موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الثلاثاء، ٢٣ مايو / أيار ٢٠٢٣
معارك وغارات جوية في السودان رغم دخول الهدنة حيز التنفيذ
منذ 15 نيسان، يشهد السودان نزاعًا بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي

أ ف ب :

 

دوت في الخرطوم ليل الإثنين أصوات معارك وغارات جوية، على الرغم من دخول اتفاق جديد لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ رسميا، يؤمل في أن يتيح خروج المدنيين وإدخال مساعدات إنسانية، للتخفيف من وطأة نزاع أودى بنحو ألف شخص، ودفع أكثر من مليون لترك منازلهم.

 

وبدأ سريان الهدنة التي تمتد أسبوعًا، رسميًا عند الساعة 9:45 مساء بالتوقيت المحلي. لكن يبدو أن مصيرها مهدد بأن يكون كسابقاتها، إذ أفاد سكان في الضواحي الشمالية الشرقية للخرطوم لوكالة الأنباء الفرنسية بسماع أصوات اشتباكات بعد موعد بدء وقف النار.

 

وفي جنوب العاصمة، أفاد سكان بـ"سماع أصوات غارات جوية بعد الموعد المحدد للهدنة".

 

وشهد الإثنين قتالا متواصلا لليوم السابع والثلاثين على التوالي، دفع سكان الخرطوم البالغ عددهم 5 ملايين نسمة تقريبا لملازمة منازلهم، وسط اقتتال وحر شديد، ومعظمهم محرومون من الماء والكهرباء والاتصالات. وأكد شهود عيان وقوع "اشتباكات في منطقة الكدرو شمال الخرطوم بحري"، وكذلك يدور قتال بين الطرفين في شارع الغابة بوسط الخرطوم. وأفاد آخرون بوقوع "اشتباكات في منطقة بيت المال قرب مقر الإذاعة والتلفزيون بأم درمان" غرب العاصمة.

 

 

هدنة تستمر أسبوعًا

 

والأحد، أعلنت الولايات المتحدة والسعودية في بيان مشترك، أن ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وافقوا على وقف جديد لإطلاق النار يمتد أسبوعا، بدأ منذ ليل الإثنين.

 

وأعلن كل من الطرفين في بيان أنه يريد احترام هذه الهدنة التي رحبت بها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد). لكن منذ اندلاع المعارك، تعهد الطرفان وقف النار أكثر من 10 مرات، لكن سرعان ما تم انتهاكه.

 

وكان البيان الأمريكي السعودي المشترك أكد أنه "خلافًا لوقف إطلاق النار السابق، تم التوقيع من قبل الطرفين على الاتفاقية التي تم التوصل إليها في جدة، وستدعمها آلية لمراقبة وقف إطلاق النار، مدعومة دوليا" من الرياض وواشنطن والمجتمع الدولي.

 

وخلفت الحرب الدائرة خسائر فادحة في البنية التحتية، إذ خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة، سواء في الخرطوم أو إقليم دارفور غربي البلاد، حيث يشتد القتال أيضًا، خصوصًا مع ظهور بعض الصراعات القبلية. وفي بلد مصارفه مغلقة، وقوافل الإمدادات فيه تتعطل بسبب الغارات الجوية ونيران المدفعية والمعارك بين المباني في الأحياء السكنية، يتفاقم شح الغذاء، فيما دمرت معظم مصانع الأغذية الزراعية أو نهبت.

 

وتطالب الطواقم الإنسانية منذ أسابيع بتأمين ممرات آمنة لنقل الأدوية والوقود والمواد الغذائية، في محاولة لتوفير بعض الخدمات التي تشهد تدهورا منذ عقود.

 

والأحد، جدد مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث دعوته إلى "إيصال المساعدة الإنسانية في شكل آمن"، فيما يحتاج أكثر من 25 مليون من سكان السودان - أي أكثر من نصف السكان البالغ عددهم 45 مليون نسمة تقريبا - إلى مساعدات.

 

وفي حال استمرار الحرب، قد يلجأ مليون سوداني إضافي إلى الدول المجاورة، وفق الأمم المتحدة. وتخشى هذه الدول انتقال عدوى الاقتتال.