موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش العالم الثلاثاء إلى "مراجعة أولوياته" من خلال إعادة توجيه جزء من إنفاقه العسكري القياسي نحو التنمية البشرية ومكافحة الفقر.
وقال غوتيريش "اليوم، نصدر تقريرا يكشف حقيقة جلية: ينفق العالم على شن الحروب أكثر بكثير مما ينفق على بناء السلام".
وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، بلغ الإنفاق العسكري في العالم نحو 2700 مليار دولار أميركي عام 2024، وهو ارتفاع بأكثر من 9% على أساس سنوي.
واضاف غوتيريش "هذا يعادل 334 دولارًا أميركيًا للفرد الواحد في العالم، وما يقارب 13 ضعفًا من حجم المساعدة الإنمائية الرسمية لأغنى الدول، و750 ضعفًا من الميزانية العادية للأمم المتحدة".
في موازاة ذلك، معظم أهداف التنمية المستدامة لتحسين مستقبل البشرية بحلول عام 2030 (القضاء على الفقر المدقع والمساواة بين الجنسين والتعليم وغيرها) ليست على الطريق الصحيح.
ومع ذلك، القضاء على الجوع في العالم بحلول عام 2030 يتطلب 93 مليار دولار فقط سنويًا، أي ما يعادل 4% من الإنفاق العسكري لعام 2024، والتحقق من تلقيح كل طفل بالكامل سيكلف بين 100 و285 مليار دولار سنويًا، وفق تقرير أعدته الدول الأعضاء.
إجمالا، تُقدّر الأمم المتحدة الآن الحاجة إلى استثمار سنوي إضافي قدره أربعة آلاف مليار دولار أميركي لتحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة، وهو رقم قد يرتفع إلى 6400 مليار دولار أميركي في السنوات القادمة.
ثم وجه الأمين العام للأمم المتحدة "نداء للتحرك ومراجعة الأولويات وإعادة توازن الاستثمارات العالمية نحو ضمان الأمن الذي يحتاجه العالم".
وأضاف "الإنفاق العسكري المفرط لا يضمن السلام بل يُقوّضه في كثير من الأحيان ويُشجّع على السباق على التسلح ويعزّز انعدام الثقة ويحوّل موارد قد تكون ركيزة الاستقرار".
وتابع "بناء عالم أكثر أمانا يبدأ بأن نستثمر في مكافحة الفقر بقدر لا يقل عما نستثمر في الحروب".
وأوضح أن "إعادة توجيه ولو جزء بسيط من الإنفاق العسكري الحالي قد يسد فجوات كبيرة، ويسمح بارسال الأطفال إلى المدرسة، ويعزز الرعاية الصحية الأساسية، ويطور الطاقة النظيفة والبنية الأساسية المرنة، ويحمي الفئات الأكثر ضعفا".