موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٥ مايو / أيار ٢٠٢١
مَثَل الكرمة

إسحق النجمة، راهب سسترسيانيّ :

 

إنّني أكنّ كلّ الاحترام الواجب إلى التفسير القائل إنّ الكرمة (في مثل العملة وأجرتهم / راجع متى 20: 1-16) ترمز إلى الكنيسة الجامعة؛ إذ تمثّل الكرمة شخص الرّب يسوع المسيح، والأغصان هم المسيحيّون؛ أما الكرّام وربّ الأسرة، فهو الآب السماوي؛ ويمثّل اليوم الوقت الإجمالي أو حياة الإنسان، فيما تمثّل الساعات أعمار العالم أو الجنس البشري والمكان هو نشاط العالم ذاته.

 

ومع ذلك، أميل أنا شخصيًّا إلى اعتبار كلّ من جسدي ونفسي معًا، أي شخصي بالكامل متمثّلاً في الكرمة.

 

ويتعيّن عليّ عدم إهمالها، بل العمل على ألاّ تخنقها ثمار أخرى أو جذور غريبة والسعي لكيلا تزعجها وفرة نمو براعمها. يجب عليّ تنظيفها حتّى لا يكثر الخشب بجزعها وتقليمها حتّى تأتي بثمر أكثر. ويجب عليّ أيضًا وضع سور حولها حتّى لا أتركها معرّضة لأطماع المارّين على الطريق، وبالأخصّ حتّى لا "يتلفها خنزير الغاب" (مز80[79]: 14).

 

يجب عليّ زراعتها بعناية بالغة حتّى لا يفسد النبت الأصلي للكرمة المختارة، وحتّى لا تصبح كرمة غريبة غير قادرة على أن تُفرِحَ الله أو الإنسان (راجع مز 104[103]: 15)، أو أن تتسبّب في تعاستهم. يجب عليّ حمايتها بيقظة شديدة حتّى لا يأتي مَن "يَلتَهِمونَ المِسْكينَ في الخُفْيَة" (حب 3: 14) ويسرقون في الليل الثمر الذي طال انتظاره، وحتّى لا يختفي الثمر فجأة في حادث غير متوقّع. وعلى كلّ حال، لقد أمر الله الإنسان الأوّل بخصوص الفردوس الذي هو كرمته، مطالبًا إيّاه بالعمل فيه وحراسته. (راجع تك 2: 15)