موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٦ يونيو / حزيران ٢٠١٩
’نشر السلام ووضع حد للحروب‘ محور لقاء الرئيس اللبناني بالبطريرك الصربي

بعبدا - أبونا :

 

شدد رئيس الجمهوية اللبنانية ميشال عون على أن المسيحيين والمسلمين في لبنان يعيشون معًا، و"كمسيحيين نعمل دائمًا على المحافظة على التوازن، لاسيّما وأنّنا نعيش ظروفًا صعبة ناجمة عن الحرب الدائرة في المنطقة، والتي كانت الغاية منها القضاء على مجموعات كبيرة وتخريب مناطق بأكملها".

 

وخلال استقباله البطريرك الصربي ايريناوس، يرافقه بطريرك انطاكية للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر، شدد الرئيس اللبناني على أنه لا توجد حدود ولا حواجز بين المسيحيين. وقال: "صحيح أن هناك مذاهب مسيحية وثقافات وعادات وتقاليد مختلفة، لكن المسيح واحد والإنجيل واحد. وشريعة المحبة هي الوحيدة التي يمكن أن تقيم السلام والعدل بين الجميع على مستوى العالم بأسره".

 

وعرض الرئيس عون المشروع الذي تقدّم به من على منبر الأمم المتحدة لإنشاء "أكاديمية الإنسان للحوار والتلاقي"، لتكون مركز حوار دائم بين مختلف الحضارات والأديان والإثنيات بهدف خلق سياسة سلام مقوماتها: احترام حرية المعتقد، والاعتراف بحق الاختلاف واحترام حرية الرأي. "وهذا ما يوصل إلى السلام الحقيقي الذي لا يقوم على مجرد مشاريع على ورق، إنما نتيجة التواصل والتلاقي بين الشعوب وعلى المستوى الثقافي"، طالبًا دعم البطريرك إيريناوس من أجل تحقيقه.

 

من جهته، قال البطريرك ايريناوس: من المؤسف أن نرى الانسان يبذل قصارى جهده لتحقيق كل ما يبعده عن السلام الحقيقي، وهذا ما يضاعف المشاكل، ويزيد من الآلام. إن وطننا اجتاز مراحل صعبة وحروبًا شبيهة بتلك التي عرفها لبنان. لكن الرجاء يبقى في ان نتخطّى جراح الماضي وننساها، متطلعين الى بناء السلام في وطننا وفي كافة دول العالم"، مشددًا على أهمية العمل من أجل نشر السلام ووضع حد للحروب.

 

واختتم بالقول: "إذا ما استمررنا في الحروب سنصل إلى إفناء البشرية، فبدل صناعة السلاح وانفاق الأموال الطائلة عليه، فلنعمل جميعًا على تلبية حاجات الإنسان. ونحن كرجال دين دورنا كبير في تحقيق هذا الأمر، من هنا وجوب أن نلتقي معًا على الدوام فنكون حاملي سلام للشعوب. رسالتنا هي المحبة للجميع، ونحن بين عامي 1945 و2003 خسرنا من شعبنا أكثر من مليوني شخص، نتيجة الحروب التي دمرت لنا كل شيء من منازل ومعاهد ودور عبادة ومستشفيات"، كاشفًا عن الضغوط الكبيرة التي يتعرّض لها حاليًا الصربيون للتضحية بأهم المقدسات لديهم، ومعربًا عن اعجابه بمشروع الرئيس عون لإنشاء الاكاديمية وتأييده له.

 

من جهته، أشار البطريرك يوحنا العاشر اليازجي إلى أهمية زيارة البطريرك ايريناوس إلى كل من لبنان وسورية، لاسيما في هذه الظروف الصعبة التي تجتازها المنطقة، مبرزًا العلاقات الوطيدة بين الكنيستين الأرثوذكسيتين في انطاكية وصربيا. وقال: "إن الشعب الصربي عانى كثيرًا مثلما عانينا نحن ولا زلنا، وهذا ما يعمّق فهمنا لبعضنا البعض، نتيجة الظروف المشابهة".