موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٦ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٢
لماذا يصلي البابا صلاة التبشير الملائكي علانية يوم الآحاد والأعياد؟

ترجمة: منير بيوك - أبونا :

 

بدأ كل ذلك منذ ما يزيد عن 76 عامًا مع الطبيب الكاثوليكي الإيطالي والناشط السياسي والزعيم العلماني المؤثر لويجي جيددا.

 

في السنة المريميه، أقنع جيددا -الذي كان آنذاك رئيسًا لجمعية العمل الكاثوليكي- صديقه البابا بيوس الثاني عشر بتلاوة صلاة التبشير الملائكي في منتصف النهار علنًا من نافذة غرفته الخاصة. وبذلك، ففي الخامس عشر من آب 1954 وبمناسبة عيد انتقال السيدة العذارء، خاطب البابا بيوس الثاني عشر الكاثوليك في روما وحول العالم عبر راديو الفاتيكان داعيًا إياهم للانضمام إليه "في التحية التقيه لوالدة الله".

 

وشكّل ذلك البداية لعادة بابويّة تحدث كل يوم أحد وفي الأعياد الرئيسيّة، حيث يظهر البابا من نافذة مكتبه في القصر الرسولي ظهرًا ليقود المؤمنين المجتمعين أسفله في ساحة القديس بطرس بصلاة التبشير الملائكي باللغة اللاتينية.

 

تعود جذور صلاة التبشير الملائكي إلى ممارسة القرون الوسطى المتمثلة في صلاة "السلام عليك يا مريم" ثلاث مرات على التوالي، كما أوصى بها القديس أنطون البدواني.

 

في السنوات التي تلت العام 1200، اقترحت جماعة من الفرنسيسكان أن تتم هذه الممارسة في المساء بعد صلاة النوم، كوسيلة للتأمل في سر تجسد المسيح. وكان يتم قرع جرس لتذكير الرهبان والآخرين بأن الوقت قد حان لصلاة "السلام عليك يا مريم".

 

وعلى مرور القرون، بدأت صلوات "السلام عليك يا مريم" الثلاثة أيضًا في الصباح وفي منتصف النهار. وتتضمن الصلاة في هذه الأيام كلمات من البشارة، وإعلان الملاك جبرائيل لمريم أنه تم اختيارها لتكون والدة الله، إضافة إلى صلاة ختامية.

 

تم العثور على أدلة على التكرار الحديث في أوائل السنوات التي تلت العام 1500، وذلك في كتاب بعنوان "المكتب الصغير للعذراء مريم المباركة" (The Little Office of the Blessed Virgin Mary)، الذي تمت طباعته في روما في عهد البابا بيوس الخامس، إضافة إلى كتيب كاثوليكي تم نشره في أنتويرب عام 1588. وفي الفاتيكان العديد من المكاتب والدوائرة البابوّية التي اعتادت على التوقّف عن العمل، كل يوم، لأداء صلاة التبشير الملائكي معًا عند الظهر.

 

وخلال الإحتفالات بعيد القيامة، تم استبدال صلاة التبشير الملائكي بصلاة "افرحي يا ملكة السماء"، وهي صلاة مريميّة تصلى أو ترنم خلال الزمن الفصحي. وعلى مرور السنين، استغل البابوات الفترة التي تسبق تلاوة الصلاة المريمية لإعطاء تعليم قصير، أو رسالة، أو نداء.

 

لا يقوم البابا فرنسيس بزيارة المقر الصيفي البابوي في قلعة غاندولفو، الواقعه خارج روما، لكن الباباوات الذين فعلوا ذلك كانوا يتلون صلاة التبشير الملائكي من القصر خلال فترة استراحتهم.

 

ولتجنب تجمع حشود من الناس في ساحة القديس بطرس في أوقات معينة، خلال جائحة كورونا، ينطق البابا فرنسيس بالصلاة عبر فيديو مباشر من داخل مكتبه. كما يتم بث صلاة التبشير الملائكي مباشرة حول العالم على الإنترنت. وتدق أجراس بازيليك القديس بطرس دائمًا عند الظهر، قبيل ظهور البابا مباشرة من نافذة القصر لتكريم العذراء مريم المباركة.