موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر السبت، ٢٩ يوليو / تموز ٢٠٢٣
غوتيريش يحذر من "عهد الغليان العالمي" ويدعو إلى تسريع العمل المناخي

الأمم المتحدة :

 

قال الأمين العام للأمم المتحدة إن عصر الاحتباس الحراري انتهى وبدأ عهد "الغليان الحراري العالمي".

 

جاءت تصريحات أنطونيو غوتيريش في مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس في نيويورك للتعليق على تسجيل ارتفاع قياسي في درجات الحرارة العالمية هذا الشهر وفقا لتقرير صدر اليوم الخميس عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بالاشتراك مع خدمة كوبرنيكوس لمراقبة تغير المناخ.

 

وأوضح الأمين العام أن عواقب هذا الارتفاع القياسي في درجات الحرارة "واضحة ومأساوية" حيث تجرف الأمطار الموسمية الأطفال وتهرب العائلات من لهيب النيران وينهار العمال بسبب الحر الشديد. وأضاف أن هذا الصيف "قاس" بالنسبة لأجزاء شاسعة من أميركا الشمالية وأفريقيا وأوروبا، مؤكدًا أنها "كارثة" للكوكب بأسره. وأكد أن هذا الأمر يتسق مع التوقعات والتحذيرات المتكررة، لكن المفاجأة الوحيدة هي "سرعة التغير"، مشيرًا إلى أن "تغير المناخ صار هنا".

 

 

"لا مزيد من الأعذار"

 

وقال غوتيريش إنه "لا مزيد من التردد. لا مزيد من الأعذار. لا مزيد من انتظار الآخرين للتحرك أولا".

 

وأضاف أن بعض التقدم تحقق، لكن هذا الأمر لم يذهب بعيدا بما فيه الكفاية أو بالسرعة المطلوبة، مؤكدا أن هناك العديد من الفرص الحاسمة لتحقيق هذا الأمر بما فيها قمة المناخ في أفريقيا وقمة مجموعة العشرين وقمة الأمم المتحدة للمناخ (COP28). ودعا قادة العالم لاسيما دول مجموعة العشرين لتسريع وتيرة العمل والعدالة المناخيين في مجالات ثلاثة.

 

أول هذه المجالات الانبعاثات، حيث شدد الأمين العام على ضرورة وضع أهداف وطنية جديدة طموحة للحد من الانبعاثات من قبل أعضاء مجموعة العشرين قائلا: "نريد أن تتخذ جميع البلدان إجراءات تتماشى مع ميثاق التضامن المناخي وخطة تسريع العمل المناخي". وشدد أيضًا على أهمية دور الجهات غير الحكومية، حيث دعا الشركات والمدن والأقاليم والمنظمات المالية للمشاركة في قمة الطموح المناخي بخطط انتقال موثوقة تتماشى مع معيار الانبعاثات الصفري للأمم المتحدة.

 

 

التكيف والتمويل

 

أما الأمر الثاني الذي دعا الأمين العام للتركيز عليه فهو التكيف حيث حث الدول كافة على الاستجابة وحماية شعوبها من الحرارة الشديدة والفيضانات المميتة والعواصف والجفاف والحرائق المستعرة التي تنجم عن ذلك. وقال إن "تلك البلدان على الخطوط الأمامية، التي لم تفعل سوى القليل للتسبب في الأزمة ولديها أقل الموارد للتعامل معها، يجب أن تحصل على الدعم الذي تحتاجه للقيام بذلك".

 

وأضاف أنه حان الوقت لحدوث طفرة عالمية في استثمارات التكيف لإنقاذ ملايين الأرواح من "المذبحة المناخية". وأفاد الأمين العام للأمم المتحدة بأن المجال الثالث اللازم لتسريع وتيرة مواجهة التغير المناخي هو التمويل. وقال إن الدول المتقدمة ينبغي لها أن تفي بالتزاماتها بتقديم 100 مليار دولار سنويًا للدول النامية من أجل الدعم المناخي وتجديد موارد الصندوق الأخضر للمناخ بالكامل.

 

وأعرب عن قلقه من أن دولتين فقط حتى الآن من دول مجموعة السبع، وهما كندا وألمانيا، قدمتا تعهدات بتجديد موارد الصندوق. كما حث الدول على تفعيل صندوق الخسائر والأضرار أثناء قمة المناخ (COP28) المقررة هذا العام في الإمارات العربية المتحدة قائلا: "لا مزيد من التأخير أو الأعذار". وشدد غوتيريش على أهمية تصحيح مسار النظام المالي العالمي كي يدعم العمل المناخي المتسارع.

 

وأنهى الأمين العام كلمته بالتأكيد على ضرورة "أن نحول سنة حرارة محرقة إلى عام طموح متقد".