موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
مبعوثًا شخصيًّا لقداسة البابا فرنسيس، يحلّ الكاردينال بييترو بارولين، أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان، ضيفًا على المملكة الأردنيّة الهاشميّة، من أجل ترؤس احتفال تدشين وتكريس كنيسة معموديّة السيّد المسيح، في موقع المغطس، التابعة للبطريركيّة اللاتينيّة، وذلك يوم الجمعة الموافق 10 كانون الثاني 2025.
وبحسب الناطق الرسميّ لحدث التدشين، مدير المركز الكاثوليكيّ للدراسات والإعلام، الأب رفعت بدر، فإنّ الضيف الفاتيكاني يُعتبر ثاني أرفع شخصيّة من حاضرة الفاتيكان تزور الأردن بعد الزيارة التاريخيّة التي قام بها رأس الكنيسة الكاثوليكيّة في العالم، قداسة البابا فرنسيس، في 24-25 أيار من العام 2014. وكان الكاردينال بارولين آنذاك على رأس الوفد الفاتيكاني المرافق للحبر الأعظم في زيارته البابويّة الرابعة إلى المملكة.
الاستقبال الرسميّ لقداسة البابا فرنسيس في الأردن، 24 أيار 2014
أما اليوم، وبعد الاحتفال العام الماضي بمرور 30 عامًا على الإعلان الرسميّ لبدء العلاقات الدبلوماسيّة بين الكرسي الرسولي والمملكة الأردنيّة الهاشميّة، فإنّ الكاردينال بارولين يأتي كمبعوث شخصيّ من قداسة البابا فرنسيس لمشاركة الكنيسة الكاثوليكيّة في الأردن وسائر الأرض المقدّسة، فرحتها بتدشين الكنيسة الأكبر في العالم التي تحمل اسم المعموديّة، والكنيسة الأقدس كونها الأقرب لنهر الأردن الخالد.
وتُعدّ كنيسة المعموديّة أيضًا أكبر كنيسة في موقع المغطس، وواحدة من كبريات الكنائس في الشرق الأوسط. وبعد تدشينها الرسميّ، ستنضم كنيسة المعموديّة إلى كوكبة الكنائس التاريخيّة والهامّة في الأرض المقدّسة: كنيسة البشارة في مدينة الناصرة، وكنيسة المهد في بيت لحم، وكنيسة القيامة في مدينة القدس الشريف، ناهيك عن اعتمادها كمزار حجٍ في سنة اليوبيل لعام 2025 والتي تحييه الكنيسة الكاثوليكيّة في العالم أجمع.
كنيسة معمودية السيّد المسيح قبل أيام على احتفال التدشين (تصوير: موقع أبونا)
وعن حياة الكاردينال الضيف يقول الأب بدر: ولد الكاردينال بارولين في 17 كانون الثاني 1955 في بلدة سكافيون بإيطاليا. وأصبح كاهنًا في 27 نيسان 1980. بعد ثلاث سنوات، التحق بالأكاديميّة الكنسيّة البابويّة، ودخل الخدمة الدبلوماسيّة للكرسيّ الرسوليّ في عام 1986، وخدم في نيجيريا والمكسيك. وفي عام 1986 أيضًا حصل على درجة الدكتوراه في القانون الكنسيّ من الجامعة البابويّة الغريغوريّة.
تمّ تعيينه وكيلاً لقسم أمانة دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول (وزارة الخارجيّة)، في 30 تشرين الثاني 2002. وباعتباره خبيرًا بشكل خاص في القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط، وبالوضع الجيوسياسي للقارة الآسيويّة بشكل عام، فقد عمل على بناء وتعزيز العلاقات بين الكرسي الرسوليّ وفيتنام. كما ساهم في إعادة فتح الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مقتنعًا بالحاجة إلى جهد مشترك "لخلق الظروف من أجل سلام حقيقيّ وعادل" في الشرق الأوسط.
وخلال هذه الفترة، مثّل الكاردينال بارولين الكرسي الرسولي في العديد من المحافل الدوليّة، ناقلًا حرص الفاتيكان في العمل مع المنظمات الدوليّة لحماية حقوق الإنسان الأساسيّة، بما في ذلك الحريّة الدينيّة. وكان نيافته في طليعة الجهود الفاتيكانيّة في التعامل مع عدد من القضايا الحساسّة على الصعيد الدوليّ. وفي 17 آب 2009، عيّنه البابا بندكتس السادس عشر سفيرًا بابويًّا في فنزويلا، ورفعه إلى رتبة "رئيس أساقفة"، ونال السيامة الأسقفيّة في 12 أيلول 2009.
كنيسة معمودية السيّد المسيح قبل أيام على احتفال التدشين (تصوير: موقع أبونا)
وفي 31 آب 2013، عيّنه البابا فرنسيس أمينًا لسرّ دولة حاضرة الفاتيكان (يُطلق عليه بالعرف الدولي رئيس الوزراء)، وقد تولّى المنصب في 15 تشرين الأوّل. وتُعتبر أمانة سرّ الدولة أهم وأقدم الدوائرة الفاتيكانيّة، كونها تقوم بتأدية جميع المهام السياسيّة والدبلوماسيّة للكرسي الرسولي ودولة حاضرة الفاتيكان.
رفعه البابا فرنسيس إلى الرتبة الكارديناليّة في 22 شباط 2014. وفي العام ذاته، أصبح عضوًا في مجلس الكرادلة المستشارين لتقديم المشورة للحبر الأعظم في إدارة الكنيسة الكاثوليكيّة الجامعة، ومراجعة الدستور الرسوليّ الذي ينظم الكوريا الرومانيّة (الجهاز الإداري والتنفيذي في الكنيسة الكاثوليكيّة).
ويضيف الأب رفعت بدر، أنّه من المنتظر وصول الضيف الكبير إلى مطار عمّان فجر يوم الأربعاء العاشر من كانون الثاني، حيث سيترأس رتبة تكريس الهيكل وتدشين كنيسة المعموديّة، التي بنتها البطريركية اللاتينية بسخاء من فارس القبر المقدّس السيّد نديم المعشر، ومحسنين آخرين، بالإضافة إلى دولة هنغاريا، وهي مشادة على أرض قدمتها الدولة الأردنيّة، مساحتها 30 دونم، وتبلغ مساحة الكنيسة نفسها 1500 متر مربع، بالإضافة إلى ديرين مجاورين يُشرف عليهما كهنة ورهبان وراهبات الكلمة المتجسّد، وتتسع الكنيسة إلى أكثر من ألف شخص من المصلين. ومن المنتظر، بحسب الأب بدر أن يشارك بحفل تدشين الكنيسة أكثر من ستة آلاف شخص سيؤمون المكان من مختلف أنحاء الأردن، إلى جوار عدد من الرسميين والسفراء.