ذلك عملية تنشئة في الإيمان منذ الطفولة، تشمل الجماعة بأسرها". كما تم التأكيد على أنّه "على الجمعية أن تتحدث عن مشاركة المرأة في قيادة الكنيسة". بالإضافة إلى ذلك، تمت مناقشة "موضوع المغفرة المرتبط بمحبة المسيح، وأكد أنه لا يمكن أن يكون هناك تنشئة مسيحية بدون جماعة". ولذلك، طلب البعض مزيدًا من الالتزام بمرافقة المعمَّدين الجدد. وأخيرًا، أشارت بيرس إلى أن "هناك أيضًا من لاحظوا نقصًا في الإشارة في وثيقة "أداة العمل" لبعض الحركات والحقائق الكنسية، التي ينبغي تعزيز أهميتها في حياة الكنيسة". كما تم التأكيد مجددًا على "ضرورة استخدام لغة مفهومة للجميع في وثائق الكنيسة، بما في ذلك في وثائق السينودس".
وإذ تناول أحد المواضيع الرئيسية لأعمال السينودس، أراد الكاردينال المنتخب إغناس بيسي دوغبو تسليط الضوء على سر المعمودية. "بفضل هذا السر، نتشبّه بالمسيح، ويمكننا جميعًا أن نعترف بأننا أبناء الله وإخوة في المسيح". وهذا الأمر "يتيح لكل منا، بدوره، أن يرى في القريب شخص المسيح ووجهه". وقارن المونسنيور بيسي دوغبو بين ما يحدث في الكنيسة الجامعة وبين ما يحدث في هذه الأسابيع داخل الجمعية السينودسية، مؤكدًا على أهمية الاصغاء المتبادل والعلاقات التي تُعاش في قاعة بولس السادس "في جو استثنائي من الشراكة والتقاسم". وأضاف: "نحن ندرك أننا لا نغير الكنيسة ماديًا، بل نحن في عملية ستؤدي إلى تغيير كيفية عيش الكنيسة في المستقبل القريب". واختتم رئيس أساقفة أبيدجان قائلاً إن القدرة على الاصغاء تأتي من الاعتراف المتبادل، الذي "يتيح لكل فرد أن يجد مكانه في حياة الجماعة الكنسية".
كذلك تحدث الكاردينال المنتخب كيكوتشي عن الاصغاء، مشيرًا بشكل خاص إلى الخبرة التي عاشها في اليابان؛ وقال بين الدورتين السينودسيتين، أرسينا في بلدي أساسًا حقيقيًا للسينودسية"، حيث أُقيم "اجتماع وطني بمشاركة جميع الأبرشيات الخمس عشرة، والكهنة، والعلمانيين، والمتطوعين، والمشاركين في النشاطات المختلفة، وتم تعزيز حديثنا في الروح القدس، الذي نمارسه أيضًا هنا في الفاتيكان خلال هذه الأيام من أعمال السينودس". إنَّ الهدف المشترك، كما أوضح الكاردينال المنتخب كيكوتشي، والذي هو أيضًا رئيس كاريتاس الدوليّة منذ أيار مايو ٢٠٢٣، هو "البحث عن أساس مشترك في إطار السينودسية، وإيجاده وبناءه".
وتحدث المونسنيور خايمي سبينغلر عن المفاجأة التي شعر بها عند انتخابه كاردينالًا، وذلك في جوابه على أحد أسئلة الصحفيين، وقال كنت أقرأ كتابًا رائعًا لكارلو ماريا مارتيني بعنوان Sequela Christi عندما بدأ هاتفي يرن ويهتز. كنت أقرأ العديد من رسائل التهنئة ولم أكن أعلم السبب. ثم أخبرني الأصدقاء الذين كتبوا لي أن أشاهد صلاة التبشير الملائكي التي كان يترأسها البابا، لأنه كان يذكر اسمي، وحينها فهمت الأمر. بالطبع كانت فرحة هائلة، مع الوعي بأنّه أن تكون كاردينالًا يعني خدمة البابا والكنيسة. أنا ممتن جدًا للأب الأقدس، لأنه أتاح لي الفرصة للتعاون في هذه اللحظة الحساسة جدًا لتاريخ العالم، والبشريّة، والجماعة الكنسية.
في نهاية المداخلات، تم تخصيص وقت لأسئلة الصحافة.