موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٦ فبراير / شباط ٢٠٢٣
مباركة كنيسة المقبرة في الوهادنة، بقداس احتفالي
جانب من قداس مباركة كنيسة المقبرة المسيحيّة في الوهادنة (تصوير: أسامة طوباسي / أبونا)

جانب من قداس مباركة كنيسة المقبرة المسيحيّة في الوهادنة (تصوير: أسامة طوباسي / أبونا)

أبونا :

 

إلى بلدة الوهادنة، في شمال غرب محافظة عجلون، حططنا الرحال، وجاء المؤمنون من مختلف البلدات والمدن إلى البلدة الوادعة، وذلك تدشين كنيسة جديدة في هذه البلدة التي تُسمى وبافتخار "بلدة مار الياس الحي".

 

لماذا كنيسة جديدة؟

 

إنّها ليست كنيسة رعوية جديدة أسوة بالكنيستين القائمتين؛ الأولى للبطريركيّة اللاتينيّة والثانيّة لبطريركيّة الروم الأرثوذكس، وكلاهما يحمل اسم كنيسة مار الياس. ولكن، هذه المرّة، هنالك مباركة لكنيسة المقبرة التي كانت قاعة صغيرة يُقبل فيها العزاء ويُقام فيها الذبيحة الإلهيّة ثلاث مرات في السنة: في عيد الميلاد المجيد، وفي عيد الفصح المجيد، وفي تذكار جميع الموتى المؤمنين في الثاني من تشرين الثاني.

 

وجاءت فكرت إنشاء الكنيسة من قبل الأب منويل بدر، العائد من ألمانيا بعد خدمة 46 عامًا في أبرشية بادربورزن التاريخيّة، لأنّه أراد أن يقدّم شيئًا لمسقط راسه ولبلدة طفولته – الوهادنة التي كانت تُدعى عندما خرج "خربة الوهادنة"، ولكنها اليوم فقط "الوهادنة"، لأنّها بلدة متقدمة يسكنها ألوف الأشخاص من المسيحيين والمسلمين.

 

أطلّ موكب النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران جمال دعيبس، الذي خدم بدوره كاهنًا لرعيّة الوهادنة في أوائل تسعينات القرن الماضي، وجاء لكي يشكر الأب منويل على هذه التقدمة، ويُبارك الكنيسة المشادة في المقبرة المسيحيّة. وجرى قداس إلهي رائع بدأه المطران برش المياه المباركة على جدران الكنيسة من الداخل والخارج، فيما أنشدت جميع المؤمنين مزمور 50: "ارحمني يا الله بعظيم رحمتك".

وقبل ذلك، ألقى الأب منويل بدر، بحماسةٍ شديدة، كلمة الترحيب التي أضفت جوًا أخويًّا وعائليًّا بين الحضور، إذ أخبرهم كيف جاءت فكرة إنشاء هذه الكنيسة، وتحويلها من قاعة خربة إلى كنيسة رسميّة، تُدعى "كنيسة المقبرة المسيحيّة في الوهادنة".

 

وقال بكلّ تأثّر بأنّه يقدّم هذه الكنيسة لكلّ أهله وذويه من بلدته الأصليّة الوهادنة، ووزّع كتيّبًا يشرح فيه الرموز التي استخدمها لإنشاء هذه الكنيسة، وهي: سلم يعقوب على مدخل الكنيسة، والصليب الكبير على جهتها الجنوبيّة. وأضاف إليها طبعًا كل التجديدات المناسبة من الأرضيّة الرخاميّة والدرج والدربزين ومنطقة الهيكل الرائعة، وكذلك القرميد الذي أضفى على الكنيسة جمالاً فوق جمال.

أمّا المطران جمال دعيبس فقد ألقى عظة القداس المُقام من أجل الموتى المؤمنين. وقال بأنّه جميل جدًا أن نفكّر في هذه البقعة بإنشاء هذه الكنيسة، لأنّنا إذ نظرنا خارج الكنيسة سنجد مستقبلنا، وهو الموت المحتم، ولكننا نؤمن بأنّنا أبناء القيامة، وأبناء الفرح بالقيامة المستمدة من قيامة السيد المسيح.

 

وبدوره شكر كاهن الرعيّة الأب بهاء اسطفان جميع الحضور، ولجنة المقبرة والمتبرعين من العائلات والأفراد، لتعلية سور المقبرة والعديد من الأعمال التي تمّت فيها.

وبعد القداس الذي حضره عشرات الأشخاص، توجه الجميع إلى قاعة دير اللاتين التي شيدتها البطريركيّة اللاتينيّة في عهد الأب جمال دعيبس حين كان كاهنًا للرعيّة، وتناول الجميع طعام الغداء شاكرين للأب منويل على هذه المبادرة الطيّبة.

 

وشارك في القداس عدد من الكهنة، من البطريركيّة اللاتينيّة، والراهبات، وجمع المؤمنين القادمين من الوهادنة ومن مدن وبلدت الأردن العزيز.