موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ١٢ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢١
12 تشرين الأول: الطوباوي كارلو أكوتيس: حياةٌ مضيئةٌ، معطاةٌ بالكامل للآخرين، مثل الخبز الإفخارستي
"كلما تناولنا القربان المقدس، كلما أصبحنا مثل يسوع، بحيث يكون لدينا على هذه الأرض تذوق مسبق للسماء"

"كلما تناولنا القربان المقدس، كلما أصبحنا مثل يسوع، بحيث يكون لدينا على هذه الأرض تذوق مسبق للسماء"

أبونا :

 

ولد كارلو أكوتيس في لندن في 3 أيار عام 1991. وربّاه والداه أندريا أكوتيس وأنتونيا سالزانو، على الالتزام في حياته المسيحية. كان أبواه يعملان في لندن، رغم أنهما استقرا في مدينة ميلانو الإيطالية بعد فترة قصيرة من ولادة ابنهما كارلو، وتحديدًا منذ أيلول من العام 1991.

 

عندما عاد مع والديه إلى ميلانو، قبل أكوتيس سر التثبيت المقدس، وهناك اعتنى بالموقع الإلكتروني لرعيته، وعددًا آخر من المواقع الإلكترونية التابعة لمؤسسات كاثوليكيّة عدّة. تعرّف على القديس فرنسيس وأعجب بعلاقته مع السيد المسيح والفقراء، فصار يهتمّ بحاجات الناس على مثال القديس فرنسيس، حيث كان يوفر النقود أسبوعيًّا من أجل المحتاجين. ركّز على صداقته مع الله من خلال التعبّد اليومي لسر الإفخارستيا، حيث كان يردّد دائمًا: "القربان الأقدس هو الاوتوستراد السريع إلى السماء". كان يتقرّب لسر التوبة أسبوعيًّا، كما كان محبًّا غيورًا للسيدة العذراء، فكان يتلو المسبحة الورديّة يوميًّا، وقد كرّس نفسه عدّة مرات لمريم لتجديد محبته لها وطلب حمايتها.

 

أصبح مثاله معروفًا لدى كثير من الناس حول العالم. فمنذ صغره، بدا أن كارلو لديه حب خاص لله، على الرغم من أن والديه لم يكونا متدينين بشكل خاص. قالت والدته إنّها، وقبل ولادة كارلو، قد ذهبت إلى القداس في ثلاث مناسبات فقط: المناولة الأولى، والتثبيت، وحفل زفافها. وقد أدت شهادت أكوتيس للإيمان إلى تحوّل والدته بشكل عميق، لأنه، وفقًا للكاهن المسؤول عن دعوى تقديسه، "استطاع من جر أقاربه ووالديه إلى القداس كل يوم. لم يكن العكس. لم يكن والداه قد أحضرا الطفل الصغير إلى القداس، لكنه نجح في إيصال نفسه إلى القداس وإقناع الآخرين بالحصول على المناولة يوميًّا".

 

كان منجذبًا أيضًا للوسائل الحديثة للتواصل الاجتماعي، وشغوفًا بعلوم الكمبيوتر، وعلّم نفسه بنفسه، وأنشأ برامج إلكترونيّة لنقل الإنجيل وتوصيل القيم والجمال. شعر كارول بالحاجة الشديدة لمساعدة الناس على اكتشاف أنّ الله قريب منا. ولتوصيل هذه الحاجة الروحيّة استخدم كل الوسائل، بما في ذلك وسائل الإتصال الاجتماعي الحديثة، وعرف كيفيه استخدامها جيدًا، لاسيمّا الانترنت، واعتبره عطية من الله، وأداة مهمّة للقاء والحوار بين الناس ونشر القيم المسيحيّة.

 

جعلته طريقة التفكير هذه يقول: إنّ الانترنت ليس مجرد وسيلة للهروب، بل هو مساحة للحوار، والمعرفة، والمشاركة، والاحترام المتبادل، شرط استخدامه بمسؤولية دون أن نصبح عبيدًا له، وأن نرفض التنمّر الإلكتروني في العالم الافتراضي الواسع. من هذا المنظور الإيجابي، شجّع كارلو أكوتيس على استخدام وسائل الإعلام كوسيلة في خدمة الإنجيل للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس، وتعريفهم بجمال الصداقة مع الرب. ولهذه الغاية، انكبّ على تنظيم معرضٍ للمعجزات الافخارستية الرئيسية التي حدثت في العالم، والتي استخدمها أيضًا في تقديم التعليم المسيحي للأطفال.

 

في عام 2006 تم تشخيص كارلو أكوتيس إصابته بمرض اللوكيميا (أو سرطان الدم)، فقدّم آلامه ومعاناته الجسديّة على نية الحبر الأعظم البابا بندكتس السادس عشر والكنيسة الجامعة، حيث قال: "أريد أن أقدّم كلّ آلامي للرّب، من أجل البابا ومن أجل الكنيسة. لا أريدُ أن أمضي وقتًا في المطهر. أريدُ الذهاب مباشرة إلى السماء". وقد انتقل إلى الديار الأبدية في 12 تشرين الأول 2006، عن عمر ناهز 15 عامًا، في مدينة مونزا الإيطالية، ودفن في أسيزي بناءً على رغبته.

 

فتح مجلس الأساقفة في أبرشية لومبارديا الإيطالية تحقيقًا أبرشيًّا في 15 شباط 2013، واستمرّ حتى 13 أيار 2016. وفي 24 تشرين الأول 2016، قدّم المجلس الطبي التابع لمجمع دعاوى القديسين في الفاتيكان رأيًا إيجابيًا بشأن معجزة منسوبة إلى شفاعة كارلو أكوتيس حدثت في البرازيل. وقد أعلنه البابا فرنسيس مكرمًا في 5 تموز من العام 2018. أعلن طوباويًّا في 10 تشرين الأول 2020 في أسيزي.