بدء الزيارة

بدأت الزيارة في يومها الأول بعقد اجتماع تحضيري مع السيد سامي اليوسف، الوكيل العام للبطريركية اللاتينية، الذي قدّم لمحة عن آخر المستجدات المتعلقة بالمشاريع التي تنفذها البطريركية، مما ساهم في تمهيد الطريق لمناقشات الأيام التالية حول القضايا الرئيسية. بعدها، حضر الوفد القداس الحبري الأول للمطران إياد طوال، النائب البطريركي الجديد في الأردن، الذي احتفل به في كنيسة البشارة في بيت جالا.

اليوم الثاني: أهمية التعليم في تمكين المجتمع

في القدس، اجتمع الوفد مع رؤساء الدوائر في البطريركية اللاتينية، حيث قدموا التقارير حول التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتأثيرها على العائلات والمؤسسات المسيحية. بعد ذلك، زار الوفد مدرسة ورعية بيت جالا، ملتقين بالأب حنا مسعد والأستاذ سهيل دعيبس، اللذين عرضا مدى تأثير التعليم المسيحي الكاثوليكي في حياة الشباب المحليين. كما زاروا المعهد الإكليريكي، ملتقين مع الكهنة والطلاب الإكليريكين، ومطلعين على التطورات الأخيرة في حياة المعهد. واختُتم اليوم بزيارة جامعة بيت لحم، حيث قدم الأخ هيرنان سانتوس عرضًا عن الجهود المبذولة لتقديم تعليم عالي الجودة رغم التحديات الإقليمية المستمرة.

اليوم الثالث: دعم الشباب

في رام الله، زار الوفد مدرسة عين عريك، حيث لمسوا التزام المعلمين والطلاب بالحفاظ على هويتهم وإيمانهم. كما اجتمعوا مع الأب لويس سلمان، مرشد عام الشبيبة المسيحية في فلسطين، في مركز الشبيبة، حيث اطلعوا على البرامج الهادفة إلى تنمية الشباب المسيحي على المستويين الروحي والاجتماعي. كما عقد الوفد اجتماعًا مع الأب يعقوب رفيدي، مدير عام مدارس البطريركية اللاتينية في فلسطين، وعدد من مديري المدارس في المنطقة، لمناقشة التحديات التي تواجه التعليم المسيحي، خاصة في ظل العقبات السياسية والمالية. وأكد المشاركون على أهمية استمرار دعم لجنة الأراضي المقدسة للمدارس، الذي يسهم في تمكين بيئة المدارس وتوفير جو تعليمي سليم، وتأمين مستقبل أكاديمي مستقر للشباب المسيحي في المنطقة.

ويجدر الإشارة إلى حملة جمع التبرعات التي يقوم بها فرسان شمال أمريكا لدعم مدارس الأردن وفلسطين من أجل تطوير البنية التحتية وتزويدها بالأثاث والأجهزة ومختبرات الحاسوب والمكتبات والملاعب والمرافق الأخرى. وقد أفاد السيد تيم ميلنر، ممثلاً عن فرسان شمال أمريكا، أن الحملة والتي أطلقت قبل ستة أشهر، كانت ناجحة جداً وقد جُمع ما يقارب الستة ملايين دولار خلال الفترة، وسيتم تنفيذ ما يزيد عن 40–50 مشروع في مدارس مختلفة مع نهاية صيف 2025.

اليوم الرابع: الحياة الرعوية في الجليل

بدأ اليوم باجتماع عبر الفيديو مع المطران رفيق نهرا، النائب البطريركي في الجليل، حيث ناقش الوفد معه الاحتياجات الرعوية في شمال البلاد. بعد ذلك، زار الوفد المركز الرعوي في حيفا والتقوا بالأب رامز طوال، مرشد الشبيبة في الجليل، حيث استعرض دور المركز في تعزيز الإيمان وبناء روح المجتمع.

كما التقوا بمدير مكتب العائلة، الأب إيلي كرزم والأخصائي الاجتماعي بشير منصور، حيث تمّ التطرّق إلى الجهود المبذولة لدعم العائلات المسيحية. كما وخصص جزء كبير من اليوم لزيارة مدرسة ورعية الرينة، بحضور الأب إبراهيم شوملي، كاهن الرعيّة، حيث شارك الوفد أبناء الرعيّة الغداء في خطوة عززت التضامن والعلاقات مع أبناء الرعيّة.

اليوم الخامس: الجهود الإنسانية والتخطيط الاستراتيجي

زار الوفد بعضًا من العائلات المسيحية في القدس برفقة السيدة ديما خوري، مديرة قسم الخدمات الاجتماعية، للشعور بالقرب من جميع أبناء البلد، وللتأكيد على ضرورة استمرار الدعم الإنساني. بعد ذلك، اجتمع الوفد لمناقشة شؤون جماعة المهاجرين وطالبي اللجوء السياسي مع الأب ماثيو كوتينتو والأخت غابرييلا بينكا، حيث استعرضا الخدمات الرعوية المقدمة.

كما عُقدت اجتماعات أخرى مع دوائر البطريركية لمراجعة المشاريع الحالية والمستقبلية وتطوير الرؤية الاستراتيجية للعمل. واختُتم اليوم بلقاء عبر الفيديو مع الأب جبرائيل رومانيلي، حيث قدّم تحديثًا عن الأوضاع في غزة، مسلطًا الضوء على الحاجة الملحة لمواصلة التضامن وتقديم المساعدة.

اليوم السادس: اختتام الزيارة

في اليوم الأخير من زيارته، التقى الوفد مع المطران وليم شوملي، النائب البطريركي العام، الذي عبّر عن امتنانه وسعادته بالجهود المبذولة من قبل اللجنة، وقاموا بمناقشة الخطوات المستقبلية من أجل دعم صمود الجماعة المسيحية في الأرض المقدسة. وأخيرًا وفي جلسة مصغرة مع الوكيل العام، قاموا بتلخيص النقاط الرئيسية للزيارة ومناقشة الالتزامات الهامة والمستقبلية.

نظرة مستقبلية: التزام مستمر تجاه الأرض المقدسة

إن استمرار زيارة وفد الأرض المقدسة إلى البطريركية اللاتينية ورعاياها، لمؤشر على التضامن والأخوة الكبيرة والتي تربط فرسان وسيدات القبر المقدس بأهل الأرض المقدّسة، ومن دورهم الثمين في دعم قضية هذا الشعب وضمان بقائه وصموده على الرغم من التحديات الكثيرة. لذا نأمل أن تكون هذه الزيارة والخبرات الروحية والإنسانية مصدر إلهام لكثيرين في دعم ومساندة أبناء الأرض المقدّسة، الحجارة الحيّة والشهادة للسيد المسيح الذي عاش ومات وقام على أرضها.