نظم مركز سيدة السلام للأشخاص ذوي الإعاقة، التابع للبطريركية اللاتينية في الأردن، وبالتعاون مع الجامعة القلب الأقدس الكاثوليكية في مدينة ميلانو الإيطالية، مؤتمرًا عبر تقنية الاتصال المرئي، بعنوان "اضطراب طيف التوحد"، شارك فيه نخبة من العلماء، وذلك للحديث عن أهم التطورات العلمّية والعلاجيّة لإضطراب طيف التوحد، وخصوصًا في العلاج النطقي والتأهيل.

وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، لفت البروفيسور ريكاردو ريدايللي، مدير مركز أبحاث الشرق الأدنى ومنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، التابع للجامعة الكاثوليكية بميلانو، إلى أن اللقاء الافتراضي يأتي بالتزامن مع اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد الذي يصادف الثاني من نيسان من كل عام.

من جهته، قدّم البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، الشكر للقائمين على إقامة مثل هذه المبادرة المهمّة، مشيرًا إلى الظروف التي خلفتها الجائحة قد أظهرت عدم المساواة بين الأشخاص حول العالم، خاصة فيما يتعلّق بحق الإنسان في الوصول إلى الخدمات الصحيّة.

وأشار غبطته إلى أنّ أهميّة المؤتمر تأتي من كونه سيساعد على تقديم المزيد من الإلهام من قبل المتخصصين لاتخاذ الإجراءات اللازمة وزيادة الوعي حول الأشخاص ذوي الأعاقة، كما سيشجع على إذكاء الانتباه في الأردن حول الطرق والأنماط الجديدة لتعزيز الإدراك العام وطرق الإدماج داخل المجتمع.

وعبّر البطريرك عن تقديره لجامعة القلب الأقدس الكاثوليكية على دعمها للبطريركية اللاتينية من خلال مركز سيدة السلام الذي تأسس عام 2004 لتوفير خدمات مجانيّة يوميّة في بيئة مُحبّة ومستقبّلة للأشخاص من ذوي الإعاقة، بغض النظر عن الخلفية الدينية أو الاجتماعيّة أو الماديّة، آملاً أن يكون هذا المؤتمر باكورة لمزيدٍ من المبادرات والأنشطة التي ستجلب المنفعة للمجتمع الأردني الكبير.

هذا وشكر رئيس الجامعة الكاثوليكية في ميلانو البروفيسور فرانكو أنيلي، جميع القائمين على هذا المؤتمر الرقميّ ولجميع الأشخاص الذين يتابعونه عبر الانترنت، مشيرًا إلى أنّ التعاون القائم بين جامعته ومركز سيدة السلام سيتواصل، وهو كذلك جزء من نهج وهوية الجامعة، التي تحتفل هذا العام بمرور مائة عام على التأسيس، في تقديم رسالتها في التضامن والالتزام والتعاون الدولي.

من جهته، أشار مدير المركز الجامعي للتضامن الدولي البروفيسور ماركو كازيللي، إلى أن المركز (CeSI) قد تأسس عام 2006 بهدف تنسيق جميع المبادرات والبرامج التي تطلقها الجامعة الكاثوليكية في ميلانو على الصعيد التعاون الدولي، في التنمية البشرية المستدامة كتعزيز حقوق المواطنة ومساهمة الأفراد في حماية بيتنا المشترك والسعي لتحقيق نموذج مثالي للتقدّم الاجتماعي، مستلهمًا القيم التي جاءت في رسالة البابا بولس السادس "تنمية الشعوب" عام 1967.

أما مدير مركز سيدة السلام الأب د. شوقي بطريان، فأشار في كلمته إلى أن المؤتمر يتناول موضوع عزيز على القلب ومهم جدًا بسبب العدد الكبير من الأشخاص المصابين بالتوحد في الأردن والعالم. وشدد بأن المركز، ومنذ تأسيسه، يقدّم خدمات تأهيلية وتعليمية متكاملة وشاملة، بشكل مجاني، لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة بهدف تحسين جودة حياتهم اليوميّة ودمجهم وانخراطهم في المجتمع المحلي ومؤسساته.

وقال: إنّ هذا المركز فريد من نوعه في الأردن والشرق الأوسط، وهو يقدّم خدمات عالية الجودة للمجتمع الأردنيّ بغض النظر عن الخلفيات الدينيّة والاجتماعيّة والماديّة، بالإضافة إلى اللاجئين السوريين والعراقيين عبر مركزه الرئيسي في العاصمة عمّان، وفرعه الثاني في مدينة العقبة، إلى جانب وحدات خارجية في كل من الزرقاء، المفرق وعنجرة، وجميعها تتكاتف معًا لضمان الكرامة الإنسانيّة المقدسة.