موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
في إطار الاحتفال بالمئوية الأولى لإعلان قداستها، وصلت ذخائر القدّيسة تريزيا الطفل يسوع إلى لبنان في زيارة هي الثانية من نوعها بعد مرور ثلاث وعشرين سنة على زيارتها الأولى، التي تركت أثرًا روحيًا عميقًا في قلوب المؤمنين. وتُشكّل هذه الزيارة حدثًا إيمانيًا فريدًا، يحمل رسالة رجاء وتجديد روحي في زمن يتوق فيه لبنان إلى الاستقرار والسلام.
في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة الواقع فيه 13 حزيران، حطّت الذخائر المباركة في مطار بيروت الدولي، حيث كان في استقبالها لفيف من الكهنة والراهبات والإعلاميين وأعضاء اللجنة المنسّقة للزيارة. وقد رافق دخول الذخائر نثر الزهور على وقع الصوت الملائكي للفنانة جومانا مدوّر، في مشهد مؤثّر غمر الحضور بروحانية عميقة.
أقيمت صلاة قصيرة ترأسها الكهنة المشاركون، أعقبها كلمة منسق اللجنة السيّد فادي فيّاض، الذي عبّر عن امتنانه للبطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي على تشكيل اللجنة المنظّمة ورعاية هذا الحدث الإيماني الاستثنائي، كما توجّه بالشكر إلى كاتدرائية ليزيو والقائمين عليها لقبولهم تنظيم هذه الزيارة رغم الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان، مشيرًا إلى أن الزيارة تشكّل بارقة أمل لوطن يستعدّ لمرحلة جديدة تحمل الرجاء للبنانيين.
وألقى الأب هادي ضو كلمة نقل فيها بركة البطريرك الراعي، مؤكدًا أهمية هذه الزيارة التي تتجاوز الجدران وتلامس القلوب، تماشيًا مع ما كانت القدّيسة تريزيا قد عبّرت عنه بقولها: "سأقضي سمائي في عمل الخير على الأرض". من جهته، ألقى الأب أوليفيه روفريه كلمة باسم مطران أبرشيّة ليزيو الفرنسيّة عبّر فيها عن فرح الأبرشية بهذه المبادرة الروحيّة الجامعة.
بعد مراسم الاستقبال، انطلق الموكب المهيب حاملاً الذخائر المقدسة إلى دير القدّيسة تريزيا في السهيلة، حيث ستبدأ جولتها على مدى شهر ونصف وستحلّ في عدّة كنائس ورعايا لبنانيّة طيلة هذه الفترة، ناشرة رسالة السلام والمحبة والإيمان في ربوع الوطن.
وتُعدّ هذه الزيارة، التي تمّت بالتنسيق مع أبرشية ليزيو وإدارة بازيليك القدّيسة تريزيا الطفل يسوع، بمثابة تأكيد جديد على العلاقة الروحية العميقة بين لبنان وكنيسة ليزيو، وعلى استمرارية رسالة القدّيسة الصغيرة التي تحوّلت إلى شفيعة المرسلين ومعلمة في الحياة الروحية، رغم أنها لم تُكمل الصف الخامس الابتدائي.