موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٥ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
مركز سيدة السلام يُجابه تداعيات جائحة كورونا ويستمر في تقديم خدماته
تقرير لمكتب اعلام البطريركية اللاتينية
لم يتم إغلاق المركز بشكل كامل إلا في آذار الماضي، إذ يتم دائمًا التقيّد بتعليمات الجهات الرسمية بالسماح في الإغلاق أو استمرارية العمل

لم يتم إغلاق المركز بشكل كامل إلا في آذار الماضي، إذ يتم دائمًا التقيّد بتعليمات الجهات الرسمية بالسماح في الإغلاق أو استمرارية العمل

رولا شوملي :

 

لا يزال الأطفال ذوي الاعاقة في العديد من البلدان يواجهون صعوبة في الحصول على فرص وحقوق متساوية في التعليم، ناهيك عن قلة وجود المراكز التي تلبي احتياجاتهم.

 

وفي ظل الإغلاقات التي فرضتها الحكومات جرّاء تفشي فيروس كورونا، اعتمدت المؤسسات التعليمية على نظام التعليم عن بُعد بدلًا عن الوجاهي في مواصلة العملية التعليمية والتعلمية، إلا أنه لم يتم طرح حلول بديلة لدمج الأطفال ذوي الإعاقة في هذا النظام، ولم يكن التعليم عبر الإنترنت متاحًا لهم من خلال المواد التعليمية والورشات واستراتيجيات التواصل وأدواتها.

 

وقد حرصت البطريركية اللاتينية منذ تأسيسها مركز سيدة السلام في ناعور عام 2004 على تلبية احتياجات الأطفال ذوي الإعاقة الجسدية والذهنية من عمر 5 إلى 14 سنة، وتقديم الرعاية المجانية لهم. وبالمقارنة مع المؤسسات والمراكز الأخرى المخصصة لذوي الإعاقة، يتميّز هذا المركز بتقديمه المتابعة الشخصية للفرد، ومعالجة الإعاقات الجسدية والعقلية، وخصوصًا مَن يعانون من صعوبة في النطق واضطراب التوحد.
 

ويحوي المركز، الذي يقدم خدماته من دون مقابل، قسمًا لانتاج وتركيب الأطراف الاصطناعية، إذ أنه يتقاضى أجرًا مقابل عملية الإنتاج فقط. كما ويشمل على وحدات العلاج الطبيعي لتخفيف العبء على الأشخاص ذوي الإعاقة وذويهم في المناطق التي تكثر فيها الإعاقات الحركية، وتفتقر الى هذه الخدمات. بالإضافة إلى ذلك، يوفّر المركز إمكانية العمل التطوعي في عدة مجالات من أجل توعية المجتمع الأردني حول كيفية معاملة الأشخاص ذوي الإعاقة.

 

وفي ظل جائحة فيروس كورونا، توقف مركز سيدة السلام عن استقبال وتقييم الطلبات الجديدة حتى نهاية عام 2020، وتم ايقاف النشاط التعليمي في المدرسة بصورتها السابقة، غير أنه تم تحويل التعليم إلى لقاءات فردية ما بين الطالب والمعلم، كما تم تقليل عدد الأشخاص الذين يستقبلهم المركز بهدف منح وقت كافٍ للتعقيم والتنظيف بين الجلسات. كما لا يستقبل المركز الأطفال الذين يعانون من أعراض تنفسية أو حرارة مرتفعة، وخاصة إن تواجدت هذه الأعراض أيضًا لدى أولياء أمورهم. كما ويتم التحفظ في استقبال المنتفعين القادمين من المناطق الموبوءة.

 

هذا ويستمر العمل في جميع أقسام المركز مع اتباع اجراءات السلامة العامة والوقاية، ما عدا في البركة العلاجية بسبب التكلفة العالية لتشغيلها وتعقيمها. أما بالنسبة للمتطوعين المحليين والأجانب، فقد تم تعليق عملهم داخل المدرسة والمركز، بسبب تعليق برنامج التطوع في المدارس وإغلاق المطار.

ويشير الأب شوقي بطريان، مدير مركز سيدة السلام في عمان، إلى أن "المركز يعتمد بشكل كبير على التبرعات الداخلية والخارجية لاستمرار عمله، ومع تفشي فيروس كورونا في العالم كله، تعذّر على العديد من الجهات المانحة أن تقدم الدعم المالي الذي اعتاد المركز تلقيه".

 

ويضيف "اضطررنا إلى تقليل فترة دوام الموظفين من خمسة إلى أربعة أيام، إذ يحصل الموظف على 80% من راتبه". وأعرب الأب شوقي بطريان عن شكره وامتنانه لكل من ساند المركز، واستمر في تقديم المساعدة له خلال الجائحة من أجل ضمان استمراريته.

 

يذكر أنه لم يتم إغلاق المركز بشكل كامل سوى في شهر آذار الماضي، إذ يتم دائمًا التقيّد بتعليمات الجهات الرسمية بالسماح في الإغلاق أو استمرارية العمل.