موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
أنهى السفير البابوي في جنوب السودان، المطران شيموس باتريك هورغان، زيارة رعوية استمرت عشرة أيام إلى السودان، شملت بورتسودان وعطبرة والخرطوم وأم درمان، بهدف لقاء الجماعات الكاثوليكية ونقل قرب البابا لاون الرابع عشر إليهم.
وخلال زيارته، التقى المطران هورغان شعبًا وكنيسة يعانيان من آثار الحرب الدائرة منذ عام 2023 بين الجيش النظامي وميليشيات الدعم السريع، والتي تسببت في واحدة من أخطر أزمات النزوح واللجوء في العالم، وخلفت دمارًا واسعًا وعشرات آلاف الضحايا، خصوصًا في دارفور.
وأشار السفير البابوي لموقع فاتيكان نيوز إلى أن مستوى الدمار في الخرطوم كان "صادمًا"، إذ تحولت مدينة كانت تضم نحو 8 ملايين نسمة إلى "شبه هيكل عظمي". ورغم ذلك، بدأ بعض السكان بالعودة بعد أن استعادت القوات النظامية السيطرة على العاصمة في آذار الماضي، ما يشكل تحديًا كبيرًا أمام الكنيسة لمرافقة شعبها وإعادة فتح الرعايا واستئناف النشاط الرسولي.
وفي لقاءاته مع السلطات السودانية في بورتسودان، شدّد المطران هورغان على قلق البابا والكرسي الرسولي من الوضع الإنساني، مؤكدًا التزامهما بالعمل من أجل السلام، وعلى أهمية احترام حرية الدين وحرية العبادة في الدستور الجديد.
كما أوضح أن الحرب في السودان تركت أثرًا مباشرًا على جنوب السودان الذي استقبل نحو مليون لاجئ منذ اندلاعها، مشيرًا إلى أن الوضع في البلدين "هش للغاية" ويستدعي دعمًا دوليًا عاجلًا لإيجاد حل سياسي يوقف القتال.
وختم السفير البابوي حديثه مؤكدًا أن اللقاءات مع الجماعات الكاثوليكية كانت مؤثرة، إذ امتلأت القداديس بالفرح والترانيم رغم قساوة الظروف، وقال: "كان أهم ما في الزيارة أننا نجحنا في لقاء المؤمنين ونقل قرب البابا وتشجيعه لهم".