موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
كنيسة سيدة الزروع مزنرة بالقماش
"أفلست الجهود البشرية، وأصبح الأمر الآن بين يدي العناية الإلهية". هكذا يرى أهالي بلدة دير الأحمر، بعلبك، في منطقة البقاع اللبنانية، آخر علاجات احتباس المطر في كانون الثاني يناير المعروف بـ"فحل الشتاء"، في سعيهم الى استمطار الغيث بعد طول جفاف. ووفقًا لتقليد محليّ، قام عدد منهم بتزنير كنيسة سيدة الزروع في البلدة، بأثواب المؤمنين على هيئة مسبحة، تعبيرًا عن إيمان راسخ بأن السيد المسيح هو المنقذ الوحيد من الشدائد.
مرّ زهاء خمسة أسابيع من فصل الشتاء، والوضع من سيئ إلى أسوأ. ومع ازدياد هواجس الأهالي، ولا سيما منهم المزارعون، من تصاعد موجات البرد والصقيع وانحباس المطر والثلوج، ما عاد أمامهم سوى الدعاء لله. ومع ذلك، تظل الحقيقة قائمة، وهي أن الجميع يعيشون تحت وطأة القلق من قسوة هذا الطقس الجاف.
يوضح السيد جورج الفخري لـ"النهار" أن هذا التقليد "يعبّر بعمق عن صدق الإيمان، إذ يتمثل في الاستغاثة بالله والتماس العون الإلهي لدفع الغضب الإلهي. إذ كان الأجداد يلجأون إليه في أوقات الأزمات، متسلحين بالأمل في تجاوز الشدائد التي تنوعت بين أوبئة وحروب ومصائب أخرى، في سعيهم الى درء الأذى وحماية أراضيهم وعائلاتهم من شبح القحط الذي يلوح في الأفق".
كذلك جرى تكثيف الصلوات الفردية في المنازل، وإشعال الشموع المكرسة، وحرق البخور، مشفوعة بالدعاء إلى الله من خلال القديسين، ولا سيما منهم سيدة الزروع، من أجل رفع هذا "الغضب".